لم يكن يوم 24 أغسطس 1982م يوماً عادياً في تاريخ اليمنيين فقد كان يوم ولادة جديدة وحقيقية لوطن وشعب فمنذ ذلك التاريخ والبلاد تخطو خطوات تنموية في كافة المجالات حيث تم اكتشاف النفط وبناء الجامعات والمدارس والطرق والجسور وتحسين البنية التحتية للنقل البحري والبري والجوي .. وتحسين مستوى معيشة الفرد وبناء الجيش الوطني القوي الذي يحمي البلاد وتزويده بكافة المعدات اللازمة لذلك وقبل كل هذا بناء الإنسان اليمني المعتز بوطنه بناء عقلياً وجسدياً وتأهيله ليكون صانع المستقبل لوطنه وتحفيز الاجيال التالية لتصنع من اليمن وطناً يعشقه الجميع . لم يكن ميلاد المؤتمر الشعبي العام في 24 أغسطس 1982م إلا بداية لوضع الخلافات والتباينات جانباً والتفكير في مصلحة الوطن حيث شاركت حينها كل القوى والأطياف السياسية المتواجدة في الساحة في صياغتها وكتابته ووضع مبادئه بما يضمن مشاركة الجميع بما فيهم الأخوان المسلمين الذين كانوا مطرودين منبوذين في كل أصقاع الدنيا إلا في اليمن كانوا شركاء في السلطة والمال لكنهم لم يكونوا يوما شركاء في التنمية والبناء بل كانت لهم مخططاتهم التي استطاعوا من خلالها خداع اليمنيين لسنوات طويلة. تاتي الذكرى ال35 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام في 24 أغسطس 1982م ميلاد الحزب والتنظيم اليمني الوحيد الذي ولد من رحم الأمة اليمنية من أرض هذا الوطن الطاهر ، لا يحمل مرجعية خارجية ولا يملك أفكاراً طائفية .. تأتي هذه الذكرى والوطن يعيش ويلات عدوان غاشم بدأت بوادره وظهرت مخططاته عام 2011م ونفس الأدوات القذرة المتمثلة في جماعة الاخوان المسلمين التي دعت الخارج وساعدته لاحتلال وطنها وقتل شعبها الذي أدعت يوماً البحث عن رخائه وحريته والحفاظ على أرضه ومواطنية . تأتي الذكرى والشعب اليمني بكل اطيافه يقود معركة الصمود والتحدي ضمن مرتزقة الداخل قبل أعداء الخارج. اليوم أثبت المؤتمر وقواعده أنهم أكثر قوة وصلابة وهم خارج السلطة – بصمود شعبنا اليمني – أكثر مما كانوا داخلها وأكثر تماسكاً رغم تعدد الضربات التي يتلقونها والتي لن تزيدهم إلا صلابة وعزة. اليوم يقود المؤتمر معركة مقاومة العدوان والحفاظ على وحدة الصف ويعمل أعادة بناء الوطن والإنسان الذي دمرته الصواعق والمحن منذ الربيع المشئوم 2011م.