هل مايحدث في فلسطين من حرق مستمر للمساجد والعبث بمحتوياتها وتدنيس حرماتها وما يحدث في أفغانستان على أيدي الأمريكان من تدنيس للمقدسات وحرق للمصاحف والبول على جثث الآدميين مجرد صدفة؟ ساذج أومنافق أو عميل من يقول ذلك ، لأن الجرائم عندما تتكرر وتتشابه فهذا يعني أن من يقترفها يملك استراتيجية قذرة وثقافة عنصرية، وعندما تنتهي تلك الجرائم باعتذار كاذب لتهدئة الناس ثم تعود الجرائم نفسها تتكرر فهذا يعني أن المعتذر انتهازي وكذاب وله غاية مقصودة من كل تلك الجرائم القبيحة، وهل وقوع تلك الجرائم من طرفين عنصريين دون غيرهما في هذا العالم، وإعادة اقترافها مسألة يجب تجاوزها بالاعتذار وعفا الله عما مضى؟ تحضرني مقولة لحكيم لا أتذكر اسمه يقول : نحن الذين نعلم الناس كيف يعاملوننا، فلو أنه عند إحراق أول مسجد في فلسطين كان للمسلمين رد فعل يلائم تلك الجرائم، لما وصل عدد المساجد المحروقة إلى العشرين وربما الثلاثين، وكلها بروفات ومقدمات لما هو أعظم . ولو أن العالم الإسلامي هب عند أول جريمة اقترفها الأمريكان بحرق المصاحف والعبث بها في دورات المياه وركلها ودوسها لما تكررت جريمة المارينز نفسها في أفغانستان. ولو قطعت (......) الذين بالوا على جثث الشهداء في أفغانستان ووضعت في أفواههم وأرسلت صورهم إلى السيدة كلنتون أولا والسيد اوباما ثانيا لما تجرأ أمريكي واحد أو صهيوني قذر على هذه الأفعال العنصرية القبيحة . أنا كمسلم ولاأظن أن أحدا يخالفني من المسلمين في هذا العالم، أرى مايحدث في فلسطينوأفغانستان من انتهاكات للعقيدة قمة الإرهاب والعنصرية، نعم أنا غاضب مثل باقي المسلمين في هذا العالم ولا أملك إلا غضبي وقلمي، والعار كل العار على من يملكون التأثير وأدوات العقاب والحساب ولا يحاسبون، لقد أصبحنا كمسلمين مهزلة سورنا منخفض بل ومتداع يشجع قطاع الطرق والعصابات والمنحرفين على ثوابتنا .أكررالمقولة السابقة نحن الذين نعلم الناس كيف يعاملوننا. اعتذار قائد القوات الأمريكية في أفغانستان عن حرق المصاحف سمعناه كثيرا في السنوات السابقة ، ولم يتغير شيء على أرض الواقع ، يحققون مع الفاعلين كما يقولون ثم تعود الجرائم نفسها تتكرر، مما يعني أن العقوبة لا ترقى إلى مستوى الجريمة هذا إن كان هناك عقوبة فعلا، واستهجان نتنياهو سلوك قطعانه السائبة في فلسطين في حرق أحد المساجد نفاق وكذب فقد أحرق قبله عشرات المساجد ومئات المصاحف. إن جرائم بهذا المستوى تحتاج إلى اعتذار من كل المسلمين وليس من الشعب الأفغاني، ومن رأس الهرم في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وإجراء محاكمات علنية تكون العقوبات الصادرة فيها رادعة، وبصفتي الشخصية أطالب رأس الهرم الأمريكي باعتذار وتعهد بعدم تكرار تلك الجرائم وإذا لم يحدث ذلك فمعناه أن هذا السلوك الإرهابي الإجرامي العنصري استراتيجية وليس مجرد هفوات فردية. د. أحمد عرفات الضاوي