اقتحم أكثر من الف مستوطن متطرف "مقام يوسف" في مدينة نابلس فجر امس بحماية قوة كبيرة من الجيش الاسرائيلي، الذي فرض اغلاقا تاما على الاحياء الشرقية للمدينة والمتاخمة للمقام. وقال مواطنون يقطنون في جوار المقام، ان المستوطنين وصلوا المكان في عدة حافلات تحرسها القوات الاسرائيلية، وقد أقام المستوطنون احتفالات صاخبة، ومارسوا طقوسا دينية. وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية ان وزير المواصلات يسرائيل كاتس كان برفقة المستوطنين، وقام لاول مرة منذ 11 عاما بنصب ما يطلق عليه اليهود "مزوزاة" عند مدخل المقام، وهي عبارة عن صندوق يحتوي اجزاء من "التوراة". ووقعت عند انسحاب المستوطنين برفقة القوة الاسرائيلية من المقام مواجهات عنيفة، خاصة لدى مرورها من شارع القدس المحاذي لمخيم بلاطة، حيث تصدى عشرات الشبان بحجارتهم للقوة الاسرائيلية التي ردت باطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه راشقي الحجارة ومنازل المواطنين. وظل "مقام يوسف" بؤرة توتر واحتكاك وخلاف بين الفلسطينيين والاسرائيليين منذ الاحتلال الاسرائيلي لنابلس عام 67 ، فحتى تلك الفترة كان "مقام يوسف" مسجدا. ويؤكد الفلسطينيون انه يضم قبر شيخ صالح من بلدة بلاطة البلد شرقي مدينة نابلس اسمه يوسف دويكات. والمقام اثر اسلامي مسجل لدى دائرة الاوقاف الاسلامية. ويرى الفلسطينيون ان الادعاء الاسرائيلي بان المقام يضم قبر النبي يوسف بن يعقوب ادعاء باطل وفيه تزييف للحقائق؛ لان النبي يوسف عليه السلام توفي في مصر وقبره موجود هناك، وما هذا الادعاء سوى محاولة احتلالية للسيطرة على الموقع وما يجاوره بذرائع دينية. المصدر : صحيفة القدس