“طارت المليارات” التي وعد بها الاردنيون من السعودية الى غير رجعة على ما يبدو، بعد مؤشرين هامين: الاول لقاء عاهل الاردن مع الوكالة الاردنية الرسمية “بترا” والذي ابلغ فيه الاردنيين ان المساعدات ما عادت مطروحة. والمؤشر الثاني، هو “هبوط” ثروة واضحة في حضن الاعلام المصري الذي بدأ سلسلة من الحركات “الباهظة” على ايقاع نغمات الازمة الخليجية. عمرو أديب في نيويورك يقوم على تغطية تبعات الازمة الخليجية على الاعلام الامريكي، ويحلل الصحف الامريكية ويفصفصها ويقسمها، إما مع او ضد الازمة والتأزيم، ومن هم ضد، فبرأيه طبعا “قابضين فلوس″ من قطر. في الاثناء، تبث المذيعة المصرية المعروفة لميس الحديدي مباشرة من لندن وتقوم على تغطية خاصة لمؤتمر المعارضة القطرية، وتتحول من مذيعة في استديو الى مراسلة تحقق وتكتشف ما وراء الابواب المغلقة والكواليس، للوقوف على “الحدث الجلل”. طبعا نحن نتحدث عن نجمي الاعلام المصري، وهؤلاء لا يخرجان بكل هذه البساطة. المهم، ان استخدام الاعلام المصري والاستثمار فيه يدل على امرين بالنسبة الي: اولا، فشل الاعلام الخليجي لدول الحصار في ترويج الازمة بحد ذاتها، وثانيا، انها ما عادت تجد سبيلا لاطالة الازمة اكثر وهنا قد لا نتحدث لا عن معادلة الرغبة، ولا عن القدرة، ولكن عن معادلة متعلقة بالسياق الدولي والاقليمي. بكل الاحوال، على الاردنيين ان يصدّقوا مليكهم جيدا حين تحدث عن عدم وجود امل في المساعدات وان يتكيفوا جيدا مع ذلك، في المقابل، اظن ان الاعلام المصري يمكن له ان يقوم ب “نفض” جيد لاعلامه بالامدادات الجديدة الى جانب التغطيات المكثفة التي نراها على الازمة. ** في برنامج عمرو اديب المصري، وبعد تحليلاته عن الازمة الخليجية والاعلام الامريكي، وموكب الرئيس السيسي. قرر اديب ان يستضيف رجل الاعمال المصري نجيب ساويرس على شاشته السابقة ON tv (واقصد شاشة ساويرس قبل ان يبيعها لرجل الاعمال احمد ابو هشيمة)، ليخبرنا ساويرس ان لا منافس للرئيس عبد الفتاح السيسي، وان لا تقدّم في الخطاب الديني الاسلامي في مصر، وان الله “قسم له الرزق” الموجود بين يديه. اللقاء بدا انه عند ساويرس نفسه ليس بتلك الاهمية التي تجعله يرتدي ملابس رسمية مثلا، فقد قرر ساويرس الذي لم يكن يغيب عن الشاشات المصرية فترة الثورة ان “يمرّ” على البرنامج بملابسه الرياضية وطلّته العادية، ويبدأ بإطلاق نكات لا تقف ولا تنتهي عند الحديث عن الفتاوى الدينية الجدلية ولا حتى عند كيفية تعامله مع حكم الاخوان المسلمين. المهم ساويرس اطلق خلال المقابلة ثلاث تصريحات اظن لا بد من النظر اليها بجدية: الاول، ان لا منافس للرئيس السيسي في الانتخابات المقبلة، وانه اثناء حكم الاخوان المسلمين كان “بيتخانق” اي ان معركة انهائهم كانت معركته الخاصة، وان الخطاب الديني في مصر “مكانك راوح” ولم يتغير ولم يتبدل. لا احد يعلم اسباب اللقاء بعد هذه التصريحات، الا الرجلين و”كم مليون” من المصريين والعرب المتابعين للاستثمارات والسياسة في مصر. ولنراقب في المستقبل القريب رجل الاعمال المصري الجدلي.. ** على سيرة مصر، كانت الاخيرة على ما يبدو الانسب والانجح لكسب جولة في فصول المصالحة الفلسطينية التي نأمل أن تصمد، الامر الذي ظهر واضحا من الطريقة التي تحدث فيها قياديان من القيادات الفلسطينية على شاشة التلفزيون الالماني الناطق بالعربية، فقياديان من وزن عزام الاحمد واسامة حمدان اختلفا على كل ما بينهما، الا على امرين الاول الوساطة المصرية، والثاني ان القيادي محمد دحلان “مكوّن فلسطيني” رغم تحفظات الاحمد وتبرمه. الاخير ظهر جليّا وهو “غير راضٍ” عن اي حديث يورد اسم دحلان وكأن القيادي المذكور يجب ان يظل ك “اللهو الخفي” ولا احد يذكر اسمه، رغم علم اي طفل ان المصالحة المصرية تمّت بالتنسيق معه. وكأن الاحمد اراد ان يعاد الفضل لحركة فتح في المصالحة الوطنية، وهو طبعا ما يمكن استشفاف عدم دقّته من قدرة الاحمد على المراوغة واصراره عليه ورغبته بالوصول لمرحلة يهدم فيها الاتفاق بصورة كاملة. المهم، حديث الرجلين للقناة اوحى ضمنيا بكون المصالحة ستتم هذه المرة وبرغبة حمساوية دحلانية، وهذا لم يكن مشكلة بالنسبة الي طبعا، لكني ظللت بانتظار الاستماع لاي “خطط” مستقبلية دون جدوى. فتح تعتبر ان المصالحة الحمساوية الدحلانية شأن حماس، بينما الاخيرة قررت ان تمنح فتح المجال لكسب ثقة الفلسطينيين مرة اخيرة او خسارتها. الا اننا بكل الاحوال، وبعد 48 ساعة على المصالحة لم نعرف من سيعيد الكهرباء لأهالي غزة؟!