أَثارَت دعوات الجهاد الإلكتروني ضد مواقع استراتيجيَّة إسرائيليَّة المخاوف من تشكيل كيان عربي- إسلامي إلكتروني على شبكة الإنترنت، لتوجيه هجمات إلكترونيّة حادة إلى مواقع وشبكات إسرائيل الإلكترونية الاستراتيجيّة، فيما يشبه حربًا شاملة ضد إسرائيل. وقالت الشرطة الإسرائيلية: إن "الجهاد الإلكتروني" العربي دمر المئات من المواقع الإلكترونيّة الإسرائيلية، الأمر الذي دفع السلطات لتأسيس وحدة خاصة لحماية مواقع المؤسسات الحاكمة والمرافق المختلفة في إسرائيل. وأوضح الناطق باسم الشرطة أن قراصنة مغاربة تمكنوا من إتلاف 750 موقعًا إسرائيليًا مرة واحدة عام 2006 عقب عدوان "أمطار الصيف" العسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة أبرزها المواقع الخاصة ب "بنك إسرائيل" وحزب كاديما ومستشفى رمبام. وزعمت صحيفة "هآرتس" الإسرائيليّة أن مجموعة من "الهاكرز" تطلق على نفسها اسم "فريق جيش الدفاع الإسرائيلي"، تمكنت من تعطيل موقع "تداول" السعودي وأحدثت تأخيرًا في عمل موقع "أدكس" الإماراتي. وذكر القراصنة أن هذه الهجمات تأتي ردًا على سلسلة من هجمات شنها قراصنة عرب على مواقع شركات بطاقات الائتمان والبنوك ومواقع حكوميّة أخرى في إسرائيل. وقال أحد القراصنة الإسرائيليين: إنه تمكن من تعطيل الموقعين السعودي والإماراتي لمدة 24 ساعة، وهدد بتعطيلهما في مرحلة لاحقة لمدة قد تصل من أسبوعين إلى شهر كامل. وكان قراصنة – أعلنوا أنهم يعملون من السعودية – قد تبنوا الأسبوع الماضي هجمات على المواقع الإسرائيليَّة، قالوا: إنها تهدف لمساندة القضية الفلسطينيّة. وعاد القراصنة إلى تبني هجوم مزدوج بعد ذلك بيومين استهدف موقعي سوق الأوراق المالية وشركة طيران العال، وتلقت البورصة اتصالات من المتعاملين تستفسر عن سبب البطء الواضح في أداء الموقع، الذي أكدت إدارته أنها اتخذت أقصى إجراءات السلامة. وانطبق الأمر ذاته، على شركة طيران العال التي سارعت إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى لا تتأثر أنشطتها بالهجوم. ووضع القراصنة العرب رسائل على المواقع المستهدفة هددوا فيها بمواصلة استهداف المواقع الإلكترونية الإسرائيليَّة، الواحد تلو الآخر "طالما استمر الاحتلال في هضم حقوق الفلسطينيين وتطلعاتهم المستقبليَّة"، وأكدوا أن "الحرب الإلكترونية" ستستمر على الجبهة الإسرائيلية، كما في غيرها. وأكد الداعية الإسلامي الدكتور طارق السويدان، على ضرورة تجميع جهود "الهاكرز" في "مشروع الجهاد الإلكتروني ضدّ إسرائيل". وقال السويدان في حسابه على موقع "تويتر": "أرى ضرورة تجميع جهود الهاكرز في مشروع الجهاد الإلكتروني ضد العدو الصهيوني". ووصف السويدان جهود الهاكر بأنه "جهاد فعال ومهم وأجره عظيم بإذن الله". وفندت وزارة الخارجيَّة السعوديَّة مزاعم تداولتها وسائل إعلام إسرائيليَّة حول اختراق حسابات مصرفيَّة وعشرات الآلاف من بطاقات الائتمان العائدة لإسرائيليين ونسب الاتهام إلى ما أسموه "هاكرز سعودي" يقيم في المكسيك يدعى "عمر حبيب" حيث بثت بعض الوسائل الإعلاميَّة والقنوات الفضائيَّة صورًا للمتهم المزعوم، وقالت: "بمراجعة سجلات الرعايا في السفارة السعوديّة في المكسيك لم يعثر على أحد بهذا الاسم".