أعلن عبدالحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الانتقالي الليبي، أمس، عبر قناة الجزيرة الفضائية، استقالته "بما فيه مصلحة الأمة"، بعد دعوات إلى استقالته، ووسط تحذيرات أطلقها رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل من خطر "سقوط ليبيا في هوة لا قرار لها" . وقال غوقة في اتصال هاتفي "لقد فضلت الاستقالة بما فيه مصلحة الأمة" . وأوضح أنه لم يعد هناك إجماع حول المجلس الانتقالي، وأنه لا يريد أن يكون للجدل حول شخصه "آثار سلبية" على المجلس . وأضاف "المهم الحفاظ على المجلس الوطني" . وتابع "لا نعلم حقا ما يحصل" مشيرا إلى "هجمات ضد أشخاص، وحملات ضد بعض أعضاء" المجلس . وأكد "في هذه المرحلة التي لا تقل خطورة وأهمية في الحقيقة عن مرحلة الحرب والتحرير لم يستمر للأسف الشديد نفس التوافق الشعبي حتى نحافظ على المصلحة الوطنية العليا إنما سادت بعض الأجواء من التحرير والكراهية، لا أريد لهذه الأجواء أن تستمر وأن تؤثر سلبا في المجلس الوطني الانتقالي وأدائه" . وغوقة هو الناطق باسم المجلس، وقد واجه بانتظام اتهامات من متظاهرين يطالبون باستقالته بأنه "انتهازي"، وأنه كان جزءاً من نظام معمر القذافي . في غضون ذلك، حذر عبد الجليل من أن البلاد قد تنزلق إلى هوة بلا قرار، بعدما اقتحم محتجون مكتباً حكومياً في بنغازي (شرق) أثناء وجوده فيه . وحطم حشد يطالب باستقالة الحكومة الليبية النوافذ واقتحموا مقر المجلس الانتقالي في بنغازي في وقت متأخر ليل السبت/الأحد، في أخطر احتجاج يعكس الغضب من السلطات الجديدة . بعدما تجمع حشد يضم نحو 1500 شخص بينهم مقاتلون سابقون جرحوا خلال الثورة، أمام مقر المجلس . وألقيت قنابل يدوية على المبنى قبل أن يقتحمه المحتجون ويقوموا بأعمال تخريب فيه . وقال فتحي باجا مسؤول الشؤون السياسية في المجلس إن المحتجين "أحرقوا الواجهة وكسروا نوافذ وحكموا مدرعة في المكان" . وأضاف أن عدداً من المتظاهرين "أمنوا لنا ممراً وتمكنا من الخروج من دون أن يجرح أحد . خرجت من جهة وخرج مصطفى عبدالجليل من الجهة الأخرى" . وداخل المقر، هتف المتظاهرون إن "الشعب يريد تصحيح مسار الثورة" و"لم نعد نريد غوقة" . وقالت مصادر إن رئيس المجلس الانتقالي خرج ليحاول تهدئة المتظاهرين لكنهم قابلوه باستهجان شديد ورشقوه بقوارير من البلاستيك . وقال عبدالجليل للصحافيين إن المحتجين يجازفون بتقويض استقرار البلاد الهش بالفعل . وأضاف أن ليبيا تمر بحراك سياسي قد يجر البلاد إلى هوة بلا قرار . وأن هناك أمرا وراء هذه الاحتجاجات، مشيراً إلى أنها لا تحمل خيراً للبلاد . وتابع أن الناس لم تعط الحكومة وقتا كافياً وأن الحكومة ليس لديها أموال كافية . واستطرد أنه ربما تكون هناك تأجيلات، لكن الحكومة لا تعمل إلا منذ شهرين، مطالباً بمنحها فرصة شهرين على الأقل . وقال عبدالجليل إنه التقى الزعماء الدينيين والمحتجين لمناقشة مظالمهم . وأضاف أنه قبل استقالة رئيس بلدية بنغازي صالح الغزال وهو معين شأنه شأن أغلب المسؤولين، وأن انتخابات ستجرى لاختيار بديل له . وتابع أنه سيكشف في وقت لاحق عن قانون بشأن انتخابات الجمعية الوطنية التأسيسية، التي من المقرر أن تجرى في غضون ستة أشهر . (وكالات)