ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أنه وبعد أيام من إصدار تحذيرات وإغلاق السفارات، صعدت الولاياتالمتحدةوبريطانيا, يوم أمس الثلاثاء, الاحتياطات الأمنية في اليمن، حيث أمرت واشنطن بمغادرة الموظفين الحكوميين اليمن, فيما قالت وزارة الخارجية البريطانية إنها قد سحبت دبلوماسييها من صنعاء "بسبب المخاوف الأمنية المتزايدة".. لكن السلطات الأميركية والبريطانية لم تعلن عن عدد الموظفين الذين تم سحبهم. جاءت هذه الإجراءات بعد يوم واحد من إعلان مسئولين في واشنطن بأن الولاياتالمتحدة قد اعترضت اتصالات إلكترونية, أمر فيها زعيم القاعدة في باكستان زعيم فرع القاعدة في اليمن بتنفيذ هجوم يوم الأحد الماضي, وبالتالي قررت إدارة أوباما, الأسبوع الماضي, إغلاق حوالي عشرين بعثة دبلوماسية وأصدرت تحذيراً للسفر في جميع أنحاء العالم. وصدرت التحذيرات البريطانية والأميركية بعد عدة ساعات من تصريحات لمسئولين عسكريين يمنيين بأن أربعة أشخاص على الأقل يشتبه في أنهم أعضاء في القاعدة، قد قُتلوا فيما وصفت بأنها غارة جوية أميركية بطائرة بدون طيار في منطقة مأرب شرق البلاد, أمس الثلاثاء. كما قال المسئولون اليمنيون، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم, لأنهم غير مخولين بالحديث إلى الصحفيين، إن متشددين أطلقوا النار على مروحية للجيش اليمني في نفس المنطقة. وحذرت وزارة الخارجية المواطنين الأميركيين من "مستوى التهديد الأمني المرتفع في اليمن بسبب الأنشطة الإرهابية والاضطرابات المدنية", وحثت الوزارة الأميركيين "بتأجيل السفر إلى اليمن, كما حثت المواطنين الأميركيين الذين يعيشون حالياً في اليمن بالمغادرة فوراً". وفي لندن قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية، طلب عدم ذكر اسمه:" نظراً لزيادة المخاوف الأمنية، سحبنا جميع الموظفين من السفارة البريطانية في صنعاء, وستبقى السفارة مغلقة حتى يكون الموظفون قادرين على العودة.. لقد أغلقنا السفارة, لأن هناك زيادة في التهديد".. لكنه رفض الحديث عن طبيعة التهديد. السكرتير الصحفي في البنتاغون, جورج ليتل, قال يوم أمس الثلاثاء, إنه بناءً على طلب من وزارة الخارجية، "قامت القوات الجوية الأميركية, في وقت مبكر من صباح أمس, بنقل مواطنين من صنعاء كجزء من تخفيض في عدد الموظفين".. لكنه أضاف أن وزارة الدفاع "لا يزال لديها أفراد موجودين في اليمن لدعم وزارة الخارجية الأميركية ولرصد الوضع الأمني". هذا التأهب الأمني توسع إلى بعض حلفاء الولاياتالمتحدة في أوروبا, فقد أغلقت بريطانيا وفرنسا سفاراتها في اليمن، وقالت يوم الاثنين المنصرم إنها قد مددت فترة الإغلاق حتى يوم الخميس القادم على الأقل. وأعلنت واشنطن أيضاً أن سفارتها سوف تبقى مغلقة حتى بعد نهاية شهر رمضان.. وتم إغلاق البعثة الألمانية في اليمن يوم الاثنين، في حين أغلقت النرويج سفارتها في اليمن والسعودية. من جانبها أفادت مصادر في مطار صنعاء الدولي بأن طائرتين عسكريتين أميركيتين وصلتا أمس لنقل الرعايا الأميركيين المتواجدين في اليمن. إلى ذلك صدر يوم أمس بيان صحافي للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي, قالت فيه إن وزارة الخارجية أمرت اليوم "أمس" بإجراء تخفيض طارئ في عدد الموظفين الأميركيين في اليمن. وأضاف: إننا نشعر بالقلق إزاء موجة التهديد التي تشير إلى احتمالية وقوع هجمات إرهابية ضد أميركيين أو مصالح أميركية في الخارج، لاسيما من شبه الجزيرة العربية, وبناءً على ذلك، تقوم الوزارة باتخاذ الخطوات المناسبة لحماية موظفينا, بما في ذلك الموظفون المحليون والزوار لمنشآتنا. وتابعت:" ينبغي على المواطنين الأميركيين الباقين في اليمن الحد من السفر غير الضروري داخل البلاد، وأن يكونوا على إطلاع لمحيطهم. سواء في منازلهم أو خلال التحرك. كما عليهم أن يضعوا خطط طوارئ خاصة بهم ويسجلوا أماكن وجودهم في اليمن من خلال برنامج تسجيل المسافر (STEP)، وتوفير البيانات الخاصة بالاتصال بهم وأقاربهم, أو بيانات الاتصال في حالات الطوارئ".