أكدت مصادر سياسيةإمتعاض المبعوث الاممي إلى اليمن جمال بنعمر وفريقه الراعي للمفاوضات -الجارية بين القوى السياسية حول ترتيبات السلطة وحل الازمة- من مساعي الرئاسة اليمنية وأطراف اقليمية للتشويش وتكثيف الضغوطات لنقل مكان المفاوضات الجارية بصنعاء، وتجاوز ما خوله مجلس الامن لمبعوثه في آخر بيان من تفويض لتحديد مكان استكماله. وعزز الرئيس اليمني المستقيل عبدربه منصور هادي من اشعاله أزمة جديدة معنونة بنقل مكان الحوار ، عبر بيان يوم امس الاثنين طالب فيه المبعوث الأممي جمال بنعمر بالعمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن الواضح والصريح بنقل الحوار إلى مكان آخر ، معتبراً أن أي نتائج أو اتفاقات أو أي قرارات دون نقل المفاوضات من صنعاء تعتبر غير شرعية . وقبيل ذلك، جاء في بيانٌ للديوان الملكي السعودي أن دول المجلس أبدت ترحيبها واستجابتها لطلب الرئيس اليمني الذي وجه رسالة للملك السعودي جاء فيها أن المؤتمر يهدف إلى المحافظة على أمن واستقرار اليمن، وأنه ينبغي أن يُعقد تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي بمدينة الرياض. وسارع حزب التجمع اليمني للإصلاح -الذراع السياسي لإخوان اليمن- بإعلان ترحيبه، بموافقة المملكة العربية السعودية ، على عقد الحوار في الرياض، بناء على رسالة من هادي بهذا الشأن. ونقل موقع الحزب على الانترنت ،عن الناطق الرسمي للاصلاح سعيد شمسان تأييده لنقل الحوار ، واشادته بموافقة دول مجلس التعاون الخليجي على عقد مؤتمر الحوار الوطني بين الأطراف والمكونات اليمنية في العاصمة السعودية الرياض. واعتبر هذا الموقف يعكس حرص المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي المستمر، على أمن واستقرار ووحدة اليمن، ونجاح عملية الانتقال السياسي، مؤكداً حرص الإصلاح على نجاح الحوار، كخيار وحيد للخروج باليمن إلى بر الأمان. من جانبها رفضت جماعة أنصارالله -الحوثيين- رسمياً نقل الحوار اليمني إلى خارج صنعاء ردا على ترحيب دول مجلس التعاون الخليجي واطراف يمنية بعقد مؤتمر للحوار في الرياض في ضوء رسالة وجهها الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي إلى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز. وتعليقا على طلب هادي عقد المؤتمر تحت مظلة مجلس التعاون، وأن تتولى أمانة المجلس وضع كافة الترتيبات اللازمة لذلك، اتهم المكتب السياسي لجماعة الحوثي مجلس التعاون بأنه منحاز ولا يقف على الحياد مع كل الأطراف اليمنية، معتبرا أن هادي يقود "مؤامرة" على الشعب اليمني. ونقلت وكالة الانباء الالمانية عن على القحوم عضو المكتب السياسى لأنصار الله قوله:"ليس هناك أى مبرر لنقل الحوار إلى خارج الوطن وليس للرئيس المستقيل الحق بأن ينقل الحوار إلى أى مكان كونه فاقدا للشرعية حيث قدم استقالته مسبقاً بمحض إرادته". واتهم القحوم الرئيس اليمنى المستقيل عبد ربه منصور هادى بأنه يقود "مؤامرة" على الشعب اليمنى وعلى البلاد، "وهو من يفتح الباب مجدداً أمام الخارج للعبث بأمن واستقرار اليمن". وتابع :"لا تعنينا أى دعوة تأتى لنقل الحوار من العاصمة صنعاء، فالقوى السياسية الموقعة على اتفاق السلم والشراكة الوطنية تتحاور اليوم فى صنعاء ولم ينسحب منها سوى التجمع اليمنى للإصلاح". وأضاف :"هناك تقدم كبير فى الحوار، بخصوص شكل السلطة التشريعية والتنفيذية ...لم يتبق سوى الاتفاق على شكل المجلس الرئاسى ولا يزال الحوار مستمرا بشأنه". وعلق القحوم على موقف الرياض تجاه الحوار قائلا :"موقفها موقف سلبى تجاه الثورة الشعبية ولا يمكن لأبناء الشعب اليمنى أن يقبلوا من بعض الأطراف الخارجية بأن تعود إلى الهيمنة على المشهد السياسي". كما انتقد موقف السعودية، وقطر، والولايات المتحدة وأتهمها بأنها :"تضخ أموالاً فى اليمن لتحرك ما يسمى بالقاعدة حيث أصبح وجودها ملموسا فى بعض المحافظات الجنوبية". وكان مجلس الأمن الدولي وفي آخر جلسة له بشأن اليمن في الرابع من مارس الجاري ، جدد "وقوفه ومساندته المطلقة لجهود الوساطة التي يقودها مستشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن السيد جمال بن عمر ،وعلى المحافظة على وحدته وسيادته علي كامل ترابه الوطني". وقال بيان لمجلس الأمن أن أعضائه دعوا جميع الأطراف الإقليمية إلى "عدم التدخل في شئون اليمن، كما دعوا جميع أطراف الأزمة في اليمن إلى ضرورة الالتزام بقرارات المجلس ذات الصلة".