لا شيء قد يبدو لك غريبا كأن ترى حزنك مرسوما على وجوهٍ أخرى ..
يختبئ في نبرات أصدقائك أو الصور القديمة تجمعكم ..
في ملامح العابرين وتمتماتهم ..
يشرب الشاي ويراقبك متخفيّا في مقاعد المقاهى ..
يطاردك في الطرقات ويظهر من بين أوراق الكتب والأزقة ..
حتى (...)
كالعادة ..
جُلُّ من يكتب سيقول أن بدايته كانت محض
تعبيرٍ عن حزنٍ لم يستطع البوح به جهرة ..
لذا اختار قلما وبعض الأوراق لتؤنس سره ..
وشيئا فشيئا غزاه الخيال
بعد غرقه ببحر القراءة والكتب ..
فعاش آلاف القصص والشخصيات ..
والآن ..
صارت روحه ناضجةً بما (...)
أختلس النظر من خلف شقوق الذاكرة .. كي أرى البعض دون تحفظ ..
دون أن يعرفوا بأنّي أراهم ..
دون أن يدركوا حجم اهتمامي بهم ..
أدور حول كثير الأمنيات المستحيلة ..
وقليل الحب المُختلق ..
أؤلئك الذين تركوا عند علمهم بحاجتي ..
من عند ضمانهم أماكن شاغرة (...)
أتدري ..؟!
مللتُ كل هذا التواطؤ بين الحياة وبين التعب ..
مللتُ الوقوف على أعتاب روحي باحثةً بين أطلالها علّي أجد بعض النور وفتات الشعور ..
أم يجدر بي القول أنّي تعبت عوضاً عن وصف الملل ..؟!
يُرهقني هذا العتب اللامنتهي بين قلبينا الضائعين ..!
وتؤرقني (...)
شيءٌ خفي لا يشعر بوجوده أحد ..
وحلمٌ غبيٌ لا يمكن استيعاب قدرته على تحمل التحطم والألم ..
وجع يحتل اليسار الضعيف المليء بالتناقضات ..
وفكرةٌ هوجاء مجنونة ..
لا يفهمها عقل ..
ولا يقبلها منطق !!
شيءٌ يمكنك التعرف عليه في الظلام ..
دون أن يهمس بكلمة (...)
تشعر بالسوء ..!
حسنا لا بأس ..
أنا هنا ..
هنا بجوارك ..
بجانب قلبك أعد نبضاته
من خلال ملامحك ..!
لن أشعر بالغضب إن لم نتحدث
لمدةٍ وجئت بعد غياب ..
لن أغضب منك لو صرخت بوجه
كل شيءٍ من تراكمات تعبك ..
سألتمس لك العذر في كل زلة ..
وسأبقى ..!
ستجدني في (...)
تعز تحترق منذ أن قررت الحياة ..
ثمانية أعوامٍ منذ أول اغتيالٍ واحتراقٍ واعتصامٍ ضد باطل ..
ثمانية أعوامٍ منذ أول موتٍ كانت تظنه حياة ..
تعز في عامها التاسع مازالت تغوص في وحل المذنبين بحق حبها ..
أصحاب القلوب الفاجرةِ أيماناً على المصاحف ..
تعز .. (...)
بصاعقةٍ تغتالنا في غمر الفرح ..
في كل حرفٍ ألمحُ تعزيةً مطعونة ..
في كل يومٍ يسقط حبيبٌ جديد ..
وفي يومين فقط ..
كم صديقا لديّ سقط درعه في حروبنا الطاحنة حين ودعته روحه ذاهبةً نحو حبيبها الميت ..
وكم اضطررت للمواساة وأنا أذرف الدموع من خلف شاشةٍ (...)
الروح فيها يموت الشوق إثر الهجر في الظلمات ..
إثر الدمع والطعنات ..
وهنا نخاف كمثل طفلٍ يستغيث ..
فيُغاث حرقا في الجحيم ..
ومن ينادي القلب عَلَّ الخوف يمضي ..
سنجيبه بالشعوذات ..
ونتمتم اللعنات فوق الأرض ..
تحت الأرض ..
نعزل صوت هفوتنا ..
ونخفي الحب (...)
أماني الطفولة أمست شريدة ..
يطارها الخوف في اللامكان ..
وملء الفضاء تنادي : "أغيثوا" ..
وما من مجيب ..
وهذا البلد ..
يموت يموت وما من أحد ..
سيرجع أحلامنا للحياة ..
يعيد كرامتنا والوجود ..!
تنام الأماني بكف المخافة ..
وتفزعها بومة في المساء (...)