أختلس النظر من خلف شقوق الذاكرة .. كي أرى البعض دون تحفظ .. دون أن يعرفوا بأنّي أراهم .. دون أن يدركوا حجم اهتمامي بهم .. أدور حول كثير الأمنيات المستحيلة .. وقليل الحب المُختلق .. أؤلئك الذين تركوا عند علمهم بحاجتي .. من عند ضمانهم أماكن شاغرة للجلوس ذهبوا عنها .. أختلس كثير النظرات كي أعاود رسم اللوحات الناقصة .. كي أراهم بأسوأ الصور .. لكي لا أشعر بالذنب إن رحلت .. أولئك الذين كنت أخاف أن أراهم سيئين .. أحاول الآن رؤية سيئاتهم .. أريد لقبي الاعتراف بهذا السوء كي يتوقف عن الرجاء الكاذب .. كثيرون من نتغاضى عن قباحتهم لنرسم لهم شيئاً من الجمال فينا .. لنحتمل سوء حبهم وبشاعة شعورنا بالنقص تجاه ما يقدمونه من مشاعر معطوبة .. أريد لقلبي التوقف عن هذا التجميل الزائف لأرى وجه الحقيقة .. لأرى الجمال جمالاً دون أن أحتاج لرسمه .. لأرى القباحة ظاهرة دون أن يؤذيني تعديل وجهها .. من شقوق الروح والذاكرة اختلس الحلم دون علمهم .. أسرقه من بين أنياب قبحهم .. كي لا أعاود الحلم ..!