قصة "السكران"..أو "تنباكي" أو "تمباكي"..أو مش عارفه أسمه هذا..المهم ذلك الرجل الذي ظهر في مسيرة الاصلاح ذكرى نوفمبر..قصة في رأيي هزلية ومضحكة.. أن يتم تداولها ..موضوع لا يستحق أن نعطيه أكبر من حجمه...لا أؤيد هنا فكرة التشهير أو الحقد رغم يقيني بأهمية كشف التلاعب والدسائس التي يمارسها الخصوم السياسين تجاه قضية الجنوب. أن يكن الرجل سكران ومحبب ومتعاطي..أو حتى شاذ جنسيا أو كافر أو كان خروجه مدفوعا بمبلغ من المال وكان مفتخرا بنفسه أيضا ..ورافعا علم الجمهورية اليمنية مادخلنا نحن بذلك.."ليحاسبه ربه"..هل نمنح للأخرين صكوك الغفران؟؟.."مجرد تساؤل خطر في رأسي حين غزت ظاهرة "تنباكي" كل مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الإخبارية المختلفة"..
ربما سيرد البعض بأن الأمر ليس كذلك..وليس تصيدا في الماء العكر " نعلم جميعا أن هذا الحزب يتقن وبشده هذا السلوك في التعامل مع الأخر"..وظهور سلوكيات كتلك في مسيرات الإصلاح الوحدوية لن يقدم شيء أو يؤخره...فالحزب منذ تأسيسه..كانت لها محطات "تنباكية "شهيرة..فالذنوب والأثام الحزبية..كثيرة ولايهم الحديث عنها الان..
لازلت أؤمن..بأن من خرج لنصرة الوحدة رافعا علم الجمهورية اليمنية..في يوم إحتشاد أنصار الجنوب مطالبين بإستعادة الدولة..حق طبيعي؟؟حتى لو كان خروجهم مجبرين أو بمبلغ من المال أم مدفوعين من كل مكان أم حتى بإيمان راسخ بالوحدة واقتناع تام بها...!! هنا يتجسد أحترامنا للأخر وتقبلنا له..وانفتاحنا عليه..ربما أستنكر فقط..ولايزال عقلي عاجزا أن يستوعب تماما وجود أؤلئك ..الأشخاص الذين قد يقولون ..نحن لانمارس الأخطاء ولا الذنوب السياسية والحزبية..لنا الحق أن نؤمن بما نشاء.."ببقاء الوحدة مثلا!!"..أو حتى تعميدها بالدم من جديد..مثلا.." لكنهم يكتفون بالإنتماء حتى اللحظة لحزب يمارسها "أي الأثام والذنوب السياسية" جهارا نهارا.. أليس هو تبرير الشبهات..التغاضي عن قليل الحرام (أو كثيره) لو خالط الحلال..وتحت حجة دامغة وحدة الصف وكيد الخصم ..بكل صراحة..لا أستطيع إستيعاب ذلك الأمر حتى اللحظة..ربما لايهم إستيعابه..!!
لم أكتب هذه السطور لتحليل الظاهرة التنباكية..ليس أمرا مهما"لي أو لكم" ولن يخدم قضية الجنوب..إستهلاك مواد كتلك..من وقت لأخر ولا حتى مندرجة تحت باب الحرب الإعلامية..ما يهمني هو التساؤل الحقيقي: من المخمور حقا في هذه البلاد أليس أؤلئك الذين يسعون بكل الطرق لتزوير إرادة الناس وتشويه الحقيقة أو محاولة حجبها وتحجيمها..كانت صورة الشعب في ذكرى نوفمبر أكثر عبقرية وأسطورية من أي شطحات لأي عبقري "فوتوشوب".. وتلك الإرادة في نفوس الجميع تثبت وبجدارة أن الشعب ليس هو كقبل"منصورة 30 نوفمبر2012م" كان ميلاد جديد علينا جميعا أن نمضي بحجمه الى الأمام....أضع ملايين الخطوط هنا تحت كلمة"بحجمه"..لأن التعامل والتعاطي مع أمور سخيفة وصغيرة كتلك..وتهويلها يخيفيني وبشدة بأن نكن فعلا..شعب لن يتجاوز مأسيه وعثراته الفكرية..في حين يضربنا العالم أجمع بسياط التغافل والتعتيم..ويضربنا الداخل بالكثير من الدسائس والالاعيب.
على الثورة أن تمضي بخطى ثابتة وعلى حشد المنصورة ألا يكن سنويا بل يتكرر من الآن وصاعدا..أليست ثورة..وما أنبلها من ثورة!! فدعوها تمضي للأمام بحجم ذلك اليوم تشحذها دماء االشهداء والشهيدات..أؤلئك من يجدر بنا وضع صورهم نصب أعيننا..حملها عاليا في كل مسيرة أو تظاهرة..
تساؤل "تنباكي"جديد : من المخمور الحقيقي..مغيب العقل..ياعالم..يا جماعة؟؟ أمام أبين التي تشهد نكبة إنسانية بشعة..(عليكم أن تزورا المدينة لتدركوا حقيقة التأمر والعبث بشعب الجنوب) وهاهي أيضا الدماء تسفك حتى هذا اليوم في الضالع..دون أي استنكار ..سقوط قتلى وجرحى ,,واطفال أبرياء..وليس بدم بارد بل مع سبق الإصرار!!ٍ" ولم أعد أفهم شكل الوحدة التي يعنوها..ومعنى للحوار الذي ينشدوه..ليل نهار!!! أرى القادم قد يحمل لنا الكثير لكسر إرادة الشعب وتقوييض حريته..بعد أن قال كلمته "يوم النصر بالمنصورة"..
بحجم..حشدكم يوم نصركم بالمنصورة..احتشدوا ..كل جمعة..كل وقت..اشعلوها ثورة وادفعوا بالشباب للمضي بها قدما..فمستقبل الجنوب في شبابه..والثورة فاشلة إن عجزت عن تفقيس قيادة شابة.."على الكبار"..أن يفهموا ذلك جيدا..وأن يتركوا المجال للشباب ليحموا ثورتهم ويتحملوا مسؤوليتها التاريخية..لا أراهن على أي قيادة حالية..والرهان فاشل على كل من لم يثبت للشعب حتى اللحظة اخلاصه الحقيقي للقضية .. دعوا الشباب يتحمل مسؤلية حماية مستقبله ..بعد أن رسمتم له حاضره وماضيه..هو وحده المسؤل عن رسم المستقبل له ولكل الأجيال القادمة..بالمقابل على الشباب أن يفهم هذه الحقيقة بمنتهى الوضوح..وأن يدفع بنفسه للأمام فالوقت حان..ولا مجال لسرقة الثورة أو المساومة على دماء الشهداء..ومسيرة نضالهم..ولا تفاوض أو حوار للقبول بما لن يحقق مطلب الحرية..
تحية لشعب الجنوب الحر..تحية للشباب الرائع الذي أثبت الكثير في "حشد نوفمبر"..فخورة بكم جميعا لنمضي سوية يدا بيد في طريق واضح نحو تحقيق الحلم وإستعادة الدولة بأقل العثرات والأخطاء..