عندما ولدت تعز مرة أخرى على يد ثلة من المغامرين
المقاومة الشعبية في تعز ليست "فينوس"، فهي لم تولد مكتملة النمو في خضم الأمواج العاتية، لكن المدينة وأحلامها كانت قد ولدت فعلا مرة أخرى، في لحظة فارقة، بفضل ثلة من المغامرين الشجعان. كانت تلك هي القصة (...)
كان ينقصنا هذا الابتذال وهذي الدعاية الرخيصة التي دشنها بعض المثقفين خلال الايام التي سبقت مقتل صالح عندما ارادوا ان يصوروه كمخلص, ليستمر دورهم بعد مقتله ولكن ليأخذ هذه المرة صورة البطل.
أتفهم تعاطف الناس العاديين بعد مقتل صالح, فهؤلاء يعبرون عن (...)
"الجماعة معاهم وطن بدون مخالف ونحنا مخالفين بدون وطن".
هذي رسالة وصلتني الان من أحد المغتربين اليمنيين في السعودية. وكان أن بعثت في نفسي كل غصص الدنيا.
عندما نتحدث عن المغترب اليمني نحن لا نزال غير مدركين ما الذي نتحدث عنه. واذا كان الدخل القومي (...)
دائما هناك من يقلل من شأن المؤامرة عندما يتعلق الأمر بهندسة مصائر الشعوب وتفخيخها.
السخرية من نظرية المؤامرة لا يعني أن المؤامرة غير موجودة.
كما نعرف فإن أكبر مشكلة في القرن العشرين كانت بفعل مؤامرة وتتمثل بزرع الكيان الصهيوني داخل الوطن العربي (...)
لا أعرف ما ان كان أحدهم قد سبق وقال أن الوعي يولد الاحباط في بعض الاحيان. وما ان كانت المعرفة وادراك بعض الأمور قد يدفعان بالمرء إلى الكآبة.
ما كنت أعرفه حتى وقت قريب, هو أن أحد أهم منابع الاحباط والكآبة وربما "الاغتراب" لو انه يحق لنا استخدام هذا (...)
"لن يكون هناك انجاز إنساني ما لم تتضح الأهداف، كما ولن يكون هناك عالم متحرر ما لم يواجه الإنسان مسئولية التحدي" (باولو فرايري – تعليم المقهورين)
عند الحديث عن خطاب الثورة السائد أو المفترض، علينا أن ننطلق من حقيقة أننا لا نزال أمام وضع ثوري تفجر في (...)
"أن كل تحول انقلابي هو في آن واحد، غناء بجعة تحتضر، ومطلع قصيدة رائعة جديدة، تشرع من خلال الوان الماضي الزاهية التي تتباعد أن تأخذ تدريجيا شكلها". كارل ماركس
"ليس جديا أن تفكر في السياسة دون أن تتحلى بتفكير سياسي" بير بورديو
تبدو القومية اليمنية حتى (...)
هناك أمثال شعبية تصبح مع مرور الوقت ذات استخدامات متعددة, كما هو الحال مع المثل اليمني القائل: "كل زبيبة وبطيزها عود". فهو قد يستخدم من منظور جمالي. وقد يستخدم من منظور انه مافيش حاجة تمام مائة بالمائة, لابد ما يكون هناك نقص او قصور معين.
بالنسبة (...)
كان من اللافت حقا بل والمبهج في ذات الآن، هو هذا الاحتفاء غير المسبوق بالذكرى ال55 لثورة السادس عشر من سبتمبر، وهو احتفاء عبر عن ذاته بأكثر من طريقة، وشمل أوسع الفئات والشرائح الاجتماعية.
وقد بدأ احتفاء اليمنيين بذكرى ثورة سبتمبر، من مطلع الشهر، (...)
هناك مواقع اعلامية جديدة تأسست خلال العامين الاخيرين. وحتى مواقع ثقافية.
الانطباع الاول عند زيارة هذه المواقع يبعث على الارتياح. لكن مع مرور الوقت, نعود لنخشى أن المواقع الاعلامية الجديدة هي الاخرى ماضية على طريق مأرب برس وعدن الغد وحتى الصحوة نت (...)
أعتقدنا لوهلة أنه بإمكاننا صناعة خلاص قطري, بالرغم من أننا لم نبني تصورا حول شكل ومضمون هذا الخلاص. كل ما في الأمر هو أننا لم ننظر الى محيطنا ولم نرغب لدقيقة واحدة في تصدير الثورة اليهم. لكنها رغبتهم على أية حال أو كما سنرى تباعا.
ثمة من يعتقد أن (...)
من الطبيعي أن يعود الصوت الواحد ليهيمن على مجمل المشهد في الجنوب, ويتم البحث عن اعداء أو خلقهم لدواعي التنفيس عن الغضب.
باعتقادي أن وجود الزبيدي وشلال وغيرهم من القادة الجنوبيين, ضمن بنية السلطة, خلال العامين الاخيرين, كان قد ساهم الى حد كبير في خفض (...)
"اليوم لم يعد لليمنين من قضية سوى قضية الخبز والحرية"
الوضع يتجه نحو التعفن. الكثيرين يتساقطون على هامش هذه الحرب. يتساقطون من الجوع والمعاناة ومن فقد الأمل. حتى خيار السلام الذي يتحدث عنه البعض، لن يكون حلا، في ظل بقاء معادلة التجويع قائمة. هذه (...)
لا أعتقد, أن هناك من يرفض الخروج من مدينة تعز, في حال توفرت له ظروف أفضل في مكان آخر. كل من يتواجد داخل المدينة, لديه سبب يدعوه للمغادرة. لا أحد يرغب في ظل هذا الوضع الاستماع للأحاديث الغنائية والعشق الخرافي. كل ذلك هراء يتعلق بتوقيت آخر. فتعز في (...)
تعقد المشاكل وترابطها على هذا النحو، ثم الصور القاتمة القادمة من الواقع، وغياب أي بصيص أمل يمكننا المراهنة عليه، حيث الإرهاب والحرب على الإرهاب، والطائفية، والمناطقية، وأزمة الأحزاب وصعود الشعبوية والعنصرية.
بالنظر إلى هذا كله، مع معرفة أن (...)
خلال الفترة الانتقالية, استمات اعلام صالح ومخبريه, في اظهار ان حزب الاصلاح هو من قاد الحرب على الجنوب. ردد المقالح 19 الف مرة حكاية استعادة منزل البيض. وفي سابقة غير متوقعة, ظهر حميد الاحمر وقال ان المنزل اشتراه الوالد من الدولة. في العادة يكون رد (...)
إن محاولة حصر الثورة في نتائجها وما حققته خلال هذه الفترة البسيطة, وبناء على ذلك نفي أنها كانت ثورة والقول أنها مجرد هبة شعبية، ولا أعرف كيف يمكن لهبة أن تستمر لأكثر من عام! من يصرون على قول هذا، إما أن لديهم انحيازاتهم الضمنية لنظام الاستبداد أو (...)
بعد نحو عامين من الانقلاب والحرب، لا زلت أتساءل: هل نحن دواعش، أم مرتزقة، وهل ستنجح الثورة المضادة في جعلنا متمردين عما قريب؟ لابد من تعريف أنفسنا على نحو دقيق. لا يكفي القول أننا نحارب من أجل الشرعية وإسقاط الانقلاب. هذه مسائل سياسية يبذل العالم (...)
لو لم تقدم الأديان إجابات شافية, لقضايا كان الواقع قد عكسها على شكل أسئلة وقلق في غاية الجموح, لما كانت هذه الأديان لتنجح وتنقذ البشرية من أعظم مأزقها، كما فعلت في مرات كثيرة.
تناوب الدين والفلسفة وأيضا السياسة على القيام بنفس المهمة، وذلك بحسب (...)
ليست حرب خاطفة، حتى يتوقف النشاط السياسي ليعود بعد توقفها. تثبت الأحداث أننا إزاء معركة طويلة بحاجة إلى نشاط سياسي من نوع مختلف.
الأسبوع الماضي بدأ البعض يصرح على استحياء عن الحاجة لإنعاش العملية السياسية شبه المعطلة منذ بداية الحرب. حتى وان جاء (...)
أنه زمن يشبه كل الأزمان، ولا يشبه أي زمن. وتبدو هذه أيام وكأنها تنهض على رمال متحركة وتقعد على رمال متحركة. وكما هو الحال، لا شيء يمنع العاصفة من القدوم، ولا أحد يستطيع الجزم أن كانت فعلا قادمة.
كما في مقدمة "قصة مدينتين" حيث كل شيء ممكن وكل شيء (...)
جرى تصوير الثورة المضادة من البداية وكأنها استهداف فقط للإصلاح ومشتقاته (بيت الأحمر، علي محسن، والسلفيين).
حينها هناك من صدق للأسف، والآن هناك من أصبح يستثمر هذه المقدمات الكاذبة. لأن المستهدف الأول والأخير كان هو الشعب اليمني وثورته العظيمة. فاليوم (...)
إذا كنا قد قررنا بصورة نهائية، أن السياسة هي عملنا الراهن والمستقبلي، لطالما المجالات الأخرى في أحسن الأحوال لن تقدم سوى حلول جزئية لمشاكلنا العويصة، على عكس السياسة، فهذا يعني أننا مجبرون على البحث عن كل الوسائل المنسجمة مع أهدافنا والمحققة لها في (...)
تقريبا بدأت اهتماماتي السياسية الحقيقية مع ثورة فبراير، والاهتمام الجدي بها من خلال التكريس، (هذه تسمية مجازية لأن مشاغل الحياة وظروفها سوف تمنعك من القول أنك أصبحت مكرسا) قبل الحرب بأشهر فقط. خلال هذه الفترة ربما تراكمت لدي بعض المعارف والخبرات، (...)
من منا لا يحسد مروان كامل على عفويته؟ من لا يحسده على قدرته في التعبير عما يدور برأسه دون وضع أي اعتبارات؟
كنت ولا أزال واحد من هؤلاء. وهذا لا يعني أنني أصبحت من منظري الفوضى والعبث، بل يعني أن زمن النخب قد ذهب الآن.
مع تفجر ثورة فبراير ذهب هذا (...)