في تاريخ الجنوب العربي منذ عام 1967م، مررنا بمراحل سياسية كبرى حملت طموحات التحرر والاستقلال، لكنها أيضًا أنتجت صراعات دامية وأخطاء مؤلمة. واليوم ما زال بيننا عدد ممن قادوا تلك المراحل، بعضهم يرفض المراجعة وكأنّ ما جرى كان خطأ الآخرين لا شأنهم، (...)
"مراقب"
في عالم الإرهاب، الكلمة قنبلة... والتبرير تواطؤ.
في "زمن الإعلام الرمادي"، صار التفجير يتمّ بالميكروفون لا بالعبوة.
تصل إليه الرسالة المشفّرة على أحد تطبيقات الظلّ:
«غدًا، سنرتب لك مقابلة على قناة (...)، غيّر اللهجة. قل إن التحالف العربي (...)
في زمنٍ انتشرت فيه الألقاب كالوباء، وأصبح كل من هبَّ ودبَّ يُلقِّب نفسه شيخاً أو عالماً أو مفكراً أو رجل أعمال ناجحاً، دون أخلاق الكبار أو علمٍ يُذكر أو مالٍ حلال أو فكرٍ يُعتد به.
تعمَّم الجهلُ رؤوساً، فصاروا مشايخ يفتون في كل صغيرة وكبيرة، وهم (...)
يُعد شعب الجنوب العربي الضحية الرئيسية لتحالف حزب الإصلاح مع رموز القبائل والعسكر اليمنيين في المؤتمر الشعبي، هذا التحالف الذي لم يدمج الجنوب في مشروع وطني حقيقي، بل عمّق تهميشه السياسي والاقتصادي.
فمنح الإصلاح شرعية دينية لمراكز القوى الزيدية (...)
لم يكن السادس من نوفمبر 1967م يومًا عاديًّا سبق الاستقلال، بل كان لحظة ميلاد مأساة سياسية ما زال الجنوب العربي يعيش تداعياتها حتى اليوم.
في ذلك اليوم أعلنت قيادة القوات المسلحة تأييدها للجبهة القومية كممثلٍ وحيدٍ للشعب، فأُغلقت أبواب التعدد (...)
*- شبوة برس- د حسين لقور بن عيدان
1- لو أن الجنوبيين ليلة الاستقلال في 1967م لم يربطوا هويتهم بهوية اليمن المفروضة عليهم حينذاك، فمن المرجح أن كثيرًا من الصراعات التي حدثت لاحقًا، والعواقب الناتجة عنها، كانت ستأخذ منحى مختلفًا وربما أقل حدة أو حتى (...)
التي ما زالت تَسجن عقولكم في أوهام الاستعلاء وأمجاد الماضي. آن الأوان لمواجهة الحقيقة: أن ما أوصلكم إلى هذا الانحدار ليس الآخرون، بل أنتم بما زرعتم من صراعات ومزايدات وانقسامات جعلتكم تتراجعون في كل المجالات، إلا في العنف وسفك الدماء.
لقد أرهقتم (...)
الحقيقة في الحروب تكون بالفعل من أكثر الضحايا تضرراً، إذ تتعرض المعلومات للتحريف والتزييف بسبب الضغوط السياسية، الإعلامية، وتكنولوجيا التضليل التي باتت تستخدم بشكل واسع، لا سيما في النزاعات المسلحة مثل حرب السودان التي ارتكبت فيها كل أطراف الحرب (...)
القوة الصلبة وحدها لا تكفي في التجربة الجنوبية
منذ عقود، شكّل الجنوب العربي ميدانًا لصراعات مركّبة، لم يكن جوهرها في امتلاك السلاح أو السيطرة على القرار السياسي والنفوذ المالي، بقدر ما كان في امتلاك الفكرة والقدرة على تحويلها إلى مشروع مجتمعي جامع. (...)
الإخوان أرادوا السلطة على طبق من فضة، فحوّلوا شعوب ليبيا واليمن والسودان إلى وقود حروب خاسرة ولم ينتصروا في معركة.
اعتقدوا أن الحروب تدار كالمظاهرات، والإعلام وقنواته ستسقط جيوشًا، وببعض التحالفات اللامبدأية سيصلون الى عرش السلطة.
فشلوا واسقطوا (...)
لا يعنيني الآن فساد السياسيين اليمنيين إلا بقدر ما نهبوه من ثروات الجنوب، فذلك له يوم للحساب.
لكن ما يعنيني حقًا هو أولئك الذين حملوا راية الجنوب وادّعوا تمثيله، ثم ما لبثوا أن حولوا القضية إلى مشروع شخصي، يكدّسون من خلاله الأموال والمناصب.
من (...)
المناضلون الحقيقيون هم أولئك الذين رفضوا أن يتحول نضالهم إلى صكّ انتفاعٍ شخصي يُتاجرون به باسم قضية الوطن.
لقد خاض شعب الجنوب معاركه الكبرى بصدق وإيمان، ولم يكن نضال طلائعه طمعًا في سلطةٍ أو مكسب، بل وفاءً للأرض والهوية والتاريخ الذي حاولوا طمسه (...)
النظامان اللذان وقّعا مشروع اتفاق الوحدة بين اليمن والجنوب عام 1990 انتهيا فعليًا، ولم يعد لهما وجود قانوني أو سياسي.
أعقبهما نظام 1994 الذي كرّس الغلبة بالقوة، لكنه هو الآخر سقط ولم يبقَ منه سوى أطلال سلطة انهارت تحت سيطرة عصابات سلالية عنصرية (...)
لا يزال العبث يطال تاريخنا الجنوبي منذ قرن من الزمان، فلم يُكتب كما تقتضيه الأمانة العلمية، ولم تُجمع وثائقه المكتوبة والمصوَّرة حتى اليوم في أرشيف منظم ودقيق أو تسجل شهادات شهوده، حتى يُتاح للباحثين والمحققين دراسته وتدوينه وفق المعايير الأكاديمية (...)
بعد إدخال الرئيس الفرنسي السابق اليوم السجن ليقضي حكما مدته خمس سنوات في السجن مع حق الاستئناف، لا يزال الجدل قائما بين من يرى المحاكمة عادلة ومشروعة ومن يراها فعل سياسي مدبر.
في كل الاحوال دخل نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي السابق، السجن اليوم، (...)
قال الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور حسين لقور بن عيدان إن ما يعيشه أبناء الطبقة المستنيرة من أساتذة وأدباء ومعلمين، وقد عجز كثير منهم عن إطعام أطفالهم أو علاج مرضاهم، يعكس حجم الانهيار الأخلاقي والوطني في منظومة الحكم التي تحكم اليوم باسم الدولة (...)
الاعتراف بأن قضية شعب الجنوب هي محور الصراع، وهي مفتاح السلام الأول، وبالتالي خَفض منسوب الحرب وجذورها.
إن نزع سلاح الاستقواء الشرعي والحوثي سواء عبر دعم خارجي أو استعراضات عسكرية أو استثمار معاناة الجوعى سياسياً يفتح ممرًا إلى تفاهم (جنوبي–يمني) (...)
مستقبل الجنوب العربي يقف اليوم على مفترق طرق، المكاسب التي تحققت إلى الآن هي انتصارات عسكرية وبعض المكاسب السياسية، لكن أساس بناء دولة عادلة وقوية ودائمة وهو الهدف الرئيس، لا زال في مكان آخر.
تحقيق هذا الهدف يتطلب شجاعة في اتخاذ القرارات، وحكمة (...)
سقطت الجمهورية اليمنية، ومعها ما تبقّى من مشروع الوحدة بكل علّاته وأمراضه وإخفاقاته، يوم 21 سبتمبر 2014، حين وقعت في أيدي عصابة عنصرية لا تؤمن بجوهر دولة المواطنة. ومنذ ذلك اليوم، لم يعد أحد ينتظر سوى إعلان الوفاة الرسمية ومواراة الجثمان السياسي (...)
مستقبل حضرموت ومكانتها مع شعب الجنوب لا يحدده أصحاب نسبة النقل من صهاريج وقود محطات الكهرباء في حضرموت، ولا المتباهون بالثياب المعطرة في الاستراحات، بل تحدده الجماهير التي يمتزج عرقها بمياه بحر العرب وهم يبحثون عن قوت يومهم، والذين يسعون على رزقهم (...)
تصريحات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي حول وجود مناطق في اليمن الأسفل، ترغب في الالتحاق بمشروع الجنوب العربي الوطني، شكلت صدمةً سياسيةً لدى كثيرين، ليس لأنها كشفت أمرًا جديدًا، بل لأنها لامست حقيقةً ظلّت النخب اليمنية تتجنّب الاعتراف بها لعقود: هشاشة (...)
كم هو مؤسف أن نرى جهل وغباء، بعض من يزعمون أنهم سياسيون أو مثقفون جنوبيون يخلطون بين أرض الجنوب العربي ككيان حضاري وتاريخي ضارب في الجذور، وبين حكومة اتحاد الجنوب العربي التي كانت مجرد تجربة إدارية أواخر الخمسينات.
ذلك الخلط المتعمد يخدم رواية من (...)
قد نُخطئ فيما نرى، وقد لا نُصيب فيما نكتب، وهذا أمر نقره ولا ننكره ولا ينكره أيضا عاقل.
لكننا لم ولن نُغيّر بوصلةَ توجهنا، ولا نقولُ ما لا نؤمن به، ولو وقف الجميع في طريقنا.
في مسيرةِ الدفاع عن قضية شعب الجنوب العربي واجهنا كلَّ صنوف التآمر (...)
من يتابع المزاج الشعبي الأوروبي يلحظ أن الشعب الإسباني يكاد يكون الأكثر تعاطفًا مع فلسطين، مقارنة ببقية الشعوب الأوروبية. هذا الموقف لا يأتي من فراغ، بل يرتبط بجذور تاريخية وثقافية وسياسية متشابكة.
أولًا: الذاكرة الأندلسية. ثمانية قرون من الحضور (...)
نعم، هم تقاسموا إرثه: الحوثيون ورثوا مؤسسات النظام القائمة، الجيش والأمن والبنك المركزي، وأعادوا إنتاجها بثوب طائفي جديد.
أما الإخوان المسلمون فكانوا الوريث الأخطر؛ لم يكتفوا باستغلال الإرهابيين، بل استخدموهم كأداة عقائدية لنشر الفوضى والاغتيالات في (...)