كان لزاما علي أن أكبر، ليس بيدي وربي هو قدر كل إنسان، ابن الجوع والفقد الذي غادرك يا الحبيبة سيكبر بلا دفء..
وجهك الغائب أمس ما تركني، زرعته بين يدي وسقيته أنفاسي كل صباح، أخبرته بحلمي أنني سأكبر، ضحك مني كل من رآني أحادث كفتي وأنت وحدك من علمني (...)
سأكتب اليوم لحبيبة وأظن أنها الوحيدة التي تعلم ما لم نعلمها به..وذواتنا تفتش عنها في طرق لم تخطو بها..وفي سبل ما كانت لها..تعيش داخلنا، نعشقها وتهوى البعد عنا.....
همها كبير، وصدقها لم يكن يرضي غيرها، كانت بهدوء سماء حزيرانية، لا تثر ولا يعرف صوتها (...)
صوت هدوء يخنقها، ولا يكاد يبين، يتحشرج في حلقها كقطعة قطن، يسد ما بينها وبينهم، وجوههم ترمقها بتحسر، عيونهم تستصرخ ما بداخلها، أيديهم تربت على يديها.....ويتركونها لتسير دربا بمفردها.
حفيف يرتد في أذني ولا أكاد أسمع، أظن أنها تنطق، وتبتلعها الحروف (...)