في الخليج يقابل الناس تكبيل حرياتهم، ومنعهم من أبسط حقوق التعبير عن الرأي أو مشاركة الأخبار أو النشر، بالضحك وإطلاق النكات، ففي الوقت الذي أعلنت فيه السعودية ايقاف خدمة الماسنجر في البلاك بري فقط، أعلنت الإمارات العربية المتحدة إيقاف كافة الخدمات التي يقدمها البلاك بري، في الوقت الذي لا إشارات على ايقافها في البحرين، تطلب الكويت من الشركة المصنعة تشفير الجهاز عن المواقع الإباحية. تتالت النكات وتعالت الضحكات على ما آل إليه وضع مستخدمي البلاك بري في الخليج، ليس من باب الشماته وإنما من باب شر البلية ما يضحك، ورغم أن البحرين بعيدة بعض الشيء عن قرارات منع خدمات البلاك بري أو "التوت البري" إلا أن التوجس والخوف يحيطان بمستخدمي هواتف البلاك بري التي تقدم خدماتها بالكامل في البحرين، فيما منعت جزئيا في المملكة العربية السعودية وكليا في الأمارات العربية المتحدة. فقد أكدت هيئة تنظيم الاتصالات في البحرين أنه لا توجد نيّة لمنع خدمة "البلاك بري" في البحرين، نافية وجود أيّة مخاوف أو هواجس أمنية من استخدام خدمات الماسنجر والبريد الإلكتروني بواسطة أجهزة البلاك بري، خصوصا وأن دستور المملكة يكفل حرية المراسلة البريدية والبرقية والهاتفية والإلكترونية وضمان سريتها، وعدم إفشائها إلا في الحالات التي ينص عليها القانون بأمر من النيابة العامة أو بأمر المحكمة المختصة. رغم أن البحرين قد حذرت في أبريل (نيسان) الماضي من استخدام "بلاك بري مسنجر" في نقل ونشر أخبار محلية، بعد تجاوز أعضاء إحدى المجموعات التي تزود بالأخبار أولا بأول على "البي بي أم" الآلاف. فيما أعلنت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات إيقاف خدمات البلاك بيري اعتباراً من السادس من أغسطس (آب) الجاري، مطالبة المشغلين الثلاثة باستيفاء المتطلبات التنظيمية لتشغيل الخدمة، ويبلغ عدد مستخدمي خدمة البلاك بري في السعودية نحو 750 ألف مشترك. وأوضحت الهيئة أن تقديم الخدمة بوضعها الحالي لا يفي بالمتطلبات التنظيمية وفق أنظمة الهيئة وشروط التراخيص الصادرة لمقدمي الخدمة، حيث أن التقديرات تشير إلى ما قدره 900 مليون ريال من إجمالي عوائد شركات الاتصالات العاملة في السوق السعودية تأتي من مستخدمي جهاز البلاك بري. وفي بيان تصريح لهيئة الاتصالات الإماراتية نسبته وكالة الأنباء الإماراتية قالت فيه "أنه تم اخطار مزودي خدمات الاتصالات في الدولة بتعليق خدمات الماسنجر، والبريد، والتصفح الإلكتروني الخاصة بالبلاك بيري اعتباراً من 11 أكتوبر (تشرين الأول) 2010، وذلك حتى يتم التوصل إلى حل يتوافق مع الإطار التشريعي لقطاع الاتصالات في الدولة". وهذا ما يستدعي اعتبار العقود السنوية التي وقعها المشتركون لاغيه ولا يترتب على المشتركين أي غرامات أو دفعات أخرى، بعد دخول التعليق حيز التنفيذ حسب بيان أصدرته شركة اتصالات الإمارات، حيث يقدر عدد مستخدمي البلاك بري في الإمارات بحوالي نصف مليون مستخدم. أما في الكويت فقد طلبت وزارة المواصلات الكويتية من شركة ريسيرش إن موشن (آر.آي.إم) المصنعة لهواتف ال «بلاكبيري» حجب المواقع الإباحية، وأبدت الشركة موافقتها المبدئية على حجب 3000 موقع إباحي وإمهالها حتى نهاية السنة الحالية لتطبيق الحجب. يذكر أن البلاك بري وهو جهاز كفي ذكي مكرس لعمليات استقبال وإرسال البريد الإلكتروني مع ميزة الهاتف النقال؛ تبنى تطبيقاته بلغة (الجافا) ولكنها مختلفة عن النقالات الأخرى، كما أنَّه يدعم برامج (الجافا) المنتشرة في الشبكة.