تزايد الإقبال، بشكل مضطرد، في المغرب على ما يمكن وصفه ب "المايوهات الإسلامية"، بعد أن لجأت مجموعة من المسابح الخاصة أبوابها في وجه المحجبات والمنقبات، في حين تقلصت نسبة المايوهات العادية، واقتصر استعمالها أثناء السباحة على الطفلات الصغيرات، والفتيات المراهقات. ووضعت هذه المسابح مجموعة من الشروط، أبرزها ضرورة السباحة ب "المايوه"، وعدم النزول إلى المسبح بالملابس التقليدية التي تغطي الجسد، أو الخمار. مع تزايد موجات الحرارة، التي وصلت إلى 45 درجة في عاصمة النخيل مراكش، و44 في بني ملال، و40 في وارزازات، لم تجد هذه الفئة من النساء سوى العمل على تحدي هذا الإجراء، باقتناء ما يسمونه ب "المايوه الإسلامي"، الذي قررت بعض المسابح الخاصة في العاصمة الاقتصادية بالدار البيضاء منعه أيضًا. وبدأت عدد من محلات الألبسة في الأحياء التجارية بالدار البيضاء في عرض أنواع وطرازات مختلفة من هذه "المايوهات الإسلامية"، التي تتراوح أثمنتها ما بين 700 درهم (أزيد من 80 دولارًا)، و1000 درهم (118 دولارًا). وقالت رشيدة لباني، بائعة في محل تجاري في منطقة المعاريف بالدار البيضاء، "لم نكن نعرض المايوه الإسلامي في محلنا، لكن بعد أن تزايد السؤال عليه من طرف فئات عريضة من النساء، عمدنا إلى جلبه، كما أننا ادخلناه في موسم التخفيضات، حتى يكون الإقبال عليه أكثر". وذكرت رشيدة، في تصريح ل "إيلاف"، أن "وتيرة البيع تبقى متوسطة، لكنها في جميع الأحوال أكثر من السابق، ونحن نسعى إلى بيع كل القطع التي توجد لدينا، خصوصًا أن موسم الصيف هذه السنة سينتهي باكرًا، لكون أن شهر رمضان على الأبواب". وخلال جولة ل "إيلاف" في عدد من المسابح، ظهر غزو هذا الزي، الذي وضع إدارات عدد من المسابح في حيرة من أمرهم، إذ بدأوا يفكرون بجدية في منع هذا الزي أيضا. وقالت نادية (ب)، ربة منزل، "اضطررت إلى التوقف عن السباحة بعد أن فرض إدارة النادي المنخرطة فيه ضرورة ارتداء المايوه العادي للسباحة، لكن بعد ظهور المايوه الإسلامي قررت اقتناءه والسباحة به، على الرغم من أن عددًا من أفراد أسرتي عارضوا الفكرة". وأوضحت نادية، في تصريح ل "إيلاف"، أن "السباحة بالملابس العادية أو ارتداء سروال وقميص، لم يعد مرغوبًا فيه في عدد من المسابح، خصوصًا تلك التي تقدم خدمات جيدة"، مشيرة إلى أنها "اضطرت على اقتناء المايوه الإسلامي حتى لا تحرم من السباحة، التي تعشقها كثيرًا". من جهتها، عرضت آمال (م)، مدربة رياضية، "فكرة ارتداء المايوه الإسلامي، على الرغم من تشبثها بفكرة السباحة بملابس محتشمة"، مشددة على ضرورة "تخصيص مسابح خصوصًا للنساء". وأكدت آمال، في تصريح ل "إيلاف"، أن "المايوه الإسلامي ليس عمليًا كثيرًا في السباحة، فهو يعوق الحركة كثيرًا، كما أنه يجعلك لا تستمتعين بالسباحة بشكل جيد". وعلى الرغم من هذا الإقبال، إلا أن فئة عريضة من النساء ترفض ارتداء "المايوه الإسلامي"، وهو عبارة عن قطعة كاملة من قماش مضاد للماء، ذو أكمام طويلة وتنورة قصيرة وسروال طويل، لأنهن يعتبرن هذا الزي مثيرًا للأنظار أكثر من الملابس العادية التي ترتديها بعض المصطافات أثناء السباحة. وظهرت اعتراضات بين المصطافين ولدى إدارات المسابح على هذا الزي الذي لا يراعي الاشتراطات الصحية.