يعمل الباحثون الأميركيون، في جامعة ستانفورد يونيفرسيتي، على صقل علاج جيني هدفه القضاء على الآثار السلبية للكآبة المزمنة. بالطبع، يتمتع هذا العلاج بمنافع ملموسة على الصحة. مع ذلك، فان العديد من خبراء الصحة يتساءلون عن مخاطر هذا اللقاح المستقبلي الذي سيمس بآلية بيولوجية هامة تخولنا التفاعل مع مصاعب الحياة. على مستوى عمل هذا اللقاح، الذي يستهدف المصابين بالكآبة المزمنة في المقام الأول، فانه يهدف الى توصيل جينات، ذات طبيعة عصبية وحمائية، الى الدماغ. وهي قادرة على التصدي للأضرار التي تسببها الكآبة على مستوى قدرة الدماغ على انتاج أعصاب جديدة. وبواسطة التجارب، التي استهدفت فيروس الحلأ البسيط (Herpes Simplex)، وهو أحد أذكى الفيروسات القادرة على تخطي الحواجز التي تفرضها خلايا الدماغ على كل ما هو غريب، نجح الباحثون في تطوير نسخة معدلة من هذا الفيروس عملت على حذف جميع الجينات الخطرة واستبدالها بمغيرات جينية غير ضارة، تم تصنيفها بالعصبية والحمائية في الوقت ذاته، قادرة على زيادة عدد عوامل النمو ومضادات الأكسدة وتلك المواد التي تحاكي أنشطة الاستروجين. ويبدو أن هذا الفيروس، الذي يعتبر النسخة المعدلة لفيروس الحلأ البسيط، ينشط في وقت الحاجة، أي عندما تكون مستويات الهرمونات القشرانية السكرية (glucocorticoid) بالدم عالية. يذكر أن الخلل في انتاج هذه الهرمونات يلعب دوراً بارزاً في الاصابة بالأمراض القلبية والكآبة والمشاكل العصبية التآكلية وتراجع فاعلية دفاعات الجسم.