الشيخ صغير حمود عزيز عضو مجلس النواب شخصية سياسية اجتماعية يحظى باحترام وتقدير كل من تعرف عليه وفي مقدمتهم مواطنو قبيلته.. من صفاته الصراحة والوضوح والشجاعة في مختلف المواقف.. زرناه إلى منزله بالعاصمة صنعاء ووجدناه يتوسط جمعاً كبيراً من أبناء مديرية حرف سفيان.. لمسنا تواضعه من خلال تعامله مع أولئك الناس البسطاء الذين شردتهم الاعمال والممارسات الانتقامية للمتمردين الذين قدموا من مناطق بعيدة من محافظة صعدة الى هذه المديرية لينشروا فيها الهلع والرعب ويسفكوا دماء المواطنين ويدمروا المنازل ويحرقوا المزارع.. انتظرناه حتى استكمل اعماله مع أصحابه واعتذر لمن تبقى منهم بصدر رحب.. جسد لنا حقيقة ما سمعنا عن سجايا وصفات هذا الرجل الذي قاد أشرس المعارك وقاوم الحصار الذي فرضه المتمردون على مناطقه وأهله ومواقعه بعد أن حشدوا عدتهم وعتادهم من مران وحيدان وضحيان وشنوا هجمات تلو الهجمات على مناطق عزيز التي ظلت صامدة صمود الجبال الشامخة حتى الانسحاب المنظم الذي ذهب ضحيته العديد من الشهداء الابطال الذين دافعوا عن ارضهم وعرضهم على حد وصف الشيخ صغير.. هذا الشيخ وجدناه وهو يتحدث معنا عكس أسمه.. كبير بمواقفه.. كبير بصبره.. كبير برؤيته العميقة لما دار ويدور في مديرية حرف سفيان ومحافظة صعدة.. جلسنا معه في ديوان المقيل.. لنبدأحديثنا معه عن الأوضاع الراهنة في سياق هذا الحوار الذي اجرته معه صحيفة 26سبتمبر :
الآن وبعد خروجكم من مديرية حرف سفيان.. كيف تقيمون الأوضاع في هذه المديرية؟ بداية نرحب ب«26سبتمبر» هذا المنبر الاعلامي الوطني المتميز الذي يرتكز في اداء رسالته على الكلمة الصادقة المعبرة عن الحقيقةدوماً..أما بالنسبة لماتضمنه سؤالكم فنقول بأن الأوضاع في سفيان غير طبيعية بسبب الممارسات التي يقوم بها المتمردون هناك.. حيث يقومون بأعمال تتنافى مع تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف وكل الشرائع السماوية والقيم الأخلاقية،بل وتتعارض مع ماتعارف عليه مجتمعنا وعاداته القبلية،ولم نكن نتوقع من هذه الفئة الخارجة عن الدستور والقانون مثل هذه الاعمال المنبوذة.
دم بارد ولكن ماهي هذه الأعمال التي يمارسونها ضد المواطنين وممتلكاتهم؟ المواطن في تلك المناطق التي يتواجد فيها المتمردون يتعرض للإهانة والإذلال.. بعد خروجنا من المديرية شعروا بالارتياح واستطاعوا أن ينفذوا أعمالهم الانتقامية من المواطنين دون وجود من يردعهم.. وطبعاً الجميع يعلم بانه في سفيان يوجد أناس احرار لايقبلون الذل أو الإهانة، وهؤلاء هم الذين لن يسكتوا على تلك الممارسات التخريبية الانتقامية ضد كل من وقف مع الدولة أو كان محايداً في أرضه ومنزله ومزرعته، ومن الاعمال التي يرتكبونها بحق المواطنين التحقيق معهم وتلغيم منازلهم ونهب ممتلكاتهم وتدمير مزارعهم، وكل ذلك يتم بدم بارد.
بداية المشكلة اذا ماعدنا قليلاً الى الوراء هل لنا بمعرفة الأسباب التي أدت الى الحرب بينكم وبين المتمردين؟ لايوجد بيننا وبينهم «ورث» أو اختلاف قبلي.. نحن قاتلنا كمتعاونين مع الدولة ومن اجل تعزيز الأمن والاستقرار في مديرية حرف سفيان، وفي سبيل إنهاء التمرد، وعندما تم وقف اطلاق النار بموجب الشروط الستة التزمنا بما تم الاتفاق عليه، وتناسينا كل التضحيات التي قدمناها بما في ذلك شهداؤنا وممتلكاتنا، وأعتبرنا كل تلك الخسائر في الارواح والممتلكات تضحيات من اجل الوطن، وبعد مايزيد عن ثلاثة أشهر من وقف اطلاق النار قام المتمردون باعتراض أحد أولادنا- خالد علي احمد عزيز- في منطقة المهاذر عندما كان ومعه مجموعة رافعين الراية البيضاء لمشائخ المهاذر سحار في قضية حادث مروري بحسب عادة القبائل في مثل هذه الحالات كاعتراف لهم بالجميل.. إلا ان عناصر التمرد اعترضوهم وطلبوا منهم ان يتجاوبوا الى مقر قيادتهم، فقالوا لهم اذا كانت الدولة تطلب منا ذلك نحن مستعدون، لكن انتم من تمثلون حتى نستجيب لكم، فحدث صدام مسلح بينهم واستشهد من اصحابنا ثلاثة شهداء وجريحان لازالوا حتى الآن يتلقون العلاج، ومن جانب المتمردين سقطوا قتلى وجرحى، وهذه كانت بداية المشكلة.. فنحن لم نكن يوماً معتدين، بل ملتزمين بماتم الاتفاق عليه وقمنا بابلاغ اللجنة الاشرافية على وقف اطلاق النار، وكذا السلطات المختصة بمحافظة عمران بماحدث وحددنا لهم من قاموا بهذا الخرق لوقف إطلاق النار بالاسم.. لكن كرر المتمردون اعتدائهم الثاني على اصحابنا في منطقة «درب زيد» عندما حدث اختلاف بين اثنين مواطنين فقاموا بارسال عناصرهم لإحضار أحد المواطنين الى مايسمونه بالقيادة التابعة لهم بالقوة، لكن هذا المواطن رفض الانصياع لهم، فذهبوا وأحضروا القائد حقهم ابو حيدر، فقال لهم المواطن نحن على شرع الله وهناك دولة يمكننا الذهاب اليها لتفصل في قضيتنا الا انهم أصروا على أخذه فدار القتال بينهم وكانت النتيجة تسعة شهداء من المواطنين، ومن المتمردين «91» قتيلاً تقريباً بالاضافة الى الجرحى.. بعد ذلك طلبوا من اللجنة الاشرافية ان تعمل على وقف اطلاق النار وتم ذلك لكنهم ذهبوا وجمعوا كل عدتهم وعتادهم وشنوا هجوماً على مناطق درب زيد، والعمشية وقاموا بتلغيم المنازل في درب زيد واحرقوا المزارع والقوا القبض على كل مواطن موجود في المنطقة، ومن هنا بدأت المشكلة.
وسيلة سهلة لكن؛ هم في تصريحاتهم يقولون بانكم أردتم تفجير حرب سابعة.. كيف تردون على ذلك؟ الاتهامات لنا ولغيرنا من قبل المتمردين وسيلة سهلة أعتادوا عليها منذ ظهورهم عام 4002م وحتى اليوم، وهذا ليس بجديد ولا مستغرب، ولكن الوقائع شيء، ومايرددونه في خطابهم شيء آخر، تماماً كما هو الحال في أعمالهم ومايتحدثون به للناس.. يقولون شيء ويعملون عكسه تماماً.. نحن نحب السلام قولاً وعملاً ولانريد اكثر من هذا.. كل ماحدث خلال الفترة الماضية من اقتتال وتدمير ونهب للممتلكات العامة والخاصة كان بسبب اعتداءاتهم وخروقاتهم المستمرة.. نحن لم نذهب الى ديارهم، ولم نذهب الى مناطقهم هم الذين جاؤوا الى مناطقنا والى ديارنا، والى المواقع العسكرية التي كنا فيها متعاونين مع الجيش خلال الفترة الماضية، والحقيقة واضحة وجلية أمام الجميع، لكن اذا ذهبنا نحن الى صعدة أو حيدان ففي هذه الحالة نعتبر معتدين عليهم وغازين لهم، ولكن ماحدث هو العكس وهذا مايعلمه الجميع، ومهما كانت مبرراتهم فالحقائق واضحة.
عقد صلح خلال فترة الحرب بينكم جرت وساطات قبلية، لكن لم تصل الى نتيجة.. هل كان هناك رفض لهذه الوساطات؟ لم تجر أية وساطات قبلية، لكن عندما بدأت الحرب بيننا وبين المتمردين تمتد وصل الينا اعضاء اللجنة الاشرافية والوسيط وطلبوا منا وقف اطلاق النار، وتم وقف اطلاق النار.. طلبنا منهم المختطفين من المواطنين الذين أخذوهم من منطقة «درب زيد».. طالبنا بالأخ الشيخ محسن بن هادي نائب الأمين العام للمجلس المحلية بالمديرية ومن كانوا معه، لكن المتمردين رفضوا إعادة المواطنين المختطفين وماتم نهبه من قبلهم.. في هذه الحالة طلبت اللجنة الاشرافية بمديرية حرف سفيان من الطرفين توقيع عقد صلح، وقعها من جانب المتمردين عبدالكريم نور الدين الحوثي، ووقعت أنا أيضاً واعضاء اللجنة والوسيط.
تراجع المتمردين ماذا تضمن عقد الصلح هذا؟ تضمن وقف اطلاق النار، وانهاء التمترس.. الالتزام بالنظام والقانون، تسليم المواقع للقوات المسلحة.. تشكيل لجنة لمتابعة تسليم المختطفين من المواطنين واستعادة المنهوبات التي استولوا عليها في تلك المناطق التي تعرضت لاعتدائهم، وبعد التوقيع على هذه الوثيقة تراجع المتمردون ومنعوا استلام المواقع من قبل القوات المسلحة، كما واصلوا الاعتداء على المواطنين في أكثر من منطقة- في بيت غيث، في المسحاط، في مقام بن عزيز، والجلة، وملقاط، والمسيل مستخدمين كل انواع الاسلحة.. ولم يراعوا وجود النساء والاطفال والشيوخ والعجزة في المنازل، وارتكبوا جرائم لم تحدث في تاريخ المنطقة.
اعتداءات وخروقات فترة الاقتتال ومانجم عنها من خسائر مادية وبشرية.. ماذا يمكنكم الحديث في هذا المنحى؟ استمرت المواجهات شهرين وعشرة أيام، لكن سبقتها كما أشرت في حديثي سابقاً عدة اعتداءات وخروقات من قبل المتمردين.. اما خسائرنا البشرية فكانت بحدود «34» شهيداً من أصحابنا المتعاونين ومن سفيان وبني عوير وكل من تعاون معنا، وحوالى 78 جريحاً.. وبالنسبة لخسائر المتمردين فإنها تفوق هذه الارقام واذا حددتها قد يعتبرني البعض مبالغ في هذا الجانب، وسبب خسائرهم الكبيرة انهم مهاجمون وكان عددهم كثيراً لانهم بدون عمل ومتفرغين في كل الجبهات لذلك تم حشدهم ضدنا.. حيث كانوا بحدود 600-700 شخص هذا حسب المعلومات، لكن انا اقدر اعدادهم بالالاف.
دعاية اعلامية وماذا عن ما أسموهم بالاسرى من القبائل وافراد القوات المسلحة التي وردت في تصريحاتهم للقنوات الفضائية؟ بالنسبة للعسكريين الذين كانوا في النقاط العسكرية أو الذين كانوا متجهين لاستلام المواقع في العمشية بحدود «78» عسكرياً.. اما المختطفين من المواطنين من قراهم ومنازلهم حوالى خمسين مواطناً، ومادون ذلك يبقى دعاية اعلامية من قبلهم.. لانهم اعتادوا على التهويل دائماً. بالنسبة للأسلحة التي استخدموها ضدكم من أين حصلوا عليها؟ الاسلحة التي استخدموها ضدنا هي من تلك الاسلحة التي استخدموها في المعارك السابقة، . إضافة الى ذلك لديهم أسلحة تم شراؤها من تجار السلاح.
خسائر كبيرة كيف اتخذت قرار الانسحاب وترك المواقع.. هل كان هناك مايستدعي ترك المواقع.. ام انه تم الاستيلاء عليها من قبل المتمردين؟ نحن صمدنا فترة طويلة تحت الحصار، وهذا الحصار أثر علينا كثيراً، ولكن المعارك التي دامت أكثر من شهرين خضناها بتفوق كبير وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى وعدالة قضيتنا لانهم معتدون علينا.. لكن في الفترة الاخيرة قبل الانسحاب المنظم ضيقوا علينا الحصار وقطعوا كل الطرق أمامنا، وعندما اصبت بجروح بدأت تنهار معنويات المقاتلين، لذلك اتخذت قرار الانسحاب بشكل منظم كي تكون الخسائر قليلة ومعظم تلك الخسائر التي أشرت اليها حدثت اثناء الانسحاب، لكن خلال المعارك كانت خسائر قليلة جداً، وخسائرهم البشرية كبيرة لأنه وكما تحدثت سابقاً المهاجم تكون خسائره اكثر من المدافع.. لذلك فنحن انسحبنا بمعركة غير عادية.. وعندما وصلنا الى مواقع تابعة للجيش تم نقلي بالطائرة الى صنعاء لتلقي العلاج، والمتمردين لم يدخلوا مواقعنا التي انسحبنا منها الا في اليوم التالي لانها كانت محصنة وكانت هناك عوائق شائكة امامهم كبدتهم خسائر كبيرة، وعندما دخلوا القرى نهبوا المنازل وقاموا بعد ذلك بتفجيرها، واختطفوا المواطنين الذين كانوا في تلك القرى ونهبوا الاسلحة الشخصية للمواطنين، وأجبروهم على ان يتعهدوا لهم بالولاء والطاعة، وقاموا بممارسات لا إنسانية، وخارجة عن كل الشرائع السماوية والاعراف القبلية، ومخالفة للدستور والقانون.
فهم خاطئ وماذا عن ولدكم الذي تردد انه استشهد؟ كان هناك فهم خطأ.. ولدي الذي جرح هو فهد صغير عزيز، ونحن كنا نعتقد انه عندما تم ضرب موقعه بالدبابة تهدمت «النوبة» بالكامل، وكان كما يبدو أن هناك بلاغاً خاطئاً في هذا الجانب، لكن نحن نقول الحمد لله ولدي اصيب بجروح في رجله وبعض أجزاء جسمه وحالياً يتلقى العلاج.
لا يعترفون بالاتفاقيات بعد خروجكم من سفيان ترددت اخبار بان الدولة تخلت عنكم، واستخدمت مثل هذه الشائعات على قبائل اخرى.. بهدف التأثير ما تعليقكم على ذلك؟ من حقنا كمواطنين أن نتمتع بحماية الدولة لنا وتوفير الامن والاستقرار.. اما بالنسبة بكوننا مقاتلين متعاونين مع الدولة فعلينا واجب مقاتلة المتمردين من أجل ترسيخ الأمن والسلم الأهلي ودفاعاً عن الدستور والقانون وقرانا وعرضنا.. الدولة هدفها السلام، ورغم اننا شعرنا بالخذلان لكن أنا افهم سبب موقف الدولة لان نواياها صادقة في تحقيق الاستقرار والسلم الاجتماعي، ومع ذلك اقول ان المتمردين لاهم لهم إلاّ الدمار والخراب وسفك دماء الأبرياء، وهم يلجأون الى الحديث عن السلام عندما يشعرون بانهم مغلوبون وهزيمتهم قريبة يدعون الى السلام ويوقعون الاتفاقات، ولكن بمجرد أن يستعيدوا أنفاسهم ويعززوا امكاناتهم لا يعرفون السلام ولا يعترفون بالاتفاقيات، وهم وافقوا على الشروط الستة لوقف اطلاق النار ليهيئوا أنفسهم لحرب جديدة، ومن يعتقد ان المتمردين يسعون من أجل السلام فهو خاطئ، ولا يمكن استئصال هذا المرض من جسد الوطن إلا بتعاون المواطن مع الدولة بتطبيق النظام والقانون من خلال المواقف الصادقة.. لذلك يجب ان نكون صادقين مع الله ومع الوطن حتى لا ينتشر مثل هذا المرض في المجتمع اليمني.
واجبات كثيرة خلال فترة الحرب كان لزملائكم اعضاء مجلس النواب مواقف متباينة حول الحرب والحصار.. كيف تقرأون تلك التباينات؟ مواقف زملائي أعضاء مجلس النواب لم تكن من أجل بن عزيز أو الحرب في سفيان، بل كانت مواقف من أجل الوطن ويشكرون عليها.. من اجل الدفاع عن المواطنين، وعليهم واجبات كثيرة، وكان لابد ان يقوم مجلس النواب بواجبه لانه مفوض من الشعب.. كما يجب ان تقوم الحكومة بواجباتها الدستورية والقانونية بتوفير الامن والاستقرار للمواطنين.. التباين في الآراء بمثل هذه المواقف كان خطاء كبيراً، لان المسألة تخص الوطن والدستور والقانون.
مع السلام كيف تفسرون لنا المؤتمرات التي ظهرت مؤخراً وتدعوا الى السلام في صعدة وسفيان.. ما موقفكم من تلك المؤتمرات؟ نحن جميعاً مع السلام ونقف مع اي شخص يقود مثل هذه التجمعات التي تدعو الى السلام ومن اجل العمل الصادق في الميدان بمحافظة صعدة ومديرية حرف سفيان.. أما اذا كانت مؤتمرات من أجل الإعلام أو كسب مواقف سياسية أو غيرها فنحن لسنا معها.. نريد تجمعات من أجل السلام الحقيقي في صعدة وسفيان، وكل يقوم بواجبه.. لو قمنا بواجباتنا في مناطقنا بشكل جاد.. وقلنا للغلطان انت غلطان لأوقفنا سفك الدماء وحققنا الامن والاستقرار، لكن اذا كانت مثل هذه المؤتمرات لغرض مكاسب هذا ليس بصحيح.. نحن نعرف أن هناك من يداهن ويجامل في هذه القضايا، ولكن أنا متأكد أن كل واحد سيصله نصيبه من هذه المشاكل اذا لم نقف موقفاً مسؤولاً حازماً ضد الممارسات التي تقوم بها عناصر التمرد.
الحوار الوطني وأين يكمن موقفكم من الحوار الوطني الجاري اليوم بين مختلف القوى السياسية على الساحة اليمنية؟ نحن مع الحوار الوطني الجاد والصادق الذي حتماً ستكون نتائجه ايجابية لكن نحن لسنا مع الحوار في ظل وجود مناطق في صعدة وسفيان تحت سيطرة المتمردين ومواطنيها يتعرضون للقتل والنهب والسلب ومنازل تدمر.. اذا اراد الحوثي وجماعته الحوار لابد عليه اولاً الخروج من المناطق ومنازل ومزارع الموطنين.. لابد أن يخرجوا من المدارس ووقف منعهم للطلاب من الدراسة، وعليهم ان يخرجوا من المرافق الخدمية الحكومية التي يسيطرون عليها.. لابد أن يثبتوا أنهم يسعون الى الحلول الجذرية، بذلك نقول انه مادامت الاوضاع في صعدة وسفيان كما هي، فلا جدوى من الحوار.
حبك المؤامرات من خلال ما أشرتم اليه في حديثكم.. هل تقصدون بأن المتمردين في وضعهم الحالي قد توسعوا بعد خروجكم من سفيان؟ بكل تأكيد هذا يعتبره الحوثي توسع يتيح له حبك مؤامرات جديدة خلال الفترة القادمة. هل يعني انهم سيخوضون معارك ضد قبائل مجاورة لسفيان تقع في إطار محافظة عمران أو غيرها من المحافظات المجاورة؟ نعم أنه يعد لمثل هذا.. ونحن نثق ثقة كبيرة بقبيلة حاشد بأنه لا يستطيع ان يؤثر عليهم.. لان أبناء حاشد قاتلوا الى جانب الثورة والجمهورية وقدموا قوافل الشهداء الأبرار، واقول هذا وان كان البعض قد تخلوا عنا، لكن نحن لن نتخلى عن أي شخص يتصدى لهذه الفئة الخارجة عن ثوابت الوطن.
خلافات سفيان هناك من يطرح بان سبب انسحابكم من سفيان هو نتاج الصراع القائم بين قبائل سفيان ذاتها.. ما هي طبيعة هذه الخلافات؟ الخلافات في قبيلة سفيان هي موجودة في كل قبيلة، والحوثي موجود معه عناصر قليلة جداً من سفيان لأن اغلبهم أحرار، ولا يقبلون الذل والهوان ولا يمكن ان تؤثر فيهم أفكار التمرد.. هناك جماعة قليلة في سفيان تقف مع المتمردين بسبب عدم وجود الوعي وعدم الفهم لحقائق الأمور اما حكاية الصراع داخل سفيان.. لا يوجد صراع بذلك الحجم الذي يمكن ان يستخدمه الحوثي لتمرير أهدافه التآمرية.. أما ما يخص الخلافات بين سفيان وحاشد حول قضايا قبلية وحدودية فهذه ورقة استخدمها الحوثي في حروبه السابقة وحقق من خلالها مكاسب لكن خلال الفترة الاخيرة اصبح الناس يدركون مرامي الفتن التي يشعلها الحوثي في المنطقة ولم تعد ورقة رابحة.. وخلال فترة الحرب التي دارت بيننا وبين المتمردين حقيقة هناك من وقف الى جانبنا من حاشد كمقاتلين بشكل شخصي كأصدقاء وأصحاب، وهناك من تخاذل في التعاون معنا لأسباب.. وكان هناك من تعاون معنا معنوياً من خلال الكلمة الصادقة وهناك من تعاون فعلاً ونحن نكن لهم التقدير والاحترام ولن ننسى مواقفهم معنا.
دعم خارجي اذا ماتحدثنا مرة اخرى عن مصادر تسليح المتمردين.. هناك من يطرح بانهم لا يعتمدون فقط على ما يحصلون عليه من المعارك، بل لديهم مصادر اخرى ودعم مادي من الخارج.. ما قولكم في مثل هذا الطرح؟ نعم مصادره الاساسية ليست فقط ما يحصل عليه اثناء المعارك او السوق المحلية، بل الشراء من الخارج بمساعدة تجار سلاح، وجمع التبرعات من الصناديق التي يضعها في كل القرى والمحلات ويغرر على الناس من أجل أن يتبرعوا له. لديهم مصادر خارجية في هذا الجانب بهدف اقلاق الامن والاستقرار في اليمن. ماذا عن مساحة المعركة التي دارت بينكم وبين المتمردين؟ تقدر بعشرين كيلو متر مربع تمتد عبر عدد من المناطق .
مسميات كثيرة من الناحية الفكرية والتكتيكية العسكرية.. على أية أساليب يعتمد المتمردون؟ الحوثي يستخدم الخداع والتظليل والتغرير على العناصر التي تقاتل معه تارة باسم الدين، وتارة اخرى تحت مسميات كثيرة، ونتيجة الجهل بينهم في تلك المناطق.. لكن اقول بان لديه تدريب، ويوجد معه عناصر مدربة.. لكن ما يجب ان يفهمه الجميع بانه من خلال الحرب التي فجرها الحوثيون ضد المواطنين في سفيان نؤكد بان المتمردين تراجعوا كثيراً الى الوراء سواءً من الناحية المعنوية او القتالية عما كانوا عليه في السابق، وأصبحوا أقل اندفاعاً واغلبهم كانوا من صغار السن.. اما اساليبهم القتالية فهي تنحصر على التطويق، الحصار زراعة الالغام اكثر من أي شيء آخر، واذا ما وجدوا مواقع محصنة او قوة فاعلة يحاولون تجنب ذلك، ويقومون بعمل الوسائل المشار اليها ومنها قطع الطرقات. من خلال هذا التدريب والتسليح هل يمكن التأكيد بان المتمردين لهم اجندة خارجية تدعمهم؟ بالنسبة للدعم الخارجي فهذا لا يستطيع ان ينكره أحد، وكل اعمالهم تدلك على ذلك، ولكن هم الان أضعف بكثير عن السابق، لان الناس عرفو ام بأنهم يكذبون عليهم ويجرونهم الى المخاطر. هل يعني ذلك نهاية قريبة للمتمردين.. كيف تتوقعون؟ أنا أؤكد هذا، لكن العملية تتطلب التعاون، وممارساتهم في تعاملهم مع الناس سبب رئيس للقضاء عليهم عما قريب ان شاء الله.
مواطنون احرار هل مثل هذا التعاون سيعيدك للسيطرة على منطقتك؟ نحن نعمل جاهدين لتوحيد الكلمة والرآي من أجل الخلاص من المتمردين.. ونحن نقول بأن المتواجدين في سفيان وفي مناطق صعدة هم مواطنون احرار ويرفضون هيمنة وتسلط الحوثي وجماعته، ولن يطول بقاء المتمردين في هذه المناطق، وكل الناس ستقف ضد هذا الفكر الدخيل وأعمال التمرد وكل القبائل متذمرون من تصرفات المتمردين وسيأتي اليوم الذي يتخلصون من هذا المرض، وانا ادعو كل الشرفاء في عموم الوطن واحزاب ومنظمات مجتمع مدني الى التصدى لهذه العناصر المتمردة والوقوف صفاً واحداً من اجل اليمن ووحدته وامنه و استقراره.