أعلن مسئول أمني فلسطيني اعتقال خليتين تابعتين لحركة "حماس"، بتهمة الوقوف وراء الهجومين اللذين أسفرا عن مقتل أربعة مستوطنين إسرائيليين، وجرح اثنين آخرين بالضفة الغربية، في الأسبوع الماضي. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسئول الذي قالت إنه فضل عدم الكشف عن اسمه، إن المعتقلين الذين لم يحدد عددهم، متهمون بتنظيم وتنفيذ الهجومين اللذين نفذ أحدهما في الخليل والثاني بالقرب من رام الله. وكانت "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" أعلنت مسئوليتها عن الهجومين عشية استئناف مفاوضات السلام في واشنطن في الثاني من سبتمبر، واللذين أدانتهما السلطة الفلسطينية واعتبرت أنهما يسيئان إلى المصلحة الوطنية. واعتقلت أجهزة الأمن الفلسطينية منذ ذلك الحين عشرات الفلسطينيين في المناطق التي تنتشر فيها، وأكدت "حماس" اعتقال أكثر من 700 من أنصارها وأقربائهم، لكن السلطة الفلسطينية اعتبرت هذه الأرقام مبالغًا بها. من جانبها، اعتبرت "حماس" على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم "تباهي" السلطة بإعلانها اعتقال المقاومين بمثابة "خيانة وطنية في وضح النهار"، مطالبة بوقف هذه الحملة وإطلاق سراح كافة المعتقلين. وقال برهوم في تعقيبه على إعلان الأجهزة الأمنية اعتقال منفذي هجومي الضفة، إن "استمرار حملة الاختطافات والملاحقات بحق عناصر وقياديي حركة حماس بالضفة الغربية تجاوز لكل الخطوط الحمراء وعمالة مباشرة مع العدو"، محملاً السلطة المسئولية عن حياة كافة المعتقلين لديها، محذرًا من تسليم أي منهم للاحتلال. وتابع أن "حماس" مستمرة في مقاومة الاحتلال ولن يؤثر هذا السلوك على مشروع المقاومة، "بل سيزيدنا إصراراً على استمرار المقاومة وتكثيف ضرباتنا الموجعة للعدو". إلى ذلك، دعت "حماس" عناصرها في الضفة الغربية إلى "عدم تسليم أنفسهم للأجهزة الأمنية والتصدي لمحاولات الاعتقال"، وحذرت من أنها لن تستطيع الصمت طويلاً، أمام استمرار حملة الملاحقات والاعتقالات لرموزها وقياداتها من قبل الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، مشددة انه طال صبرها كثيراً وقارب على النفاد. ودعت الحركة في بيان وزعه مكتبها الإعلامي الأجهزة الأمنية بالضفة الغربية: "للاعتبار مما حصل في غزة"، وقالت إن "الأيادي التي وصلت إلى قلب المحتل قادرة على أن تصلهم"، وأنها لا تزال متمسكة بخيار المقاومة ضد الاحتلال. وأضافت الحركة أن "هدير القسام في الضفة المحتلة لن يوقفه الملاحقات والاعتقالات وأن سيل النار أكبر دليل على ذلك"، مشددة على أن "كتائب القسام أثبتت أنها هي الرائد في الميدان وأنها تضرب في الوقت الذي تشاء والمكان الذي تشاء". وأدانت حملة الاعتقالات ضد أنصارها وكوادرها وقياداتها، والتي طالت المئات، مطالبة المؤسسات الحقوقية لمتابعة ملفات "التعذيب" اليومية بحق كوادرها متسائلة في الوقت ذاته عن "صوت ودور فصائل العمل الوطني".