كشف سعد الحسينى عضو مكتب الإرشاد أن الجماعة تعيد طبع مذكرات"الدعوة والداعية"، التى تؤرخ لحياة مؤسس الجماعة حسن البنا طبعة شعبية لمحاولة توضيح حقيقة حياة البنا بعدما أثاره مسلسل "الجماعة" من لغط وجدل حول الإخوان ومؤسسها. موضحا أن وحيد حامد مؤلف مسلسل الجماعة استخدم 29 مرجعًا خرج بنتيجة مختلفة عن النتيجة الحقيقية ومنها محاولة رسم صورة ذهنية للإخوان على أنهم وهابيون. وأوضح الحسينى فى ندوة "الجماعة بين التاريخ والدراما بصالون الكتلة البرلمانية للإخوان" مساء أمس الاثنين، أن البنا خاض مجال السينما وقدمت الجماعة 10 مسرحيات على مسارح الأوبرا والأزبكية، وكان منفتحًا على المسلمين والمسيحيين والقوى الوطنية، ومات وله شعب فى جيبوتى واليمن وفلسطين وسوريا، واستضاف بورقيبة وياسر عرفات، وساعد عبد الكريم الخطابى وفى ثورة اليمن. وذكرت د. منال أبو الحسن أستاذة الإعلام بجامعة 6 أكتوبر أن استخدام اسم الجماعة دون المحظورة انتصار للجماعة، مشيرة إلى أن الدراما فى مصر تستخدم فى الدعاية للنظام السياسى وتشويه فصيل سياسى بعينه بينما فى العالم كله تستخدم للتنمية، مما ينعكس بأثر رجعى على نظام الحكم. فيما أكد د.وحيد عبد المجيد نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية أن المشكلة الأساسية فى المسلسل ليست فى الانحياز، وإنما قلة الإتقان على مستوى المحتوى والشكل، فقد سُلق سلقًا، وصانعو المسلسل لم يستخدموا من الكتب ال29 إلا أقل القليل منها؛ ولو قرأوا بعضها لتغير الكثير، لكنهم لم يبذلوا جهدا، متهما العمل بالهزيل، مدللا بأن صانعى المسلسل "بتوع سينما"، بينما الدراما التليفزيونية الطويلة تختلف وتحتاج إلى صبر ومعرفة وتفاصيل، والأخيرة هى التى ترفع العمل أو تهبط به. وذكر عبد المجيد أن الخط السياسى للمسلسل يؤكد أن الجماعة نشأت على العنف، وأن العنف جزء أصيل، وليس طارئًا ظهر فى ظل ظروف، فهذا هو الخط الرئيسى الذى أراد أن يبرزه، مشيرًا إلى أنه أراد بالعرض الرياضى أن يظهروا أنه امتداد ليس فقط للنظام الخاص وإنما امتداد للطريقة التى أسست بها الجماعة، بدءًا من فرق الجوالة التى سرد لها بشكل خاطئ. بينما أضاف مصطفى الشال المخرج التلفزيونى أنه عند تناول السيرة الذاتية فى الأعمال التاريخية يتم البحث عن النقاط المضيئة، ليس البحث عن المساوئ الشخصية، والمسلسل كان هجومًا كاملاً على الشخصية، فضلاً عن افتقاده للدقة وللحقائق التاريخية، قائلا "كنت أتمنى أن يحقق العمل الهدف منه، وهو أن يقدم شخصية الإمام البنا وجهوده العظيمة، وكنت أتمنى أن يبين كفاح هذا الرجل وكيف وقف ضد الاحتلال والملك". وأوضح د. كامل عد الفتاح الباحث التاريخى أن حامد أخرج الأحداث من سياقها دون أن يتحدث عن الواقع الاجتماعى والسياسى الذى كانت تعيشه مصر وقتها، فإذا كان هناك نظام خاص لم يكن البنا الوحيد الذى شكل تنظيمات خاصة، وكانت هناك جماعات تجابه الإنجليز فالمجتمع كله يتجه لمحاربة الإنجليز.
متسائلا: ماذا نقول عن مشاركة السادات فى قتل أمين عثمان؟ مضيفا أن البنا أسس النظام الخاص لمحاربة الإنجليز واليهود، والأحداث التاريخية تثبت ذلك.