كيف يقول لكم باسندوة إن هذه الحكومة حكومة أحزاب، وإنه مجرد رئيس حكومة هذه الأحزاب، ثم تصدقوه؟ لا.. هو رئيس حكومة بوصفه رئيس ما يسمى المجلس الوطني للثورة الشبابية الشعبية السلمية، والمجلس مكون من أحزاب وجماعات، والآخرون طرف ثاني فيها.. والآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية التي شكلت هذه الحكومة بموجبها، تقول إن الطرفين هما: التحالف الوطني (المؤتمر الشعبي العام وحلفائه) والثاني المجلس الوطني (أحزاب اللقاء المشترك وشركاؤه).. ومثلما هناك حكومات ائتلافية في الدنيا، مكونة من مجموعة أحزاب، ويترأسها رئيس تكتل حزبي معين، هنا حكومة من أحزاب، يترأسها باسندوة رئيس المجلس الوطني، الذي يضم تكتل المشترك وشركائه، فكيف يقول مالي دخل؟! يقول أنا مجرد رئيس حكومة أحزاب.. يعني مسكين الله.. لا.. هو رئيس تكتل حزبي، يعد واحدا من طرفي التسوية أو الحكومة، وهو ميال لحزب معين، ولنافذين معروفين، يأتمر بأمرهم، ويملون عليه القرارات، وهو يصدرها وينفذها.. وهو ليس محايدا، وقد أظهر الدلائل على ذلك في خطبه وتصريحاته التي هاجم بها المكون الثاني في الحكومة، وقراراته كلها خدمت الطرف الأساسي في المجلس الوطني الذي يترأسه، وأقصت الآخرين.
هل في الدنيا رئيس وزراء يقول لست مسئولا عن حكومتي؟! والفساد في حكومتي كبير وكثير، لكن لا دخل لي في ذلك، لأن الحكومة حكومة أحزاب أو حكومة وفاق؟ هذا في الحقيقة دفاع مخزٍ عن العجز، وتبرير للفشل.. إذاً ما قيمة أنا قوي، ولولاي لسقطت هذه الحكومة؟ لا، لست قوياً، بل ضعيفاً، ولذلك استمرت هذه الحكومة ضعيفة الأداء، كثيرة الفساد.. يقول للنواب إنه ليس مسئولاً عن فساد وزرائه لأن أحزابهم هي التي عينتهم.. ولم يقولوا له أنت رئيس وزراء المجلس الوطني (المشترك وشركاؤه)، وأنت أيضاً رئيس الوزراء الآخرين، فما لك لا تحاسبهم ما دمت تعترف أن فسادهم كبير؟
وبعدين، متى كان باسندوة ووزراء المشترك يحترمون مجلس النواب؟ ألم يسبق وأن حرروا مذكرة، سموها قانونية، تطعن في شرعية هذا المجلس؟ هم جاءوا إلى المجلس وقبلوا بالاستجواب على مضض، لغرض آخر.. فهم ومجلسهم الوطني، وفي مقدمته حزب الإصلاح، لا يرغبون أن يكونوا وحدهم في موضوع رفع الدعم عن المشتقات النفطية، لأن تكاليف الرفع ستؤثر فيهم سلبا، لذلك يريدون رفع الدعم بمشاركة الآخرين، أو بالتوافق كما قال وزير المالية، يعني يا كتل المؤتمر والتغيير وغيرهما سنقترح رفع الدعم وانتم صوتوا مع الإصلاح، وبذلك نقول تم رفع الدعم بالتوافق.