نهاية عمر حكومة الوفاق الحالية، وليست "حالية"، موعده – حسب الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية- نهاية المرحلة الثانية من الفترة الانتقالية، لكن هل هذا قدر مقدور، لا يستطيع المتوافقون التدخل فيه؟ بعد نحو سنة ونصف من عمر هذه الحكومة تزايدت الانتقادات الموجهة لها من كل جهة وجانب، ليس أحد راض عن أدائها، لا المؤتمر وحلفاؤه، ولا المشترك وشركاؤه، ولا الأحزاب والمجموعات الأخرى غير المشاركة فيها، ولا رئيس الجمهورية، ولا الأممالمتحدة ولا المانحون، ولا البنك الدولي.. والشعب - قبلهم جميعا- غير راض عن الحكومة، التي تذكر عندما تذكر كلمات مثل الضعف والتخبط والفشل.. رفعت نسبة الفقر إلى 53 في المائة، وضاعفت حالات البطالة، وأعلت معدلات الفساد، وفشلت في تحقيق الأمن وحماية المنشآت الحيوية، وتعد لرفع الدعم مرة ثانية، وفي الوقت نفسه تعجز عن استعمال 8 مليارات دولار من هبات الداعمين الدوليين في مشاريع تنموية وخدمية، وبدلا من حل المشكلات تخلق مشكلات جديدة بسبب إصرارها على الانشغال بترتيبات سياسية لمستقبل بعض القوى السياسية، وإصرارها على تقاسم الوظائف الدنيا، وإقصاء الآخرين، وسلب صلاحيات السلطات المحلية في بعض المحافظات. إذا كان هذا هو حال الحكومة، وإذا كانت غير قادرة على تنفيذ كل ما ورد في المبادرة وآليتها أيضا، فما الذي يجعلنا مطمئنين إلى توافر الظروف التي تتطلبها عملية الخروج من الفترة الانتقالية التي لم يبق منها سوى ثلث مدتها؟ من جهة أخرى.. نشأت الحكومة قبل نحو عام ونصف بناء على اتفاق وتوافق بين طرفين، وهما فقط طرفا هذه الحكومة، بينما هناك مستجدات طرأت، وصارت كل مكونات مؤتمر الحوار الوطني أطرافا معنية بالشراكة، ومعنية بالمستقبل، ولا يجوز أن تظل هذه الحكومة المكونة من طرفين تحتكر التحكم بالحاضر والمستقبل دون الأطراف الأخرى. الانتخابات القادمة – على سبيل المثال- ينبغي الإعداد لها في ظل حكومة غير هذه.. حكومة تمثل المكونات المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، ولا نعتقد أن بقية المكونات غير المشاركة في الحكومة الموجودة سوف تقبل بأقل من حكومة وحدة وطنية تشكل قبل الانتخابات بوقت كاف.. أو على الأقل حكومة كفاءات محايدة. إن حكومة الوفاق الموجودة اليوم بنت الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، ولكن ليست المبادرة قرآنا منزلا، وأصحابها يقولون هذا.. فهل الذين توافقوا عليها، يصعب عليهم التوافق بعضهم بعضا، والتوافق مع الأطراف الجديدة على طريقة ما لخلق بنت جديدة؟