قبل أيام- في قاعة مجلس النواب- قال رئيس الوزراء أنا رجل قوي.. لا يا شيخ!! احنا عارفين أنك رجل قوي.. ومش بعيد يعملوا لك فيلم زي سوبر مان، والَّا زي طرزان.. نعم أنت قوي، لأن الشعب صامت تجاه كل ما يصدر عن حكومتك، وصامت على كل ما هو فيه، ولم يستطع أن يقوم بثورة ضدك.. لذلك أنت قوي.
وقال إن الحكومة مش حكومته!! وهذه كمان احنا عارفينها..
أنت قوي يا دولة رئيس الوزراء، ولا ينكر ذلك إلا جاحد.. أنت قوي بدليل أن البترول والغاز والديزل متوفر، والكهرباء لا تنقطع، ولا أحد يجرؤ على ضرب أنابيب النفط وأبراج الكهرباء..
أنت قوي جداً، ولذلك نحن نعيش بأمان تحت ظلال قوتك، وننام ونحن مطمئنون إلى أن دولتك تحمينا، ونسافر والطرقات ممهَّدة بالأمن والأمان.. فليس هناك اغتيالات، وليس هناك أصوات ترتفع فوق صوت الدولة، وليس هناك متقطِّعون في الطُّرق، وليس هناك دراجات نارية تقتل الناس في الشوارع، ولم يمتلئ زجاج السيارات بصور الشهداء، ولم يسقط أي قائد عسكري برصاص مجهولين، ولم يسقط أربعة وخمسون شهيداً في اقتحام مجمع العرضي.. فما دمنا في ظل دولتك الكريمة فنحن بأمان الله وأمان الدولة.
سنحتفل اليوم بالعيد الرابع والعشرين للوحدة اليمنية، الذي هو عيد الأعياد بحق، ولن ننسى الجنود الذين استشهدوا في ميدان السبعين، الذين ما زالت دماؤهم حارَّة على الاسفلت، وكأني بها تطوف الآن في ذلك المكان وتنثر اللعنات على كل من تقاعس في الثأر لها، وعلى كل من تغاضى عن دمائهم المهدورة.