ثورة شعب. بقلم / رجاء ربيع عريف الباحثة بكية الآداب جامعة الاسكندرية مسرحية من فصل وحيد. عن أحداث ثورة 25 يناير المجيدة. (مشاهد ما قبل الثورة). المشهد الأول شباب ثورة الفيس بوك. كان خالد الشاب المتخرج من الجامعة منذ أكثر من خمس سنوات، متعطل عن العمل، يطالع صفحات الإنترنت ، وعلى صفحات الفيس بوك ، لم يكن يخرج من صفحة حتى يبحث عن فرصة عمل عبر الشبكة العنكبوتية ، كان يحلم بالسفر الى الخارج الى أي بلد عربي ، ويكلم عبر الشات مع صديقه بيتر خريج كلية الآداب قسم المكتبات بتقدير إمتياز، ولم يجد عمل بعد ، وهو القاطن بحي الشرابية بالقاهرة ، فيتجذابان أطراف الحديث، ويقومون بالدردشة ، عبر الفيس بوك، فكان الحديث كالآتي: خالد : بحلم بالسفر الى الخارج الى أي بلد عربي. لو الكويت دة يبقى فل .. ولكني وقعت فريسة لمكاتب السفريات والنصب والإحتيال بيتر: ممكن تشتغل في مكتبة الإسكندرية ؟؟؟ خالد : ياريت !! بيتر: صاحبي من الإسكنرية أسمة أحمد ، خريج تجارة ،وأشتغل في المكتبة عندكو؟ أصله يعرف واحدة في المجلس القومي للمرأة ....بيقولوا كانت الواسطة بتاعته .... هانم محامية سوزان مبارك. خالد: آه صحيح ..مش أنا قدمت على الجرين كارد مسابقة اللوتاري بتاعة أمريكا. والنتيجة في شهر خمسة الجاي. بيتر: أيه ياعم عاوز تهج ولا أية .... أة والله نفسي. خالد: إنت مش عارف مميزاتها . تاخد الإقامة وبيوفرولك وظيفة وكلة بالدرجات. بيتر: يابني أنا أخويا الكبير في أمريكا من التسعينات وعمي وعمتي . وإبن عمي لسة مكلمه من حوالي ساعة.على سكايب. خالد: جرين كارد برضه ؟! بيتر : لأ هما من زمان هناك وأخذوا كلهم الجنسية والإقامة. خالد : على كده ممكن تروح أمريكا بسهوله.. بيتر: بسهولة جداً ... لكن بعد أحداث 11 سبتمبر الأمر بقى مش بالسهولة أوي. خالد: في أجازة يوم 25 يناير الجاي صح ؟! بيتر: بمناسبة أيه ؟! خالد: عيد الشرطة . ثم يضحك بالكتابة هكذا (هههههه).. بيتر: لا أنت مقريتش الدعوة للنزول إلى ميدان التحرير ؟! خالد : آه قريت لكن مفتكرش حد هينزل غير بتوع 6 إبريل بس... وشوية الأشتراكيين البائسين ؟ بتوع الشعارات وكدة؟!! وسعد سعد يحيى سعد وكده... الإستقلال التام أو الموت الزؤام. بيتر: هههه صحيح . والله صدقت . لكن شوفت الجماعة بتوع تونس عملوا أيه ؟ تفتكر ممكن يحصل في مصر؟ خالد: لا ياعم ...بتوع تونس دول بيقلدوا ثقافة الفرنسيين ؟ والراجل بتاعهم هرب .. لكن احنا الراجل بتاعنا لاذق بغراء ع الكرسي.. بيتر يقاطعه بسرعه : عاوز حاجة ... باي عشان هقفل ورايح مشوار . نكمل بالليل..باي خالد : سلام ياصاحبي. بيتر أوف لاين ، وأغلق الدردشة. بيتر يشارك صورة إسماعيل يس ،بيتر يعجبه حكمة اليوم. خالد : بيتر ..إنت لسة مقفلتش.....!!!! المشهد الثاني سكون ما قبل العاصفة...وبطالة شعب.. ( مشهد لشابين عاطلين على القهوة يحتسيا الشاي والقهوة الزيادة، وأحدهما يمسك بالنرجيلة ، ويتحدثون قبيل الثورة بقليل.). يحيى: آه من حق أيه جمعية جيل المستقبل ديالي صدعونا بيها؟ بشوف اعلاناتها في التيليفزيون والاغنية دي بتاعة شباب الجيل , وليد: آه دي لحنها لسه في ودني... يحيى: تفتكر ليه بيعملوا الجمعية دي ؟ وبيصرفوا المصاريف الكتيرة قوي دي؟ أنت متخيل أن دة عشان خاطري وخاطرك؟! وليد: يابني دي جمعية غرضها تثقيف وخلق كوادر ... يحيى: لا يا أستاذ أنت فاهم غلط ....ده عشان هدف أكبر ... وليد: ايه هو يا ناصح ؟ يحي: عشان التوريث طبعاً ؟ وليد: توريث أيه ؟ يحي: توريث.. يعني جمال يورث مصر عن أبية .. يرد وليد في فتور : عادي .. ماهو كده كده هيمسك مصر .. يحيى: لا ياعم .. وليد: يابني مسابقة شباب الجيل ، بتاعة جمال مبارك أمال دة فيها آي سي دي ال ، وفيها تنمية بشرية وحاجات كتير. أنا قدمت فيها وقبلت. يحيى: وانت قدمت فيها أزاي ؟! وليد: أعرف واحد عمه في الحزب الوطني.. وليه علاقات جامدة بلجنة السياسات . يحيى: طبعاً القبول بالكوسة ! وليد: أمال يابني دة بيعملوا عليك تحريات ... مباحث وأمن دولة ... يحيى: أمن دولة ... وليد: طبعاً ..انت عايزهم يكلفوا ويصرفوا المبالغ دي كلها ، عشان تروح في الآخر للإخوان والمعارضين.. يحيى: يابني هما في معارضين أصلاً... ويردد قائلاً: بيقولوا أن الجيش مش عاوز جمال مبارك هو الي يمسك ؟ وليد: يا عم جيش أيه ؟ أنت فاكر أن الجيش يقدر يقف قدام مبارك. يحيى: هو مش ممكن يعمل انقلاب زي ما دعى نصرالله بتاع حزب الله ... وليد: ياعم الجيش ده بتاع مبارك ...والمشير ده حبيبه, ده صاحبك مظبطهم هم وأسرهم بقبول أولادهم في الكليات العسكرية , و بتعيينهم في المناصب العليا رؤساء مدن واحياء ووزراء ومحافظين وفي الرقابة الإدارية والمخابرات والأماكن الحساسة , سعيد: على فكرة هو بيضرب عصفورين بحجر ,أولاً بيضمن ولائهم من ناحية , وبيضمن تنفيذ سياسته دون مناقشة ,على طريقة تمام يا فندم , واحنا يا ولداه نتقدم للكليات العسكرية , ونشتري ملفات ونحضر اوراق ونروح ونيجي في المواصلات وندفع دم قلبنا وفي الآخر عارفين هياخدوا مين بالضبط , ماهي بقى مبدأ معروف ابن الضابط ضابط ,وابن الكلب كلب زيه. يحيى: ولو مش ابن ضابط يبقى تدفع يا معلم , ده انا سمعت واحد جامد في الحكومة من المنوفية كان عاملها تسعيرة 50 الف للشرطة و30 للحربية ,100 للنيابة العامة وهكذا. سعيد: أيوة الراجل ده لما مات حصل أزمة كبيرة في المخدرات في مصر , والحشيش شح في السوق واسعاره بقت في السما , والناس استعاضت عنه بالبانجو والبرشام ، ...وأراهنك لو حصلت ثورة زي ثورة يوليو !!! وليد: انا سمعت مصطفى الفقي في التيلفزيون بيقول : أن جمال مبارك رجل مثقف ، ولا يمكن منعه من خوض الإنتخابات الرئاسية لمجرد أنه أبن الريس ؟ يحيى: يرد ساخراً: لا يا شيخ !! المشهد الثالث تفاقم الظلم والطغيان محمد خريج الحقوق المتفوق في الحقوق حاصل على تقدير عال من جامعة عريقة ، ويرغب في الإلتحاق بالنيابة، و كان عليه أن يؤدي إمتحان القانون الجنائي في الدراسات العليا . بعد أن تقدم للهيئات القضائية كلها ، ولكن دون جدوى ، تقدم مع من تقدم من لداته وزملائه ، ولكن كانت المفاجأة الصادمة له ، أن تم قبول من هم أدنى منه من أبناء القضاة والمستشارين ، وخرج من المسابقات صفر اليدين ، بعد أن أبلى في المقابلات بلاءاً حسناً ، يتقدم لمسابقة النيابة الإدارية و معه قرابة العشرة تعقد لهم المقابلات سوياً ، ولكن لسوء الحظ العاثر، تتقدم معهم فتاة ، مهملة الهيئة ، على مايبدو أنها كانت حامل حينها ، وعرفت فيما بعد أنها بنت مستشار كبير بالقضاء ، وقد تمت المحاباه والمجاملة أمام المتقدمين ، دون مراعاة شعورهم ، ولم يتم إختيارأحد من المتقدمين سواها: رئيس الهيئة : أزيك يا علا .. عاملة أيه تمام ...بابا عامل أيه .... تمام أحبيبتي ...أستريحي... جاهزة تتسألي ولا هاااا؟!!! علا إبنت المستشار نجيب: تمام... أحد أعضاء اللجنة من النساء يسأل: تشربي مايه ؟؟؟ طب تحبي تسألي في أيه ؟ وعلى ما يبدو أنهم جميعاً يتوقون لسؤالها: شهر السلامة أمتى؟!! فيبادر أحد أعضاء اللجنة بذكاء يحسد عليه: ماهي مدة إجازة الوضع في القانون الإداري ياعلا؟ ترد علا في وجوم وبله وتومئ برأسها يمنة ويسرة: بمعنى لا أدري؟!! فيبادر رئيس الهيئة: أنت قولتي 3 شهور برافو عليكي ، فتضج اللجنة بالضحك الممتن له على خفته وألمعيته ، دون أدنى إعتبار للممتحنين الذين شعروا بالمهانة ، والإصغار للجنة ، وتجرعوا مرارة المحسوبية والوساطه.. ولم يوجه له أي سؤال وبعد ، ثم بادر رئيس الهيئة بالأمر بالإنصراف ومعنا علا بعد ما أوصاها ألا تنسى سلامه وتحياته لوالدها القاضي الكبير... خرج محمد يجر أذيال الخيبة ، وضاقت عليه الأرض بما رحبت ، وشعر أنه في بلد غريب ، بلد تهدر الطاقات والأحلام ، ولا تعرف سوى الوساطة أو المحسوبية والتوريث. سارع محمد إلى الساعي أو السكرتير يسأله من الذي تم قبوله ، فبادره الرجل هو ملف واحد فحسب ، فعلم علم اليقين أنها هي؟؟ ..........ويحكي محمد ماكان من أمره مع اللجنة وماتم: محمد : شوفت اللي حصل في اللجنة معايا؟َ وقص عليه القصة كاملة .. عبدالعزيز: طب كويس انها حضرت ؟ أنا في دفعتي واحدة مش من الدفعة خالص ولم تحضر الإختبار وتم قبولها!! مجدي: ما ده كله بينعكس على الدوله ، د ابن خالتي موظف خدمات معاونة في النقل العام ،وارتكب جرم إداري ، وتم تحويله للتحقيق ، ومثل أمام النيابة الإدارية ، بيقولي لقيت بنت وكيلة نيابة مش فاهمة حاجة خالص ، وبيتباهى أنه سرح بيها وألف لها كذا قصة وإنطلت عليها ، وصدقته عن سذاجة وعبط !! وبيقوللي : أنا عاوز أشوف الي عينها أكيد عبيط زيها ؟! يرد عبد العزيز : ده طماع قوي .. مش يحمد ربنا أنه لقى الي العبيط الي يطلعة زي الشعرة من العجين.!! مجدي يفتح الجريدة ويقرأ ويناقشهم في أحداث العبارة التي غرقت وراح ضحيتها الآلاف !! فيقول: شوفتوا الناس الي غرقوا يا جماعة؟! يسارع عبدالعزيز: في المركب بتاع إيطاليا !! محمد يتدخل ويقول: لأ مجدب يقصد العبارة بتاعة .... مجدي: شايف مناظر والله حسبي الله ونعم الوكيل في الي كان السبب ... منتهى الإهمال والإستهتار!! دة في عائلة بالكامل غرقت في العبارة ... حسبنا الله ونعم الوكيل ... المشهد الرابع تزويرالإنتخابات.. ( يتحدث مجموعة من الإصدقاء من التيارات المختلفة والإنتماءات المختلفة ، فهذا مصطفى المثقف وخيري دبلوم صنايع ومتابع للسياسة، ومحمد طالب جامعي ، وعمرو الليبرالي السكندري ، وعصام السلفي المنغلق المقاطع للسياسة ، وسعيد المثقف المتعلم، المتابع للأحداث الخائف من الدخول من السياسة، ولكنه واع بما يجري في الدولة ،وألاعيب النظام ) . مصطفى يجتذب أطراف الحديث ويبدأ : شوفت الي حصل في الإنتخابات ... خيري: يابني انا فضلت سهران على التيليفزيون أتابع النتائج .... ولا صوت للإخوان خالص ... مع أني كنت متوقع لهم أنهم هيوصلوا نسبة عالية الدورة دي .. مصطفى: الدورة دي بالذات إنسى لا ,ليه , لإن ده البرلمان اللي هيجيب ولي العهد والرئيس المرتقب جمال مبارك , ليه هو أنت ماقرأتش المادة 76 الجديدة ,يا راجل دي ناقص تقول الرئيس القادم شرطه يكون إسمه جمال محمد حسني مبارك , هو انت ما روحتش الإستفتاء ده ولا إيه . خيري: هو في حد راح أصلاً, معروف نظام الإستفتاء بيتعمل إزاي في مصر, محدش بيروح والحزب الوطني بيظبط النتيجة بالتعاون مع الداخلية . بإستثناء الإنتخابات الرئاسي الأخيرة , دي كانت مسرحبة هزلية , ده الناس اللي كانت مترشحة فيهم واحد سألوه هتدي صوتك لمين ,قال هنديه للسيد الرئيس محمد حسني مبارك . يعني دول ناس مش مقتنعين بنفسهم , سعيد: الإنتخابات دي كانت بضغط من أمريكا عشان العملية بقت مفضوحة أوي , ولكن تحت شعار نحو مزيد من الديموقراطية , لإنهم على إعتقاد أن النظم الديكتاتورية هي مفرخة الإرهاب , عالم غبية أوي يا جدع ,طب ماعندك نظام العقيد معمر القذافي ما هو من أعتى النظام الديكتاتورية ومطلعتش ولا فرخة ولا حتى كتكوت إرهابي. مصطفى: هم قصدهم بالإرهابي هو المسلم المتدين الملتزم بدينه , وده المفهوم اللي عايزين يدخلوا بيه للدول الإسلامية والعربية للبترول زي ماعملوا في العراق تحت مسمى النووي, خاصة بعد أحداث11 سبتمبر المتلفقة للعرب والمسلمين . سعيد: وبعدين مين اللي قالك القذافي مش مظبط المسائل ,ده اللس يربي دقنه هناك بيتشبح , ده من جبروته مسميهم الزنادقة والملاحدة. والغريبة إن الحكام العرب عارفين القصة دي ومكبرين دماغهم وطبعاً ماهم مستفدين. خيري: أنت شوفت في انتخابات 2005 الإخوان هما الي هاصوا... مصطفى: يا حبيبي دول وصلوا بالإتفاق مع الحزب الوطني , وفي الدوائر اللي ليهم فيها ثقل . ليه انت فاكرها سايبة , دي محسوبة بالورقة والقلم يا عم الحاج. سعيد: طب يافالح ايه مصلحة الحزب الوطني في كده ؟ مصطفى: حسني مبارك بيعمل كده ,عشان يقول للخارج أن التيار الإسلامي خطر على مصر وعلى مصالحكم في الشرق الأوسط, ويخلق منها فزاعة في الداخل والخارج, ويقنع الجماعة الي عايزة الإسلاميين في مصر ,إن الإخوان أهم عملوا إيه؟؟ لا قدموا ولا أخروا – لإنه مش هيخليهم يقدروا يعملوا حاجة . سعيد: بس مش لدرجة انهم يديهم 88 صوت في البرلمان , طب إزاي وصلوا؟ مصطفى: أقولك ياعم , أولاً الإخوان هما الفصيل السياسي الوحيد اللي ليه نشاط ملحوظ , وليه أرضية كبيرة وشعبية أكثر , وغير كده ما بيلعبش لعبة المعارضة الصورية الفاشلة اللي بتلعبها الأحزاب التانية اللي أرتضت لنفسها أن تكون كومبارس في الحياة السياسية , خيري: والله صدقت ياعم , ده شكلهم بقى بايخ أوي ومفقوس , ده أنا أعرف واحد مجند نفسه للقصة دي, وعمال يتنطط من حزب للتاني ولا كأنه بيغير في كارنيه عضوية نادي و مرتضي لنفسه أن يلعب دور الكومبارس دون اي غضاضة, لا والغريبة مربي دقنه كمان. سعيد: كويس عشان يبقى جمع كل الوان المعارضة السياسية الإسلامية واليبرالية والعلمانية ,يمين ويسارومعتدل , بتاع كله يعني. خيري: الجماعة دول لوكنت تشوفهم في البرلمان وهما بيناقشوا قانون الخلع , ولا أي قانون فيه ريحة الشريعة الإسلامية , إيه ده ياعم متقولش فقهاء المدينة. سعيد: يا عم الخلاصة دول جماعة مرتزقة ,بيدعوا المعارضة وهدفهم عدم تطبيق الشريعة الإسلامية , وبيقبضوا من الخارج , وبتعمل حسابهم في الغنائم الداخلية من مناصب وغيره ليهم ولعيالهم وفي الآخر يقولك اهي دي المعارضة . والله دول بيسيئوا للأحزاب والتيارات الي منتمين ليها . خيري: ياعم صلي عالنبي أحزاب معارضة إيه الي بتقول عليها دي , هو في غير الحزب الوطني , ده أنا أراهنك لو تعرف تقولي اربع أحزاب من العشرين ولا الأربعة وعشرين- والله ما انا عارف كام- الأحزاب اللي موجودة . يدخل عصام عليهم في رصانة متكلفة ويلقي عليهم السلام: أهو جه الشيخ عصام ، أسأله أيه رأيك في الإنتخابات، تلاقيه أدى صوته للإخوان طبعاً... يدخل الشيخ عصام: ويقول في تكلف وتصنع : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته... كيف حالكم إخواني بارك الله فيكم.. يوجه أحدهم سؤال له : انتخبت مين يا شيخ عصام؟!. الشيخ عصام: أنا لم أشارك أصلاً.. لكن لازم تشارك يا شيخ عصام ... يرد عصام في بشاشة متكلفة ،وإبتسامة خفيفة ، وبصوت هادئ رخيم ، مرققاً حروفة تارة ومقلقلاً تارة أخرى : يابني أصلاً الإنتخابات هذه حرام ... والي بيروحها آثم .. لأن السياسة دي أصلاً لعبة قذرة. يرد محمد : أمال بتنتخبوا مين يا شيخ؟! أتحداك لو شوفت واحد سلفي ..في الإنتخابات .. يحاوره محمد في تهكم : ولا إستفتاءات ؟! يرد بروية وترقب: ولا إستفتاءات. محمد: طب إشمعنى الإخوان ؟! عصام: بص يا حبيبي في فرق كبير بينا وبين الإخوان . محمد: يقاطعه مش كلنا مسلمين . عصام: يابني الإخوان ليهم منهج ... ربنا يغفر لهم ... ويتمتم بأدعية بالصلاح والهداية ، وإحنا لينا منهج ثاني خالص ... هما هدفهم الكرسي ... هما بيجوزوا عدم إعفاء اللحية ، وبينكروا النقاب ...كل ده من أجل الكرسي! يابني منهجهم نتن ... أنت شوفت الشيخ ......كان من الإخوان وبعدين سابهم ، وإنضم للسلف .. ومشايخ كثر حفظهم الله. يابني الإسلام لا يعرف التحزبات ولا الأنظمة دي خالص . دي كلها أنظمة علمانية . فاسقة محمد: يعني أنتم مش بتتطلعوا للحكم . أمال أمن الدولة ليه بيعملكم ملفات وكدة؟! عصام: أنت فاهم غلط ....يا بني أمن الدولة بيعاملونا أحسن معاملة ... دة بس بيعملك ملف تعارف ...وبياخد منك صورة شخصية .. وبيسألك كام سؤال روتيني فحسب ، الي بيعاملوهم معاملة وحشة الإخوان ، لأن ده عدوه اللدود. محمد: أمال أزاي هما الي بيكسبوا في الإنتخابات ؟ عصام: يابني الإخوان ليهم علاقات مع الحكومة .. والحكومة بتراضيهم . يرفع صوت آذان المغرب ، ولازال محمد يكمل حديثة ، يقاطعه عصام بغضب : إصمت ألآذان ياأخي : هتيجي نصلي المغرب جماعة في المسجد ، يرد محمد متخاذلاً: لا هصليها هنا في البيت . يرد عليه عاصم : ياأخي لا تجوز الصلاة في البيت . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. محمد: سلام يا شيخ.. عمرو الشاب اليبرالي ، السكندري يتحدث عن واقعة تعذيب وقتل خالد سعيد. عمرو: يابني خالد سعيد دة شاب زيي وزيك ...والحكومة ظلمته .. كمال: هو كان يعني سياسي ولا حاجة ؟! عمرو: لا أبداً .. أحمد: يابني هو في حاجة اسمها سياسة في الزمن دة !!.. كمال:أظن لو سياسة كان أمن الدولة تاوتة . وبعدين ..ما أنت عارف البلد دي بلد حرية .. قول الي أنت عاوزه .. واشتم براحتك ...بس ابعد عن العائلة المالكة . أحمد متعجباً: مين العائلة المالكة؟! كمال: مبارك وأسرته ...خط أحمر. أحمد: أمال سمعت أن خالد سعيد ده حشاش .. وبيضرب بانجو ..كمان. كمال: أنا شو فت أمه في برنامج التوك شو ...الي هو البيت بيتك دة ...تصعب على الكافر. والله كنت بعيط أنا . المشهد الخامس شهداء25 يناير (صورة لأعداد غفيرة تملأ ميدان التحرير ، وصياحات مختلفة ، ومناظر لعربات الشرطة وهي تدهس المتظاهرين). سيارة تسرع وتواجه الثوار فتصدم أحدهم ، ويفر الآخرون ويقذفون السيارة المصفحة بالحجارة ، ويعدون مسرعين ، يسقط مصطفى صريعاً دون أن يعرف سبب سقوطه ، وظن البعض أنه أغشي عليه ، ولكن حملوه مهرولين نحو سيارة الإسعاف . فما أن وجدوا الطبيبة ، حتى بادروها قائلين: مخنوق من الغاز يادكتورة . تفحصه الطبيبة وتقول: إنه قد مات على الفور ويجب تحويله للمشرحة . أحد الشهود: مات من أيه ؟؟؟ الطبيبة: حد يعرفه ؟؟ الحضور في نفس واحد: لا لا الطبيبة: مات من عيار ناري في القلب والرأس. يرد احد الواقفين محوقلاً ومحسبلاً. وتجهش إحدى الواقفات من الثائرات بالبكاء. ويرددون جميعاً: الشعب يريد إسقاط النظام...يسقط يسقط حسني مبارك.. إرحل ...إرحل.. المشهد السادس جمعة الغضب. (صورة لأقسام الشرطة وهي تحترق ،وأعمدة الدخان تتصاعد من مباني أمن الدولة والأقسام ،بعد أن إحترقت وقد مر عليها الساعات القليلة، والأصدقاء يتحاورون). منهم إبراهيم القبطي الشاب المحامي المثقف ، وعلي التاجر بالإسكندرية ، وماجد الشاب المتفتحالعابث الضحوك خفيف الظل. علي: شوفت أقسام الشرطة ومقرات أمن الدولة وهي بتولع امبارح , والغريب انها كلها تولع في وقت واحد. إبراهيم: يابني دي مدبرة من الإخوان ,التنظيم والتوقيت والشغل العالي ده شغل الإخوان المسامين. علي: لا انا شوفت اللي اقتحموا قسم الشرطة بتاعنا دول عيال شكلهم بلطجية , وعارفين هما بيعملوا ايه وعارفين مكان السلاح والأحراز والحجز ,مش هوجة وخلاص . إبراهيم: ما الإخوان مش هبل ولا عبط عشان يقتحموا بنفسهم , هما أجروا البلطجية اللي بيعملوا كده , عشان يكسروا شوكة الشرطة ولو الثورة مانجحتش يبقوا في الأمان . علي: يا حبيبي الإخوان لو عايزين ينزلوا كانوا نزلوا من الأول ما استنوش لغاية يوم 28 . إبراهيم :لا عادي , هم من امتى الإخوان بينزلوا على طول, انت مش فاكر في 6 أبريل و 4 مايو ما نزلوش , هما بستنوا لغاية مايتأكدوا ,ولما تهوج يركبوا الموجة. ويفكرإبراهيم ملياً ويقول : مش غريبة على الإخوان , مش قبل كده حرقوا وحطموا جميع كنائس مصر ,أيام حكم السلطان قلاوون فيما يعرف تاريخياً بواقعة الكنائس , وكان كله في توقيت واحد بعد صلاة الجمعة و في وقت ماكانش فيه إتصالات .- انتوا مبتقرأوش تاريخ ولا إيه يا جدعان – ماجد: منه لله اللي درسلك تاريخ يا جدع , واللي لغى الجغرافيا من الثانوية العامة , ده اخويا امبارح بيسألني يعني إيه كولومبيا , ولما سألته تعرف إيه عن أوكرانيا ,قاللي دي أظن إنها شركة - ثم يقرر في قناعة -. على فكرة ده مقصود اننا كلنا نبقوا ابيض ياورد ثقافياً ,حافظين مش فاهمين . علي يرد على إبراهيم: كلامك ده اللي بتقوله يا إبراهيم ترديد للأبواق الإعلامية الفاسدة , اللي كانت بتنفذ مخطط الفرقة والنزاع بين أبناء الوطن الواحد , واللعب بورقة الفتنة الطائفية , لتشتيت الشعب عن الممارسات الفاسدة والإنتهاكات الصارخة للقانون والعبث بمقدرات الوطن . إبراهيم: إيه يا واد الجمال ده !! لا .. ده اكبر دليل على كلامي تفجير كنيسة القديسين ,لإلهاء الشعب عن نتيجة الإنتخابات والتزوير الفج اللي عملوه . علي: سيبك انت اللي هيص في العملية دي البلطجية , كل واحد أخدلوا كام حتة سلاح على ذخيرة وحشيش ومسروقات متحرزة , وليلة جامدة أوي , ده واحد من جبروته طالع بالماكينة بتاعة تصوير البطاقات الرقم القومي , ويكرر : والنبي ده هيعمل بيها إيه . ماجد: طب ده ساهل, ده العيال عندنا كانوا بيلفوا بالعربيات الأتاري في الشارع , ولا كأنهم مأجرين عجل , وفتحوا مخزن السلاح وطلعوا بتاع الف حتة سلاح , ماجد: الواحد ما يلاقيش حتة كدة ولا كده , إبراهيم: ربنا يكفيك شره , ده لو اتمسكت فيها ولا ست قضايا , سرقة واقتحام وتعدي , وتشيل اليلة بحالها يامعلم . علي: عشان كده السلاح الميري البرته 9 مم وصل لألف جنيه ووما حدش بيشتريه . ماجد: انا مش عارف الشرطة هترجع تاني ازاي , دي مبقاش ليها وش , ولو رجعت هتعملها فينا . إبراهيم: الظلم وحش يا رجالة. المشهد السابع الإنفلات الأمني. ( اللجان الشعبية تبدأ بالتترس مدججة بالعصي والاسلحة البيضاء لحماية الأموال العامة و والخاصة ، ويجلسون في حلق ،ويضعون شارات قد كتب عليها إسم لجنة شعبية ، كتبت بخط اليد تارة ، وبالكمبيوتر تارة أخرى.). في جمع من الأصدقاء والأعمار المختلفة ، يتبادلون أطراف الحديث ، ولا يشغلهم سوى السياسة ،وكأن الكلام قد إقتصر على السياسة وحدها ، وآخر يقوم بإعداد الشاي على الحطب ، ويضرمون النار لهدفين أولها التدفئة ف الجو البارد القارس ، والآخر إعداد الشاي ، فيقاطعهم آخر يحمل صينية بها أكواب من النسكافية المحضر من أحد المنازل ، الواد عبدالله: فيقطع عليهم حديثهم المنهمر، متعملش شاي ،أنا جبت نسكافيه . محمد: نسكافيه ، خلاص نركن الشاي الوقتي . الحاج عبده: لا ياعم صبلي شاي. الواد عبدالله : أساساً النسكافية حنخمسوا فيه لأنه مش هيقضينا كلنا . يقرقر الحاج عبدة ، ويقول مردداً في رصانة وهدوء: حلوة هنخمس دي. وفي غمرات الحديث : ينادي أحدهم ، مستغيثاً ، بلطجية داخلين على الحته يا جدعان إلحقوا .. فيلتقط كل منهم هراوته ، ومسدساتهم الفرد محلية الصنع ، وما تحصلوا عليه جراء إقتحام الأقسام من طبنجات ميري صنع حلوان 9 ملي . ومنهم من من حماسة ألقى كوب النسكافية الساخن .. وأخذوا جميعاً يلهثون ، ويتصايحون ، ويوقظون النيام في ضجيج وعجيج ، وأحتشد جيشاً من المدنيين سكان المنطقة . ويعدون ويبحثون يمنة ويسرة ، و فوق وتحت ، ليكتشفوا في النهاية أنها كانت إشاعة من صنع الواد حسن بتاع المخدرات ، إفتعلها للإستعراض العسكري فحسب ، ويقسم بجهد الأيمان أنه رأى سيارة تحمل بلطجية معهم أسلحة آلية . وحلى للجميع الصياح واللغط ، والإستعراض ، ليروا السكان من النساء الشجاعة والإقدام ، ووافقت الفكرة أهواء الشباب فأنساقوا على الفور. رغم علمهم بإفتعاله الواقعة من الأساس. الحاج عبده بعد أن هدأ الجو ، وفي ساعة متأخرة من الليل ، يتثآئب ويتحدث إلى كرم محاسب بشركة الإتصالات ، يسأله كرم الشاب القبطي أن يصعد إلى شقته ويخلد الراحة والنوم ... فيرد عليه عبده: لا مش دلوقتي. ثم ينظر بعينيه ، في تفكير عميق ويقول لكرم : الوادد حسن كان عامل نمرة .. لا كان في عربية ولا بلطجية ولاحاجة ..!! يرد كرم متلفتاً حوله في إضطراب ... ويرد في مكر وبصوت خافت ... كرم: لا ممكن يكون في حد جه من البلطجية وبعدين غير رأيه .. الحاج عبده: ليه أنت مهرشتش النمرة دي ؟! كرم: لا صدقني .. لا حسن هوالي ضرب بالسلاح الي معاه ...الي اخذه من القسم .. وهو الي مولنا بالسلاح والفرد الخرطوش والبازوكة ... مش معقوله يعني !!. الحاج عبده :شوفت إمبارح كانوا بيعملوا ايه في التليفزيون إعلام فاسد عايز ضرب النار. كرم: كانوا بيعملوا إيه؟ الحاج عبده: كل ثانية إستغاثات من المواطنين , واحد بيقول احنا في شارع كذا والبلطجية هجموا علينا , والثاني يقول إحنا في حارة كذا والبلطجية هجموا علينا – يعني بلطجي مين اللي ما عندوش نظر ده اللي رايح يسرق حارة- والتالت عمال: يقول إلحقونا دول عالباب أهم , وأفلام هندي مهروشة , ما كنتش متوقع أنها تطلع من التليفزيون المصري. محمد: ياعم الإعلام ده تبع مبارك , انت متوقع يطلع منه ايه يعني. ده الناس كانت بتتقتل في الميادين والتليفزيون جايبلك صورة كوبري 6 اكتوبر والنيل , والعربيات ماشية ولا كأني فيه حاجة خالص. الواد عبدالله: دي القنوات الخاصة على كده طلعت أجدع منه . الحاج عبده: لا متتغرش الإعلام الخاص لما كان بيشهر بالنظام وفساده كان بيخدم مصالحه وإتجاهاته, و وبعد كده للي يدفع اكتر, يعني لو حكمونا بعد كده اليهود هيكونوا معاهم برضه. محمد: امال ايه الحكاية بالضبط ؟ الحاج عبده: هو الأمن ساب الشارع بأوامر من الوزير , والسجون إتفتحت وسرحوا المساجين عشان يحصل إنفلات أمني , زي ما حصل في الثورة الإيرانية , والناس تسيب الميدان وتروح , ويقولوا ولا يوم من أيامه ولكن سبحان الله إنقلب السحر على الساحر و وفلتت منهم. محمد: صح كده , أصل انا إستغربت , ناس طالعة من السجن وعليها أحكام , اول حاجة يفكر فيها إنه يخلع مش يروح يسرق , غير كده مش كل اللي في السجن بلطجية , ده معظمهم محبوس في تبديد منقولات , وصل أمانة, شيك , او مظلوم , ده انا حسيت اننا مش في مصر يا جدع . الواد عبدالله: ياعم اللي كانوا بيهجموا دول بلطجية وعناصر من الشرطة وماكانوش بيعملوا حاجة ,ده كان مجرد تخويف . إقامة صلاة الفجر تدوي ، وينهض بعض من أراد الصلاة ،وعهد الحاج عبده بهراوته لكرم لحين الإنتاء من الصلاه ، وعبدالله يداعب كرم متندراً : ماتيجي تصلي معانا يا كرم... يرد كرم ضاحكاً : أتوضى وألحقك... الجميع يضحكون. المشهد الثامن موقعة الجمل. (مشهد من صور الإعتداء من قبل البلطجية المأجورين من فلول الحزب الوطني المنحل والمسماة إعلامياً بموقعة الجمل ، ويظهر فيها الشباب المعتصمين بالميدان ، والبلطجية يقتحمون ميدان التحرير ، وتوحيد صف المتظاهرين والشعب ،بعد الخطاب المعسول للرئيس المخلوع...). يتحدث أيمن إلى محب ووحيد وسمر، عن خطاب الرئيس الأخير ويختلفون إختلافاً شديداً ، فذهبوا كل مذهب ، فأيمن يرى أنه يجب أن نعطي الرئيس مهلة ، ونتركه للإصلاح ، ومحب ووحيد يرايا أنه كلام معسول وأن دم الشهداء وما قام به الرئيس مبارك طيلة الفترة الماضية يكفي لسقوطه ورحيله ، أما شيماء فيبدو عليها التأثر الشديد ، وترى أننا قد أخطأنا في حقه ،ليس كرئيس ،بل كوالد ..وتأخذها العاطفة للدفاع المستميت عنه. سمر في عاطفة جياشه وعطف: ياجماعة لازم نسيب الميدان .. ونعطي الريس فرصة لو ده كان والدك ...ترضى ليه الإهانه. أيمن في تهكم وسخرية مشوبه بالتعاطف: ماهو ليه إنجازات برضه ياجماعة ..وعشرة عمر !! وخلاص إتعودنا عليه ...والريس اللي تعرفه أحسن من الريس اللي متعرفوش.. محب: طب ودم الشهداء كده راح هدر. وحيد: مين اللي فتح السجون وخرج المجرمين والبلطجيه ...وأطلق الشائعات في الإعلام .. محب: ويعود الفساد ،والظلم والإستعباد من تاني.. سمر: لا مش ده طبع المصري ياجماعه ...وعفى الله عما سلف .. ونجربه النوبة دي؟! سمر تقاطع أيمن ، وتقوله : أيمن أنت بتهزر ... ؟؟!! أيمن : أصلك متعرفيش كانوا بيعملوا أيه ، ولو رجعنا من الميدان هيعتقلونا ، أصل أنتي متعرفيش كانوا بيعملوا أيه مع الإخوان ... أنا ياما شوفت منهم ....ومع ذلك مستعد للتفاوض معهم ...من أجل الوطن .. محب: يعني كدة أنت بعت القضية يا أيمن ؟ أيمن : لا طبعاً ... ولكن ممكن الهدنة.. وحيد: ياجماعة إهدوا النظام كله لازم يتغير .. محب: ملهمش أمان.. يقطع حديثهم المحتدم ، صهيل الخيل وحنين الجمال ، وحمحمة وضبيح الجياد ،وقعقعة ، وضجيج وعجيج المعركة ، وتتعرض سمر لضربة من فارس على صهوة جواده ، شجت رأسها ، فأفاقت من سباتها العميق ، وعرفت الغث من السمين .... ويصيح الجميع في صوت واحد وبحرقة شديدة وقهر وحنق: إرحل ... إرحل... إرحل ... إرحل... يسقط ..يسقط ...حسني مبارك.. المشهد التاسع والأخير. يوم الرحيل. (صورة لأعداد غفيرة تملأ ميدان التحرير ، وصياحات مختلفة ، تطالب النظام بالرحيل ، وتنتظر رحيل النظام ورأسة ،وتطالب مبارك بالرحيل). وتنتهي المسرحية بإعلان اللواء عمر سليمان يوم الحادي عشر من فبراير ، حينما طالعنا اللواء عمر سليمان ئائب رئيس الجمهورية ، وهو عابس الوجه متجهم مقطب الأسارير ، عاقد الحاجبين ، ويقول في صوت رخيم ، ولغة ضعيفة ركيكة ، خبر التنحي ، خبر تنحي الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك . ويهلل الجميع وتدوي الزراغيد من النساء ، ويكبرون ، وتطلق البازوكة لتزين سماء الميدان أجمل المشاهد ، وترتفع الأغاني الوطنية . مبتهجة برحيل رأسالنظام الطاغية ونظامه ، في مشهد لم يفرق فيه بين مسلم ومسيحي ،شاب وشيخ ، رجل وأمرأة ، أبيض وأسود ، صبي وفتاه ، ليبرالي وإسلامي وعلماني ، فمصر لكل المصريين. تقول أحدى النساء الواقفات في الميدان بصوت يملؤه الحنق : في ستين داهيه ..الله لا يرجعك .. فيؤازرها أحد الواقفين : ظلمنا والله ...ودم الشهداء ما راحش هدر. ترد أخرى : الحمد لله . يرد آخر : كلنا صلينا ودعينا في الميدان والله صلاة المغرب .. بفضل دعا المصلين ... الحمد لله نشكر الرب. وتبقى الثورة مستعرة مستمرة ... ودخان حريقها لن يهدأ !!!
