جدد زعيم قائمة العراقية إياد علاوي رفض كتلته البرلمانية المشاركة في حكومة يترأسها زعيم قائمة دولة القانون رئيس الوزراء المنصرف نوري المالكي، وذلك مباشرة بعد لقائه صباح اليوم في دمشق الرئيس السوري بشار الأسد الذي جدد دعم بلاده لأي اتفاق يساهم في تشكيل حكومة تحفظ وحدة العراق وسيادته. وعقب اجتماعهما بالرئيس الأسد وجه كل من علاوي والقيادي بقائمته صالح المطلك انتقادات لما أسمياه التدخل الإيراني في تشكيل الحكومة العراقية. كما جددا رفضهما الانضمام إلى أي حكومة يترأسها المالكي. ووصف علاوي التدخل الإيراني في الشأن العراقي بالسلبي، مشيرا إلى أن قائمته لا تقرع طبول الحرب ضد إيران ولكنها ترفض بشكل قاطع التدخل في شؤونه. وبشأن الاجتماع مع الرئيس السوري قال بيان رئاسي في دمشق إن الأسد أكد أثناء لقائه علاوي، على دعم دمشق اتفاقا يساهم في تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تحفظ وحدة العراق وسيادته واستقلاله، مشدداً على حرصه على الحفاظ على أفضل العلاقات بين سوريا والعراق في شتى المجالات بما يحقق المصالح الإستراتيجية المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
وأوضح البيان أنه تم بحث آخر المستجدات على الساحة العراقية والجهود المبذولة والمفاوضات الجارية بين الكتل المختلفة لتشكيل حكومة عراقية تضم كل القوى الممثلة في البرلمان العراقي وتكون قادرة على ضمان الحفاظ على وحدة العراق وسيادته واستقلال.
من جانبه، أكد علاوي ثقة العراقيين الكبيرة بسوريا ووقوفها على مسافة واحدة من جميع القوى العراقية وشكر للرئيس الأسد ما وصفه اهتمامه وحرصه الكبيرين على العراق ووحدته واتفاق أبنائه بغية استرداد عافيته واستعادة أمنه واستقراره.
وكان رئيس قائمة العراقية قد أكد لدى وصوله دمشق أمس أنه لا يعترف بوجود "التحالف الوطني" الذي يضم كتلة المالكي وقائمة الائتلاف الوطني بزعامة رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم. وجدد رفض مكونات كتلة العراقية دخول أي حكومة يكون المالكي طرفا فيها. وقبل توجهه لدمشق تلقى علاوي اتصالا هاتفيا من نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن دعا خلاله الأخير إلى تسريع وتيرة التفاوض للوصول إلى حكومة "شاملة". وقال مكتب نائب الرئيس الأميركي في بيان إن بايدن هاتف علاوي أمس وشدد على ضرورة أن تشارك جميع الكتل البرلمانية الأربعة بهذه الحكومة. وأكد البيان أن الولاياتالمتحدة لا تفضل مرشحا على آخر لتولي رئاسية الحكومة.
حكومة وحدة وفي وقت سابق، دعا وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مقابلة مع الجزيرة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق تضم جميع الأطراف، قائلا إن الوقت غير مناسب لتشكيل حكومة أغلبية مقابل أحزاب معارضة. وكان علاوي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر زارا دمشق منتصف يوليو/تموز الماضي والتقيا الرئيس السوري كل على حدة، كما عقدا اجتماعا ثنائيا في العاصمة السورية. واستقبل الأسد منتصف الشهر الجاري وفدا عراقيا من ائتلاف دولة القانون برئاسة عبد الحليم الزهيري، كبير مفاوضي الائتلاف ومستشار المالكي. وفي السياق، اقر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بوجود "ضغوطات سياسية" رافقت مناقشات تياره للقبول بترشيح نوري المالكي لرئاسة الوزراء. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الصدر أجاب ردا على سؤال من أحد أتباع التيار الصدري عن ضغوط سياسية بقوله إن "الضغوطات السياسية لا بد منها في العمل السياسي (...) واعلموا أن السياسة هي أخذ وعطاء ومهما كان المرشح قديما أو جديدا". وأضاف "لا بد أن تكون خدمتكم ورفع مظلوميتكم قدر الإمكان هي هدف الهيئة السياسية (التي تتولى قيادة التيار)، وهذا ما وجدتهم ساعين له، فقفوا معهم في خندق واحد. ومن يقف ضدهم فهو يقف ضد المصالح العامة والخاصة التي تتوخاها". من جهته، قال النائب البارز عن التيار الصدري بهاء الأعرجي إن الصدر يخول الهيئة السياسية اتخاذ القرار المناسب. وأضاف إن رأي الصدر "لا يتضمن تأييدا لأحد" المرشحين وهما المالكي ونائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي القيادي في المجلس الأعلى بزعامة الحكيم. وأكد الأعرجي ردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية "لا يوجد تباين في الرأي" داخل الهيئة السياسية للتيار الصدري. وأوجز موقف التيار كالآتي "نحن لا نعطي صوتنا للمالكي لكن إذا فاز فلا اعتراض لدينا".