الوقوف عند نظام القاعدة يجب ألا يكتفي بمواقع انتشارها، ولا بأخذ مواقع تصرفاتها على أنها شواهد تأكيد بوجود برمجة انتشار.. هناك ملاحظتان هما الأهم.. فالانتشار سهل التوغل بغض النظر عن الإيجابية أو السلبية في الأمر، لكن دائماً تكون السلبيات السبب المباشر لوجود تقليص بجهد عالمي لذلك الانتشار.. هذا ما لم يحدث لنظام القاعدة.. والملاحظتان اللتان هما الأهم في الأمر تتعلقان باستمرارية وجود ابن لادن والظواهري.. في موقع قيادة هذا الانتشار.. فهل من المعقول أن تستعصي الجبال كيفما كانت خرافية التكوين على وسائل البحث أو التدمير العلمية؟.. بالطبع لا.. الملاحظة الثانية.. أين يوجد إرهاب نظام القاعدة؟.. أليس في دول إسلامية وبالذات في مجتمعات فقيرة؟.. هو يدّعي أنه ليس ضد الإسلام.. فكيف يتواجد في ثنايا مَنْ يؤمنون به.. أي الإسلام.. ولماذا المجتمعات الفقيرة مثل اليمن والصومال وهما كمواطنين الأبعد عن ترف الحياة الراهنة؟.. كم عملية انتحارية تابعة للقاعدة نُفّذت في إسرائيل؟.. لا شيء..
لماذا؟.. لا أحد يدري.. كم عملية تداخلت مع ظاهرة التخلف الإسلامي بوجود الصراعات الطائفية؟.. لا شيء.. حيث العراق وحده الذي أتاح تعدّد خلافاته وجود إرهاب طائش.. لكن لماذا ليس له وجود في لبنان مثلاً؟.. يأتي سؤال جوهري.. هل كان ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر هو بداية انطلاق مخطط يبدأ في نيويورك ثم يتجه إلى العالم الإسلامي والعربي بالذات؟.. أشك في ذلك.. لقسوة جزالة النتائج.. لكن.. هل هناك احتمال وجود استفادة فيما بعد من الحدث لإخماد أي تطوير متحرك في أي مجتمعات متخلفة؟.. ولماذا لا يرد هذا الاحتمال في مجتمعات عربية إسلامية متطورة؟.. الأمر مجرد احتمالات.. لكن لا أتصور أن ملائكة أو علماء هم مَنْ يوفّرون حماية ابن لادن أو الظواهري..