من المفردات الشائعة في الطب كلمة بلاسيبو التي تشير الى المادة المستخدمة في العلاج بالوهم أو الايحاء. وهي كلمة لاتينية في الأصل تعني "سأتعافى". ولكن لا أحد يعرف ماذا تحوي مادة البلاسيبو على وجه التحديد وما إذا كان مفعولها يقتصر حقا على الوهم والايحاء. وأظهرت دراسة جديدة ندرة الأبحاث التي تتناول هذا الموضوع. كثيرا ما يُستخدم بلاسيبو في اختبار العقاقير الطبية. فهو دواء وهمي تُقارن نتائجه بنتائج الدواء الحقيقي. ويحوي البلاسيبو على ما يُفترض مواد غير مؤذية لا يكون لها تأثير يُذكر في الجسم مثل السكر أو الزيت النباتي. تفحصت الدراسة الجديدة 176 بحثا نُشرت في مجلات طبية مختصة خلال الفترة الممتدة من كانون الثاني(يناير) 2008 الى كانون الأول(ديسمبر) 2009 للتوثق مما إذا كُشف عن محتويات البلاسيبو في هذه الأبحاث وما هي هذه المحتويات في حالة الكشف عنها. وتغطي الدراسة 86 بحثا لاختبار حبوب و65 بحثا لاختبار حقن و25 لاختبار عقاقير أخرى. واتضح ان غالبية هذه الاختبارات لم تذكر محتويات البلاسيبو وان الأبحاث الخاصة باختبار الحبوب كانت أكثر قلة في تقديم المعلومات عن محتويات البلاسيبو المستخدم في اختباراتها. فان 8.2 في المئة فقط من الأبحاث الخاصة باختبار حبوب كشفت عن محتويات البلاسيبو بالمقارنة مع 26.7 في المئة من الأبحاث الخاصة باختبار حقن وعلاجات أخرى. يحذر اصحاب الدراسة من ان العناصر التي تدخل في تركيب البلاسيبو قد لا تكون دائما خاملة ، كما يظن البعض. وهم يكتبون ان زيت الزيتون وزيت الذرة أُستخدما كبلاسيبو في اختبار عقاقير لخفض الكولسترول. وان هذا قد يوحي بفائدة الدواء قيد الاختبار. فان الحوامض الدهنية الأحادية والمتعددة غير المشبعة لهذا البلاسيبو ومفعولها ضد الأكسدة والالتهاب يمكن ان يخفض مستوى الدهون واحتمالات الاصابة بأمراض القلب. ويضيف الباحثون ان بلاسيبوات معينة قد تعدل نتائج الاختبار لصالح الدواء الفاعل. وشدد الباحثون على ان البلاسيبو الكامل ليس هو الهدف وان ما يسعون اليه هو التوثق من الكشف عن تركيبته. واقترح الباحثون على المجلات الطبية المتخصصة ان تطالب الدراسات التي تُنشر فيها بإدراج كشف لمحتويات البلاسيبو وتغيير المعايير المطبقة في تصديق التقارير المتعلقة بهذه الاختبارات في هذا الاتجاه.