نتذكر جميعا كيف ان المطبخ الاعلامي للاخوان في حزب الاصلاح روج لاشاعة مفادها ان هناك تحالف قوي بين عفاش والحوثيين ابان التوقيع على المبادرة والحصانة حتى ان مستحمريهم ازعجونا بترديد هذه الاشاعة على صفحاتنا ومقالاتهم بالرغم ان الحقائق تؤكد عكس ذلك فقد رفض انصار الله المبادرة والحصانة وفي المقابل اتفق الاصلاح وعفاش على الحصانة والحكومة ومؤخرا على الكثير في مؤتمر الحوار وللعلم فان الاصلاح ومن خلال هذه الاشاعات سعى الى ان يوقف اي اصطفاف او تحالف محتمل بين انصارالله والمؤتمر الشعبي بعد ان استعداء الاصلاح الجميع ماعدا من يأكل من مائدته . وفي مشهد مشابه تابعنا جميعا الحملة الغير مسبوقة ضد وزير الدفاع بسبب صورة للوزير اليمني مع المواطن اليمني ابو علي الحاكم اثناء زيارته لمناطق الصراع في عمران وصنعاء حرصا منه على حقن الدماء وتثبيت الاتفاق الموقع بين انصار الله والاصلاح وقد شاب هذه الحملة الكثير من التطرف المنعدم النظير الذي يصب في التشويش على اي تصرف ينبىء عن تحالف محتمل ربما يؤثر على مراكز قوى النفوذ داخل حزب الاصلاح التي اعتادت ان تتحكم بالحاكم من خلال نافذيها في القبيلة والجيش ولنا هنا ان نتذكر كيف ان الشيخ عبدالله حسين الاحمر رئيس حزب الاصلاح كان يحضر اجتماعات اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي ويديرها احيانا.
ومن ذلك كله يتضح لنا حقيقة مفادها ان نافذي الإصلاح وناشطيهم حرصوا على استكمال استراتيجيتهم القائمة على تسديد ضربات استباقية لمستقبل يجهل الاصلاح خارطة تحالفاته السياسية بعد ان تزعزع موقف الاخوان الجماهيري وكما انه يجب على النافذين في حزب الاصلاح ان يدركوا حقيقة مفادها ان انصار الله حينما تركوا التحالف مع عفاش كان ذلك نابعا من قناعة قيمية وسياسية ليس لها صلة باستراتيجيتهم الكيدية وهذا ماسيجعل الفارق كبير بالنظر الى المستقبل وضرورة خلق تحالفات جديدة مع الشرفاء سواء كانوا في الحكومة أو الرئاسة أو مكونات سياسية تقليدية او حديثة وسيضل معيار هذه التحالفات قائم على اسس قيمية ووطنية وخدمية لانه ليس من المقبول ان يضل الامر حكرا على الذين يقيضون هذه التحالفات في القرصنة على مقدرات الشعب السياسية والاقتصادية.