يستمر الجدل في الدول الغربية كما في مصر حول السماح للمسلمات بارتداء المايوه الشرعي او "البوركينى" في حمامات السباحة. حيث تضع فنادق ومنتجعات وشواطئ ضوابط مشددة على منع نزول هذا اللباس الشرعي في حمامات السباحة او على الشواطئ الخاصة، وتعددت الشكاوى من جانب كثيرات بمنعهن من السباحة والاستمتاع بمياه البحر بدعوى ارتدائهن للبوركيني الى حد ان وصلت هذه الشكاوى الى البرلمان المصري . اخر ضحايا البوركيني في مصر ام أميركية – مصرية تدعى اميمة منصور، اما الانطباع الذي أخذته عن مصر من واقع التجربة التي مرت بها في احد المنتجعات الشهيرة بمدينة الغردقة على ساحل البحر الأحمر ان الإسلام غير مرغوب في بعض الأماكن والاراضي المصرية . تلقت اميمة منصور صدمة كما تقول تحتاج الى عدة شهور للشفاء منها، مشيرة الى انها نزلت بقرية "تحتفظ إيلاف باسمها " هي وطفلها عمره عامين وعندما حاولت ملاحقة طفلها في حمام السباحة، وكانت ترتدي حينها البوركيني وهو لباس يغطي الجسم باسثناء الوجه واليدين والقدمين، فوجئت بالمشرف على الحمام يطلب منها عدم النزول بدعوى انه غير مسموح بمثل هذا اللباس في حمام السباحة، ومؤكدا لها بانه " يلتزم بتنفيذ التعليمات ". تقول أميمة انها شعرت بالإهانة وتوجهت على الفور الى مكتب المدير العام لكنها لم تصل لشيئ باستثناء بعض "الاعتذارات الفارغة" التي لم تخل من التأكيد في الوقت نفسه على انها تعليمات. قالت اميمة بنبرة يغلب عليها الحزن والاسى انها لا تزال تعيش في صدمة غير مصدقة ان ذلك حدث لها في بلد اسلامي وليس دولة غربية، ان ما حدث معي "تمييزا ضد النساء المحجبات، وانتهكا لحرية المرأة المسلمة ". اميمة منصور الأم الأميركية ليست الوحيدة التي تتعرض لهذا الموقف المزعج في مصر بسبب لباسها الاسلامي، مشيرة الى ان عمال بالفندق قالوا لها ان زملاء لهم فقدوا وظائفهم بسبب انهم خالفوا التعليمات وسمحوا لفتيات يرتدين البوركيني بالنزول في حمام السباحة ، وهو ما اوحى للبعض بان هناك حملة منظمة ضد هذا اللباس الاسلامي وخاصة في المنتجعات التي يرتادها الأجانب. هذا الإيحاء وصل الى نواب الإخوان في البرلمان المصري حيث قدم احدهم استجوابا الى رئيس الوزراء احمد نظيف ضد احد الشواطئ في الإسكندرية بسبب منعه دخول المنقبات والمحجبات حيث ان معظم رواد الشاطئ من فتيات البكيني وحذر النائب من التحريض على الرذيلة في استجوابه. وحدث نفس الموقف مع زميلة صحافية مصرية ذهبت الى احد المنتجعات بالعين السخنة للاستجمام قبل بداية شهر رمضان ولكنها فوجئت بوجود لافتة تمنع المحجبات والمنقبات والبوركينى من نزول حمام السباحة، تقول الزميلة انها اضطرت الى مغادرة الفندق هي وأسرتها الى فندق اخر للاستمتاع برياضتها المفضلة السباحة والغريب على حد قولها انها عندما ذهبت الى احد الفنادق المجاورة فوجئت ضمن إجراءات الحجز والإقامة التوقيع على بند "عدم ارتداء اللباس الاسلامي في حمام السباحة. وتضيف انها عندما استفسرت عن سبب ذلك من مدير الفندق فقال لها "انه لا يوجد مشكلة مع اللباس الاسلامي، لكن المشكلة ان هذه المايوهات تسبب مشاكل جلدية لمستخدميها ". لكن هذا المبرر غير مقنع بالنسبة لها ولغيرها من المحجبات، " لان هذه المايوهات في الغالب مصنوعة من نفس خامات المايوهات الأخرى "، حسبما تقول. وسبق ان أثار" البوركيني " جدلا بين المرشحين من ذوي الاتجاهات الدينية في انتخابات أحد الأندية المصرية الراقية. فقد استغل مرشحو جماعة "الإخوان المسلمون" في انتخابات نادي المعادي مشادة بين سيدتين في حمام السباحة المخصص للسيدات، إحداهما ترتدي مايوه سباحة عاديا، والأخرى ترتدي المايوه الشرعي والذي يغطي كامل الجسد، واعلنوا قيامهم -في حالة نجاحهم- بالفصل بين السيدات المرتديات للنوعين داخل الحمام المخصص لهن. وقد أثارت الأزمة استياء أعضاء النادي الذين رفضوا خلط السياسة بالعمل الرياضي وعضوية الأندية الرياضية. ما يحدث يظهر الصراع بين العلمانية والدينية في مصر ، فالحكومة لا تطلب من الناس ارتداء ملابس معينة او عدم ارتداء ملابس أخرى، لكنها تترك في الوقت نفسه لملاك المنتجعات والشواطئ حرية التصرف مع زبائنهم . وبالرغم من ان مصر لم تمنع البوركيني او الحجاب او النقاب الا ان ذلك لم يمنع بعض المسؤولين من التحدث ضد هذه المظاهر الإسلامية، كما حدث من قبل من جانب الوزير فاروق حسني ضد الحجاب ثم اعتذاره فيما بعد. ويتردد ان موقف ملاك هذه الفنادق والمنتجعات ضد هذا اللباس الاسلامي لإرضاء الأجانب الذين يتوافدون بالملايين سنويا الى مصر. تقول اميمة ان ملاك هذه الأماكن يفعلون ذلك ضد المايوه الشرعي لإرضاء الأجانب واحيانا يتركونهم يفعلون اي شئ في حمامات السباحة حتى لو استجموا عرايا تماما من جميع ملابسهم دون ان يسبب ذلك ازعاجا لهم ". وبينما هذا يحدث في مصر ، قررت مدينة أوسلو السماح للمسلمات بارتداء المايوه الإسلامي الشرعى "البوركيني" في حمامات السباحة التابعة للحكومة السويدية لحرص المسؤولين على عدم حرمان مجموعة من ساكنات أوسلو من ارتياد حمامات السباحة لأسباب تتعلق بالمعتقدات الدينية أو العادات والتقاليد الشرقية. قرار اوسلو سبقتها فيه بلده المانية لكن لا تزال دول اخرى ترفض تماما هذا المايوه الشرعي في حمامات السباحة الحكومية مثل فرنسا التي ترفض ايضا المونوكينى (لباس بحر ذو قطعة واحدة لا يغطي صدر المرأة). ويرجع قرار السلطات الفرنسية بمنع المايوه الأول إلى القوانين الفرنسية التي تحافظ على علمانية الدولة الفرنسية، فيما يرجع منع المايوه الثاني إلى تفادي خدش الحياء العام.