انطلقت فعاليات قمة المنتدى الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك) اليوم السبت في يوكوهاما قرب طوكيو بحضور ممثلين عن 21 اقتصادا في المنطقة بينها الولاياتالمتحدة والصين واليابان. ويرأس رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان قمة العام الحالي للمنتدى الذي سيستمر يومين تحت شعار "التغيير والعمل". وسيركز الزعماء خلال هذه القمة على التوجه المستقبلي للتكامل الاقتصادي الإقليمي، والعمل على صياغة استراتيجية النمو الاقتصادي الجديدة لدعم التعافي الاقتصادي، ووضع أساس للازدهار في المستقبل. وسيكون تحرير المبادلات الاقتصادية بين ضفتي المحيط الهندي الموضوع الرئيسي للمناقشات التي تنتهي بعد ظهر الأحد. ومن المتوقع أن يتخذ القادة ومن بينهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الصيني هو جينتاو خطوة نحو التوصل إلى اتفاق لتحرير التجارةالإقليمية. ومن المقرر ان يبحث الزعماء أيضا تقييما للإنجازات التي تحققت في أهداف التجارة ة والاستثمارات الحرة والمفتوحة، التي تبنتها قمة الابيك لعام 1994 باندونيسيا. وفي مسودة بيان تصدره قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي "ايبك" المؤلف من 21 عضوا سيتبنى الزعماء ما وصفوه بأنه أول جهد حقيقي لهم لوضع إطار عمل للنمو طويل الأجل في المنطقة. وتركت المسودة مساحة فارغة لتعليقات بشأن أوضاع الاقتصاد الكلي قائلة إ الزعماء سينتظرون نتيجة قمة مجموعة العشرين في سول اليوم وغدا الجمعة نوفمبر. وقال البيان: يجب أن نستلهم دروس الماضي القريب وأن نسعى لتدعيم أسس كل من اقتصاداتنا ونظامنا التجاري متعدد الأطراف لضمان تحقيق نمو مستدام ومتوازن وخلق وظائف في المنطقة. كما تعهد المنتدى بإحراز مزيد من التقدم صوب تحرير وفتح التجارة والاستثمار. وسعى رئيس وزراء اليابان ناوتو كان اليوم إلى الحصول على تأكيدات من الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول الأمن والدفاع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. يشار إلى أن النزاعات الحدودية بين اليابان والصين، وروسيا، ذات أولوية قصوى بالنسبة لرئيس الوزراء الياباني ، الذي أبلغ أوباما "إن التواجد العسكري الأمريكي (في المنطقة) صار أكثر أهمية. كما ناقش كان والرئيس الاميركي قبيل انطلاق قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (ابيك) في يوكوهاما اليوم العناصر (الفلزات) الأرضية النادرة التي تهيمن عليها الصين. وكشف بيان عقب اللقاء انه من المقرر أن يناقش خبراء من الجانبين "سياسات تنمية ونشر تكنولوجيات الطاقة النظيفة، وبينها السيارات الكهربية، والطاقة التحويلية والطاقة النووية للاستخدام السلمي... والعناصر الأرضية النادرة.
من جهتها دعت ماليزيا، دول آسيا والمحيط الهادئ إلى تحسين التنسيقات فيما بينهم إبان مواجهة الكوارث الطبيعية. وقال نائب وزير الخارجية الماليزي ريتشارد ريوت جايم إن البلدان في تلك المنطقة ينبغي أن تسعى إلى المزيد من تطوير الإدارة العملية لمخاطر الكوارث وآليات البحوث من أجل لتعزيز التأهب لمواجهة الكوارث. وجاء ذلك في كلمته التي ألقاها أمام الجلسة التمهيدية للاجتماع الوزاري لقمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في مدينة يوكوهاماباليابان.
ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية الماليزية أن الوزير الماليزي أيضاً قد أبدى أثناء الاجتماع استعداد بلاده لتقديم المساعدة للبلدان المتضررة من الكوارث.
على الصعيد ذاته دافع الرئيس الأميركي باراك اوباما بشدة في يوكوهاما اليوم عن السياسة الاقتصادية للولايات المتحدة وجهوده لتنشيط الانتعاش الاقتصادي. وجاءت تصريحات اوباما غداة قمة مجموعة العشرين التي تعرضت فيها الولاياتالمتحدة لانتقادات حادة. وقال اوباما:اإ لم يكن يوما واثقا كما هو اليوم في التوجهات الاقتصادية الأميركية. وأضاف: إن قادة الدول الغنية والناشئة في مجموعة العشرين الذين اجتمعوا الخميس والجمعة في سيول أكدوا تصميمهم على مواصلة التركيز على النمو العالمي. وقال الرئيس الأميركي امام مجموعة من أرباب العمل قبيل افتتاح قمة آسيا المحيط الهادئ في يوكوهاما في منطقة طوكيو "كوننا الاقتصاد الأول عالميا ومحرك النمو العالمي، أمر يرتدي أهمية خاصة. وأضاف: هذا ما دفعنا إلى تبني خطة اقتصادية ونجري إصلاحا ماليا هو الأكثر صرامة منذ الركود الكبير، مؤكدا أنه أمر يجب أن يقوم به شركاؤنا في مجموعة العشرين بسرعة. وتابع اوباما "لذلك نخفض نفقات ما هو غير أساسي لمواجهة تحديات ميزانية هائلة. وانتقدت عدول عدة في مجموعة العشرين وخصوصا ألمانيا والصين أكبر دولتين مصدرتين في العالم، في سيول القرار الأخير للاحتياطي الفدرالي الأميركي ضخ 600 مليار دولار في الأسواق المالية. وبرر الاحتياطي الفدرالي القرار بضرورة تشجيع الانتعاش الأميركي. لكن القرار اعتبر وسيلة لإضعاف الدولار من أجل تشجيع الصادرات الأميركية وتهديدا للاستقرار المالي للعالم.