أظهرت وثائق دبلوماسية أمريكية سرية جديدة كشف عنها موقع ويكيليس الأربعاء أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أزعج بتصرفاته وأسلوبه مستضيفيه السعوديين خلال أول زيارة له إلى المملكة إذ تجنب الأكل من الطعام المحلي وروج بفوقية للشركات الفرنسية. وبحسب وثيقة حررتها سفارة واشطن في الرياض، فان المسؤولين السعوديين قالوا لدبلوماسيين أمركيين في كانون الثاني/ يناير 2008 انهم انزعجوا من ساركوزي حتى قبل وصوله إلى المملكة، إذ كان يرغب بان يحضر معه صديقته حينها وزوجتها حاليا كارلا بروني، الأمر الذي لا يناسب أبدا التقاليد السعودية. وبعد وصوله إلى السعودية، من دون بروني، لم تبد تصرفات ساركوزي بنظر السعوديين مناسبة اذ تجنب الأكل من الطعام المحلي وظهرت عليه علامات الضجر أثناء العرضة السعودية التقليدية (رقصة السيوف). كما انزعج السعوديون من تركيز ساركوزي باصرار على بيع البضائع والخدمات الفرنسية، حتى انه "بحسب بعض المعلومات" قدم لمستضيفيه قائمة ب14 صفقة ترغب شركات فرنسية بالحصول عليها، مع سعر العرض وسعر الخصم الذي يمكن أن يفاوض عليه. ومن المعروف أن فرنسا تسعى للحصول على عقود بمليارات الدولارات في مجالات الدفاع والبنى التحتية والمجالات أخرى. وبحسب الوثيقة الأمريكية، فان أخطاء ساركوزي كانت (بسيطة) بمضمونها ولكن مهمة نظرا إلى الحساسيات السعودية. وجاء في الوثيقة ان هذه الوقائع جعلت أحد المسؤولين السعوديين يقول بان ساركوزي لم يحل محل شيراك في نظر السعوديين. وكذلك لم ينجح ساركوزي خلال زيارته الثانية للمملكة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2008 باثارة اعجاب السعوديين اذ انها كانت قصيرة وكانت الرياض تأمل أن يمضي الرئيس الفرنسي مزيدا من الوقت ليوثق علاقاته مع العاهل السعودي. وفي زيارته الثالثة، بات ساركوزي الليل في مزرعة العاهل السعودي في الجنادرية. الا أن الزيارة المنتظرة للملك عبد الله إلى فرنسا أجلت مرتين وذلك رسميا بسبب ظروف العاهل السعودي الصحية.