توقفت أمس المواجهات بين جماعتي الإخوان والحوثي في محافظة الجوف بموجب طلب اللجنة الرئاسية، حتى يتسنى النظر في الشروط التي قدمها الطرفان لإنهاء الاقتتال، فيما أعلن رئيس شورى حزب الإصلاح في الجوف استعداد حزبه للتحالف مع تنظيم القاعدة. وقال مصدر قبلي محايد في الجوف ل"اليمن اليوم" إن اتفاق الهدنة دخل حيز التنفيذ ابتداء من التاسعة صباحاً بناء على ما توصلت إليه اللجنة الرئاسية مع قيادات الطرفين في صنعاء. ولفت المصدر إلى أن اللجنة، التي يرأسها الشيخ خالد هضبان وكيل مساعد محافظة الجوف وعضوية كل من بن درعان وحسين الضنين التقت قيادات الطرفين في صنعاء وتسلمت من كل طرف قائمة تتضمن شروط وقف الحرب، التي اندلعت نهاية الشهر الفائت في منطقة الصفراء الواقعة على الحدود الإدارية بين الجوفومأرب وتتبع إدارياً مديرية مجرز مأرب. وأوضح أن من بين شروط جماعة الإخوان (الإصلاح) أن يتم تسليم المواقع على الطرقات من قبل الطرفين لقوات من الشرطة العسكرية، فيما يشترط الحوثيون من بين جملة شروطهم عودة الوضع إلى ما كان عليه قبل أول جمعة في رمضان، أي قبل هجوم الإخوان وسيطرتهم على نقطة الحجر التي كانت تحت سيطرة الحوثيين، وتطبيق الاتفاقية السابقة المبرمة بين الطرفين 2012م. ووصف المصدر الشروط بالتعجيزية، مبيناً أن قوات الأمن والشرطة العسكرية في الجوف معظمهم من الإخوان تم تجنيدهم أثناء الأزمة، ومن جهة شروط الحوثيين قال إن شرطهم تطبيق الاتفاقية السابقة، أي إقالة المحافظ محمد سالم بن عبود الشريف وتعيين حسين الضنين بدلاً عنه، وهذا ما لن يقبل به حزب الإصلاح (الإخوان) إلا في حال هزموا ميدانياً مستشهداً بما حصل في عمران. وقال لصحيفة "اليمن اليوم" مصدر قبلي آخر من اللجنة الرئاسية إن محافظ الجوف القيادي في حزب الإصلاح محمد بن عبود الشريف قدم أمس الأول إلى وزير الدفاع في صنعاء اعتراضه على وجود الشيخ خالد هضبان في رئاسة اللجنة لأسباب قال المصدر إنه لا يعرفها. إلى ذلك اتهم رئيس شورى الإصلاح في الجوف الشيخ حسن أبكر، رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ووزير الدفاع محمد ناصر أحمد بالتآمر على الجوف كما تآمروا على عمران، حسب قوله. وأفصح أبكر عن توجه حزبه للتحالف مع تنظيم القاعدة لمواجهة الحوثيين، وهو ما يعزز ما كان ألمح إليه رئيس حزب الإصلاح محمد اليدومي قبل أيام. وأضاف أبكر في تصريح ل"أخبار اليوم" وأعادت نقله مواقع تابعة لحزبه: أن أي جهة إقليمية تحاول أن تحارب اليمن فإنها ستدفع اليمنيين إلى التحالف حتى مع القاعدة، مشيراً إلى أن القبائل حاربت القاعدة ولا تزال، لكن في حال واصلت تلك الدول دعمها وتأييدها لخراب اليمن، فإن القبائل ستضطر للتحالف مع القاعدة. وكانت المواجهات اندلعت نهاية الشهر الماضي، عندما شن مسلحو الإخوان هجوماً، مسنودين بقوات من الجيش (الفرقة المنحلة) على مسلحي الحوثيين المتمركزين في عدة مواقع بمنطقة الصفراء- منطقة حدودية بين مأربوالجوف- وتمكن الإخوان من السيطرة على نقطة الحجر الأمنية، على خط صنعاءالجوف، فيما تصدى الحوثيون للهجوم الذي استهدف موقع الصفراء الاستراتيجي. والصفراء موقع تابع للجيش (اللواء 115) سيطر عليه الحوثيون أثناء الأزمة 2011م، فيما سيطر مسلحو الإخوان على معسكر ومقر قيادة اللواء في حزم الجوف، عاصمة المحافظة، إلى جانب سيطرتهم على معسكر الأمن المركزي، ولا يزال المعسكران بأيديهما بكامل آلياتهما الحربية، فيما تم نقل أفراد اللواء (115) إلى معسكر في أبين، و بدلاً عنهم تم تجنيد عناصر من الإخوان.
