انفجر الوضع في محافظة الجوف إثر هجوم مباغت شنه مسلحو جماعة الإخوان فجر أمس على مسلحي جماعة الحوثي المتمركزين في موقع جبل الصفراء –شرق الجوف- ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من الطرفين ولا تزال المواجهات بالسلاح الثقيل على أشدها (دبابات وراجمات صواريخ ورشاشات ومدافع بمختلف أحجامها وأنواعها). يأتي ذلك بعد ساعات من انهيار الاتفاق وعودة المواجهات في عمران وكذلك في همدان صنعاء، وسط استياء واسع لدى الأوساط السياسية التي ترى في حرب الإخوان والحوثيين إعاقة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وتحديداً خطير لمستقبل البلد. وقالت مصادر محلية وأمنية متطابقة ل"اليمن اليوم" إن مسلحي الإخوان (الإصلاح) شنوا فجر أمس هجوما مباغتا بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة على الحوثيين المتمركزين في موقع الصفراء الواقع على أطراف الجوف والتابع إدارياً لمديرية مجز محافظة مأرب. ويُعد جبل الصفراء موقعا عسكريا شهيرا يبعد عن مفرق الجوفصنعاء 5 كيلومترات باتجاه مأرب ويبعد عن مدينة حزم الجوف –مركز المحافظة 14كم تقريبا، وكان يتبع القوات المسلحة اللواء 115، سيطر عليه الحوثيون أثناء الأزمة فيما سيطر الإخوان على مقر قيادة اللواء في مدينة الحزم إلى جانب سيطرتهم على مقر قوات الأمن المركزي، والاستيلاء على كامل معدات المعسكرين. وأضافت المصادر أن المعارك لا تزال على أشدها حيث سيطر مسلحو الإخوان على نقطة الصفراء الواقعة على الخط، فيما لا يزال الحوثيون في الموقع وسط قصف شديد بالدبابات والمدفعية وراجمات الصواريخ معظمها تابعة للواء 115 الواقع في قبضة الإخوان منذ 2011م. وبحسب المصادر فإن القتلى والجرحى بالعشرات من الطرفين، المؤكد حتى اللحظة 15 قتيلا و12 مصابا من الإخوان (9 من القتلى و6 من المصابين من أبناء مأرب والبقية من الجوف)، فيما سقط من الحوثيين 8 قتلى و15 جريحاً. وكالعادة تبادل الطرفان الاتهامات، وقال حزب (الإخوان) في وسائل إعلامه إن قوات الجيش استعادت موقعين سيطر عليهما الحوثيون في وقت سابق، وأنه كبدهم خسائر فادحة، فيما لم تشر وزارة الدفاع على موقعها الرسمي (سبتمبرنت) إلى أي مشاركة للجيش في الجوف. وتأتي الإشارة من (الإخوان) إلى أن المواجهات بين الجيش (اللواء 115) والحوثيين فيما اعتبرت جماعة الحوثي ذلك استخداماً آخر لمؤسسات الدولة من قبل الإخوان إلى جانب استخدامهم اللواء 310 مدرع في عمران. وقالت جماعة الحوثي -في بيان صادر عن مجلسها السياسي- إن "تحرك لواء عسكري في الجوف في مثل هذه الأيام هو عدوان لا مبرر له على الإطلاق سوى الهروب من تنفيذ الاتفاق الرئاسي بخصوص عمران وما جاورها، ومحاولة بائسة لفتح جبهة جديدة وتوريط الجيش في معركة خاسرة ضد الشعب". وأضاف البيان "أن استخدام لواء عسكري في الجوف برهان على طبيعة ما يجري في عمران من أن عدداً من الألوية باتت خارج سيطرة الدولة، وتخضع لهيمنة مليشيات الإصلاح وعلي محسن الأحمر، كما أشار البيان إلى مشاركة عناصر تنظيم القاعدة في صفوف الإصلاح". وفي عمران استمرت أمس المواجهات ولكن بشكل أخف من مواجهات الخميس. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن قوات مشتركة من جماعة الإخوان ولواء القشيبي 310 مدرع في موقع المرحة جنوبالمدينة قصفت مواقع للحوثيين في المحشاش شمال المدينة وشارع الأربعين غرب المدينة، فيما قصف الحوثيون موقع المرحة، كما شن الحوثيون هجوماً على موقع الجميمة جنوب غرب المدينة، من موقع يتمركزون فيه خلف الجميمة إلاّ أنه تم صدهم، وذلك بعد ساعتين من اندلاع المواجهات في الجوف. وكانت تفجرت الأوضاع مجدداً في عمران وهمدان فجر الخميس وسط قتلى وجرحى بالعشرات من الطرفين فيما عادت اللجان الرئاسية والفرعية أدراجها إلى العاصمة.