طغت أصوات القذائف، أمس، على ما سواها في عمران وهمدان، فيما غادرت اللجان الميدانية عائدة إلى العاصمة وسط خيبة أمل، متهمين طرفي الحرب- جماعة الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) وجماعة الحوثي- بالمماطلة في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار. وقالت مصادر محلية متطابقة في عمران ل"اليمن اليوم" إن الإخوان والحوثيين تبادلوا القصف بالسلاح الثقيل، منذ فجر أمس وحتى ساعة كتابة الخبر العاشرة مساءً، وإن كان بشكل متقطع. وأضافت المصادر أن قوات مشتركة من جماعة الإخوان ولواء القشيبي 310 مدرع قصفت من موقع المرحة في جنوبالمدينة مواقع للحوثيين في شارع الأربعين غرب المدينة، وفي مواقع تقع على خط صنعاء- عمران وتحديداً في بني ميمون وبني الزبير، وهما منطقتان تتبعان إدارياً مديرية عيال سريح (عمران) وتقع على الحدود مع مديرية همدان التابعة إدارياً لمحافظة صنعاء. ولفتت المصادر إلى أن المواجهات توسعت إلى مناطق في مديرية همدان وبشكل أعنف مما هو عليه الحال في عمران. وفي السياق، قال مصدر عسكري في اللواء 310 مدرع ل"اليمن اليوم" إن الحوثيين قصفوا موقع جبل ضين العسكري في الساعات الأولى من الصباح بقذيفة هاون من موقع لهم في بني الزبير. وأضاف أن موقع المرحة التابع للواء 310 وبمشاركة مقاتلين من المطاوعة، كما يسميهم، في إشارة إلى مسلحي جماعة الإخوان (حزب الإصلاح) قصفوا طيلة ساعات النهار والساعات الأولى من المساء مواقع الحوثيين في بني الزبير وبني ميمون براجمات الصواريخ (6 صواريخ كاتيوشا)، و5 قذائف مدفعية نوع 130 فيما بلغت قذائف الحوثيين (قذائف هاون) 7 جميعها استهدفت موقع جبل ضين، كما استهدفوا بالرشاشات موقع سودة عدان المطل على مبنى المحافظة جنوب مدينة عمران، وذلك من موقعهم في بيت عامر. وأشار مراسل الصحيفة إلى أنه تجول في أحياء عدة بعمران، غير أنه لم يلق أي أثر للجان المكلفة من اللجنة الرئاسية بالإشراف على تثبيت وقف إطلاق النار وإزالة الاستحداثات من قبل الطرفين. وفي همدان صنعاء، 13 كم من العاصمة، تجددت المواجهات بين الحوثيين والإخوان وبمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة. وأفادت المصادر أن المواجهات اندلعت في بني مونس وكولة الكبار وضروان (شمال همدان)، ما أسفر عن سقوط العشرات ما بين قتيل وجريح من الطرفين. ووفق بعض المصادر فإن القتلى من الطرفين لا يقلون عن 10 أشخاص. وتبادل الطرفان الاتهامات بشأن خرق الاتفاق والعودة إلى الحرب. ففي حين قالت وسائل إعلام حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) إن القيادي الميداني لجماعة الحوثي أبلغ اللجنة، أمس، رفض جماعته تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والتهديد بحرب واسعة، شن زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، هجوماً لاذعاً على حزب الإصلاح (الإخوان) وقياداته الذين وصفهم بالنافذين و"الدواعش"، نسبة لتنظيم "داعش" الذي ظهر في العراق. واتهم الحوثي في خطاب متلفز بثته قناة "المسيرة" التابعة لجماعته، مساء أمس الخميس، مستشار الرئيس لشؤون الدفاع والأمن بإصدار توجيهات بصرف صورايخ "كاتيوشا" لعناصر القاعدة المتواجدين في أرحب، وقصف أبناء مناطق ذيفان التابعة لمحافظة عمران . وقال إن "القاعدة" في أرحب تحارب بسلاح الجيش ومحمية بألوية من الجيش أيضاً، مشيراً إلى أن الهدف من استمرار حرب عمران، هو تمكين القاعدة من المناطق حول ووسط العاصمة صنعاء.. داعياً قيادات حزب الإصلاح إلى مراجعة قراراته وتصرفات "مجانينه"، على حد تعبيره.