شهدت حادثة قصف الطيران اليمني لمخيم للنازحين بمديرية حرف سفيان بمحافظة عمران استياء محليا واسعا بعد 48 ساعة من الحادثة. فقد أعلنت عدد من الفعاليات السياسية ومنظمات المجتمع المدني في بيانات – تلقى براقش نت نسخا منها - عن إدانتها للحادث، وطالبت الدولة بالإعتذر لأسر الضحايا وتقديم التعويضات. وعبرت أحزاب اللقاء المشترك - في بيان لها - عن استنكارها وإدانتها الشديدة لقصف النازحين في منطقة العادي "حرف سفيان" والتي راح ضحيتها 88 قتيلاً أغلبهم من النساء والأطفال، كما استنكرت أيضاً الصمت الإعلامي إزاء ماحدث. وطالبت أحزاب اللقاء المشترك في بيان لها بسرعة التحقيق العادل والشفاف لما حدث ، فمثل هذا العمل لا يعفى مرتكبه من أي طرف كان مهما كانت الأسباب والمبررات. وجددت أحزاب اللقاء المشترك دعوتها لطرفي الصراع لوقف الحرب وتحكيم العقل والمنطق واللجوء الى الحوار الوطني، فبدون ذلك لن تحل هذه القضايا وانما ستزداد تعقيدا، كما يجدد المشترك مطالبته بدخول فرق الإغاثة والمعونات الى أماكن تواجد النازحين، وحذرت في السياق ذاته من تفاقم محنة النازحين التي تؤرق الضمير الوطني والإنساني. وأثنت أحزاب المشترك في بيانها على موقف المنظمات الإنسانية والحقوقية التي نددت بهذه الجريمة غير المبررة. إلى ذلك دانت الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق حريات "هود" الحادثة وطالبت الجيش بسرعة التحقيق وتعويض أهالي الضحايا. واعتبرت "هود" تراخي الحكومة عن الاعتذار لأهالي ضحايا العادي وعدم تعويضهم جريمة ضد الإنسانية. من جانب آخر دعت الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات "هود" عبدالملك الحوثي أن يعلن عن أسماء الأسرى من الضباط والجنود لديه كحق شرعي وإنساني، وكبادرة بمناسبة خواتم الشهر الكريم وقدوم عيد الفطر المبارك. وطالبت هود في رسالة أخرى للحكومة بإعلان أسماء المعتقلين على ذمة القتال مع الحوثيين، والتوقف عن عملية الإخفاء القسري للمعتقلين، وإبلاغ الأهالي بأماكن اعتقالهم، واحترام حقوقهم الدستورية والقانونية. إلى ذلك دانت منظمة صحفيات بلا قيود ما وصفتها بالمجزرة التي حدثت يوم أمس الأربعاء 16-9-2009 وخلفت أكثر من خمسة وثمانين بين قتيل وجريح من الضحايا المدنيين في مخيم العادي للنازحين بمحافظة عمران معظمهم من النساء والأطفال جراء قصف الطيران الحربي للمخيم. وأبدت المنظمة حزنها وأسفها الشديدين إزاء تزايد سقوط الضحايا وسط المدنيين جراء الحرب الشرسة الدائرة في محافظة صعدة والتي دخلت شهرها الثاني. فإنها تطالب بتحقيق شفاف وعاجل ومحاسبة ومعاقبة المتورطين في هذه المجزرة البشعة . وذكرت طرفي الصراع بأن مجزرة العادي وغيرها من الجرائم التي تخلفها حرب صعدة بحق المدنيين بصورة مفجعة وشاملة والتي تتلقاها المنظمة بأسى بالغ بشكل يومي كحالات التهجير المتسعة التي طالت مئات الآلاف من المواطنين ، وما يعيشونه من ظروف بالغة القسوة تفتقر لأدني المقومات والإمكانات. وعدت المنظمة حادثة القصف من الجرائم ضد الإنسانية الإنسانية، ومخالفة صريحة لاتفاقية جنيف الرابعة والبروتوكول الثاني الإضافي الخاص بحماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة لاسيما النساء والأطفال. وأكدت المنظمة أن هناك عواقب وخيمة لكل تلك الجرائم، وأن مرتكبي هذه الجرائم لا سبيل للعفو عنهم أو إفلاتهم من العقاب. ودعت المنظمة إلى إيقاف حرب صعدة ، وتأمين وصول المساعدات ولجان الإغاثة ، مطالبة منظمات المجتمع المدني ومراسلي وسائل الإعلام والصحفيين إلى تنظيم زيارات ميدانية لكافة مناطق التي طالتها الجرب والمخيمات. كما دعت المجتمع الدولي إلى القيام بدوره في حماية المدنيين و إيصال مواد الإغاثة ومتطلبات النازحين من الدواء والغذاء وكل مايحتاجوه من مقومات الحياة الكريمة. إلى ذلك عبرت منظمة سياج لحماية الطفولة عن عظيم الحزن والأسف لنبأ مقتل أكثر من 80 مواطنا يمنيا في منطقة العادي بمديرية حرف سفيان جراء القصف الجوي للطيران العسكري اليمني لتجمع من المدنيين الفارين من الحرب. وأعربت المنظمة عن أسفها الشديد لسقوط هذا الكم من الضحايا والذين تشير المعلومات المتوفرة إلى أن غالبيتهم أطفال ونساء. وجددت المنظمة التعبير عن قلقها البالغ إزاء الوضع الإنساني السيء للأطفال والنساء في مناطق المواجهات المسلحة. ودعت سياج الحكومة اليمنية إلى فتح تحقيق عاجل مع المسئولين عن هذه المجزرة البشعة وإحالتهم إلى القضاء وتعويض أسر الضحايا والمصابين التعويض العادل. وأكدت المنظمة دعوتها طرفي القتال في محافظة صعدة الى احترام الدستور والقانون اليمني وجميع المعاهدات والاتفاقات الدولية ذات الصلة بوضع المدنيين وخاصة منهم الأطفال والنساء أثناء الحروب والنزاعات المسلحة. وحذرت المنظمة من تجنيد الأطفال كمقاتلين في المعارك واستخدام المدنيين دروعا بشرية أو إجبارهم على القيام بأعمال ذات صلة بالحرب لصالح هذا الطرف أو ذاك. من جهته قال موقع سبتمبر نت إن قيادة الجيش أقرت تشكيل لجنة للتحقق من الأنباء التي زعمت عن تعرض عدد من المواطنين لقصف جوي في منطقة العادي بحرف سفيان. وأوضح بأنه لايوجد أي تجمعات للنازحين في تلك المنطقة والتي هي منطقة عمليات عسكرية وتجمع للعناصر التابعة للحوثي للانطلاق منها لتنفيذ عمليات اعتداء ضد المواطنين والقوات المسلحة والأمن وزرع الألغام والمتفجرات في الطرقات لإعاقة حركة السير فيها وإيصال الإمدادات للمواطنين في صعدة والنازحين في المخيمات.