خرج الناس، يوم أمس، في مظاهرة رافضة لرفع الدعم عن المشتقات النفطية، وكان الهدف الرئيسي هو مطالبة الحكومة بالعدول عن قراراها برفع أسعار المشتقات النفطية، ولكن.. تعددت اللافتات التي حملها المشاركون في المظاهرة.. ارتفعت لافتات مندِّدة بالعدوان على غزة، وارتفعت شعارات الموت لأمريكا، وتعالت الصرخات، وانشقَّ مجموعة من المتظاهرين عن هذه المظاهرة التي رأوا أنها مشتَّتة ولا تخدم سوى أشخاص ظهروا في الواجهة دون أن يعرفوا ماذا يريدون من هذا التحشيد، وهناك من استنكر تواجد البعض وهم يعلِّقون البنادق على أكتافهم كأنهم ذاهبون إلى معركة وليس إلى مظاهرة سلمية، كما يقولون!! حتى وإن كانت النيَّة سلمية ولم يتم إطلاق رصاصة واحدة، فإن السلمية تصبح شعاراً فقط لمجرد بروز مثل هؤلاء المبندقين وسط هذه المسيرة التي لم تتضِّح أهدافها. بمقدورنا أن نخرج في مظاهرات حاشدة للتنديد بجرائم إسرائيل في غزة، لا أن نحشر غزة في مظاهرة خاصة بالاحتجاج على رفع سعر البترول، حتى بدت غزة وكأنها هامش في ذلك الحشد.. وحينما تتعدَّد الأهداف في مظاهرة واحدة فذلك أدعى لتشبيهها بمريض يستخدم عدة أدوية، فقد يصادف الشفاء في أحدها!! أنا مع ثورة ضد نهج حكومة الوفاق المنتهية، واقتلاعها من جذورها سلمياً، ولستُ مع مظاهرة وقتية تنتهي بحلول أذان الظهر والذهاب إلى أسواق القات، وكأن هذه المظاهرة ليست سوى تنفيسٍ عن غضبٍ آنيٍّ لا يلبث أن ينطفئ. لن تتراجع الحكومة عن قرارها برفع شعار "الموت لأمريكا"، ولن تتوقف إسرائيل عن مجازرها في غزة بصرخة "الموت لإسرائيل".. أما اللعنة على اليهود فتحتاج إلى ترجمة خاصة.. وأما النصر للإسلام فالواقع يشهد.