يشتهر اليمن السعيد بتنوعه وتعدد عاداته وتقاليده الشعبية والثقافية داخل الإطار الوطني العام، ويتميز المطبخ اليمني عن مطابخ الشرق الأوسط بخصوصية مختلفة، كما تختلف أطباقه من إقليم إلى آخر داخل البلد نفسه، تتعدد أصناف الطعام بتعدد الجهات والمناطق اليمنية واختلافها. يكاد يكون للطعام اليمني بصمة ثقافية تميز هذه المنطقة عن تلك، فأحيانا يقال لمن يسافر إلى صنعاء “إيش طالع تأكل سلتة"، ولمن يتوجه إلى الحديدة “أكيد نازل تأكل ربيص وفتة بالعسل والموز"، ويصنع “الربيص" من سمك القرش بعد أن يغلى ويُفرم، إلا أن كرم الضيافة اليمني، يعد طابعا عربيا أصيلا، وتذكر بعض الأخبار الطريفة أنه منذ سنوات عديدة في الجزء البعيد من حضرموت في جنوب اليمن، صرح مضيف يمني بأنه سيطلق النار فوق رأس كل عابر سبيل لا ينزل ضيفا عنده! عشق الأطعمة الحارة على صعيد نكهات الطعام اليمني، فإن اليمنيين يحبون الأطعمة الحارة الكثيرة التوابل بصورة خاصة، حيث تحتوي العديد من وصفاتهم على الكثير من الفلفل الحار والذي يسمونه في اليمن باسم “البسباس"، لكن ليست كل الأكلات اليمنية حارة بهذه الصورة وهو ما يفسر الانتشار الساحق للمطاعم اليمنية في مختلف مناطق العالم وبخاصة في دول الخليج العربي ومصر ولبنان ودول شرق آسيا وغيرها. ونكهة الطبق الحار تنطلق مع الفلفل الحار والفلفل الأسود وحب الهال والكزبرة الطازجة و"الحومر/التمر الهندي" والثوم الذي يستعمل مع الخبز، حيث يعد الخبز والحبوب قوام الغذاء والنكهة الحارة جنبا إلى جنب، مع خليط يدعى “الحِلبة" يضيف النكهة والاهتمام لهذه الأطعمة، و(الحلبة بكسر الحاء) عبارة خليط يستعمل في اليمن الجنوبي، بينما يدعى خليط آخر الحُلبة بضم الحاء) ويستعمل في الشمال. مع كل ما يمتاز به المطبخ اليمني عموما من تنوع وتعدد أطباقه وفرادة مذاقها تبعاً للتعدد والتنوع الثقافي التقليدي لمختلف مناطق البلاد، إلا أن هذا التميّز ما كان ليعرف بهذا المستوى لولا سلسلة المطاعم الحديثة التي انتظمت في صنعاء ومدن يمنية أخرى خلال العقد الماضي، والتي أحدثت قفزة نوعية في طريقة إعداد الأطباق اليمنية وتقديمها، ما جعلها مطلب زوار اليمن من العرب والأجانب، وأكسبتها شهرة سياحية واسعة جعلت منها منتجا سياحيا بامتياز.
تحديث الأسلوب
لقد عملت المطاعم الجديدة على تقديم الأطباق اليمنية بمذاقات تجمع بين الخصائص التقليدية للمطبخ اليمني وطرق الطبخ الحديثة، موظفة ببراعة الإرث الممتد للمطبخ اليمني الذي في محصلته النهائية خلاصة تأثيرات ثقافية مرجعيتها المطبخ التركي في الشمال والمطبخ الهندي في الجنوب بحكم العلاقات التاريخية التي جمعت اليمن بهذه الشعوب الى جانب تأثيرات أخرى تعود إلى المطبخ الفارسي.