إتهم البابا شنودة الثالث الزعيم الروحي للاقباط الارثوذكس في مصر عناصر وهيئات سياسية (لم يسمها) لها اتجاهات خاصة بالاندساس في مظاهرات الأقباط لتحقيق مصالح خاصة. وقال شنودة، في حوار مع التلفزيون المصري مساء الاثنين، إن تظاهرات كثيرة قد حدثت وفي مجموعها ليست من الأقباط فقط، لأن الكثير قد ركبوا الموجة ودخلوا باسم التعاطف مع أحداث الإسكندرية وهم بعيدون كل البعد عن المشكلة. وكان آلاف المصريين نظموا، خلال الأيام الثلاثة الماضية، مظاهرات حاشدة احتجاجا على التفجير الذي استهدف كنيسة القديسين بالاسكندرية عشية الاحتفال برأس السنة الميلادية وأسفر عن مصرع 22 قبطيا واصابة نحو 100 آخرين. وحفلت هذه المظاهرات بمشاركة العديد من القوى الوطنية والحركات السياسية. كما تظاهر الاثنين المئات من طلاب جامعة الأزهر، الذين ينتمي بعضهم لجماعة الاخوان المسلمين. ويرى مراقبون أن جماعة الاخوان المسلمين المعارضة، التي تتمتع بشعبية كبيرة في الاسكندرية، ساهمت في إثارة التوترات في المدينة، بخاصة في الوقت الذي سبق الانتخابات البرلمانية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وأضاف البابا شنودة إن هتافات البعض تجاوزت كل أدب وكل قيم بأمور لا يمكن أن نرضاها ولا يمكن أن تصدر أيضا عن مسيحي أو مسلم يتمسك بالقيم والخلق الكريم. وقال "رأينا هذا بأنفسنا وبعضهم حاول استخدام العنف وليس هذا بأسلوبنا إطلاقا، ولكن كما أقول فإن عناصر تكلمت باسم الأقباط وهم بعيدون عن الأقباط وقيمهم وأساليبهم ولكننا لا نوافق على التجاوزات التي حدثت". وأضاف شنودة إن الإنسان في ثورته تقوده الأعصاب لا العقل، والأعصاب تمنع العقل من التصرف وتبقى المسيطرة على الموقف، ومن السهل أن تخطئ الأعصاب إذا غاب العقل. ودعا البابا شنودة الجميع إلى التحكم عقليا فيما يفعلونه، وأن يحسبوا رد الفعل، فربما يخسر الإنسان القضية التي يغضب من أجلها بأسلوبه الغاضب في التعبير. وقال شنودة "كلنا نغضب في مواجهة ما يحدث من شرور، لكننا نحسب حسابا لما نفعله وردود الفعل عليه، وهكذا تتدخل الحكمة". وأوضح أنه لا يقصد بكلامه كبت المشاعر، لكنه يدعو إلى ضبط المشاعر حتى لا نقع في الخطأ. ومن جهة أخرى، رصد رجل الأعمال القبطي البارز نجيب ساويرس مبلغ مليون جنيه (أكثر من 172 ألف دولار) مكافأة لمن يساعد على الكشف عن منفذي تفجير كنيسة الإسكندرية.
ونقلت صحيفة (الأهرام) عن ساويرس قوله انه سيدفع المبلغ لمن يدلي بأي معلومات تساعد أجهزة الأمن المصرية للتوصل إلى مرتكبي حادث التفجير أمام كنيسة القديسين في الإسكندرية فجر السبت الماضي.
وطالب ساويرس الأقباط بالتحلي بالحكمة لأن الهدف من الجريمة توجيه غضبهم ضد أجهزة الأمن.
وفرضت الشرطة المصرية إجراءات أمنية مشددة خاصة بالقرب من الكنائس عشية احتفال الأقباط بعيد الميلاد الذي يبدأ مساء الخميس.