نشرت وزارة الداخلية مساء امس الاربعاء صورة لجثة مجهولة عُثر على اشلائها بموقع حادث كنيسة القديسين ولم يتعرف عليها أحد حتى الان. وتشتبه أجهزة الأمن في أن هذه الصورة للانتحاري الذي نفذ العملية الإرهابية ليلة رأس السنة بكنيسة القديسين بالاسكندرية. وكان عدد ضحايا الاعتداء الارهابي الاليم بكنيسة القديسين بالاسكندرية قد ارتفع الى 23 ضحية، وفي هذه الاثناء واصلت النيابة الاستماع إلى أقوال عدد من المصابين الذين تحسنت حالتهم الصحية، حيث أوضحوا أمام النيابة مشاهدتهم لحادث الانفجار وما خلفه من آثار قتل وإصابات، وما لحق بهم من أضرار وإصابات جراء الحادث. وفي ضوء المخاوف ومشاعر الغضب العارم التي تنتاب أقباط مصر بسبب تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية أعدت وزارة الداخلية خطة لتأمين المساجد اثناء صلاة الجمعة القادمة، تحسبا لحدوث أي هجمات طائفية ردا على تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية في مطلع العام الجديد، خاصة مع تصاعد حدة الغضب بين متطرفين أقباط وبروز دعوات من قبل 'متطرفين' بمهاجمة المساجد رداً على التفجير. فيما أكد الدكتور كميل صديق، سكرتير المجلس الملي بالإسكندرية ان أربع كنائس تلقت تهديدات قبيل ساعات من الاحتفال بعيد الميلاد حيث هدد مجهولون بتفجيرها على من فيها وقال إن الكنائس الأربع هي كنيسة 'القديسين' بمنطقة 'سيدي بشر'، التي شهدت التفجير الأخير أمامها عشية رأس السنة، بالإضافة إلى ثلاث كنائس أخرى هي 'الأنبا تكلا' بمنطقة 'العجمي' وكنيسة 'مارجرجس' بمنطقة 'سبورتنج' وكنيسة 'مارجرجس' بمنطقة 'باكوس. وعلى إثر تهديدات الشباب القبطي الغاضب الداعية للانتقام لضحايا الكنيسة قالت مصادر أمنية إنه سيتم تكثيف الإجراءات الأمنية حول مساجد القاهرةوالإسكندرية، ونشر عناصر أمنية سرية للعمل على حفظ الحالة الأمنية في إطار عملية تأمينها لرصد أي تحركات مريبة، ومنع تكوين أي مظاهرات دينية، كما سيتم نشر قوات من الأمن المركزي حول المساجد الكبرى بمحافظات مصر المختلفة. من جانبه أصدر المناضل الكبير الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية في حرب أكتوبر أمس بياناً ندد فيه بالاعتداء. وتابع المراقبون أمس باهتمام بالغ الزيارة التي قامت بها السفيرة الأمريكية، مارجريت سكوبي لقداسة البابا شنودة الثالث بالمقر البابوي لمدة 30 دقيقة حيث تم إخلاء مدخل المقر لاستقبال موكب السفيرة المكون من 3 سيارات ضخمة، وكان في استقبالها الأنبا أرميا والأنبا بطرس سكرتارية البابا وحضرت إلى المكتب الخاص بالبابا في لقاء مغلق تقدمت به بالتعازي لأحداث الإسكندرية وأحيطت الزيارة بتكتم شديد ورفض البابا التعليق عليها أو الإدلاء بما جرى في الاجتماع السري بينه وبين السفير الذي استمر لمدة ساعة وعبر مراقبون عن توقعاتهم بالتطرق لحديث عن مشاكل الأقباط مع الدولة. أرسلت وزارة الأوقاف تعليمات مشددة إلى جميع أئمة المساجد بأن تكون خطبة الجمعة المقبلة حول إدانة الإرهاب، والتأكيد على العلاقة التاريخية التي تربط الأقباط والمسلمين وحرمة النفس البشرية أيا كانت ديانتها أو لونها وحرمة دور العبادة والمقدسات الدينية. وأشار الشيخ سعد الفقي وكيل مديرية الأوقاف 'إننا سنرسل إلى جميع إدارات محافظة الدقهلية للتحدث في الخطبة عن الإرهاب، لأن الذين تلطخت أيديهم وتورطوا في جريمة الإسكندرية النكراء والتي راح ضحيتها العشرات من المسلمين والأقباط، مجرمون، وليسوا منا، ولا يمكن أن يكون دافعهم هو الإسلام الذي يبرأ من كل الأعمال المنافية للأخلاق ومنها قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق. في سياق متصل ندد عدد من المراقبين بحديث البابا شنودة للتلفزيون المصري مؤخراً وشدد هؤلاء على ان الخطاب يشبه بين طياته بيانات المسؤولين الأمنيين وقال المفكر القبطي رفيق حبيب ان البابا استخدم نفس المنهج الذي يستخدمه النظام عبر العبارات المعلبة مثل 'القلة المندسة' و'الهتافات الخارجة' التي ردها النظام كثيرا لمواجهة الحركات السياسية. مشيرا الى أن الكنيسة منذ ظهرت حركات الاحتجاج مثل كفاية وغيرها وهي ترفضها وتعاديها وتعتبرها رمزا للفوضى. وحول إحالة ثمانية من المسلمين الى محاكمة عاجلة غدا بعد تضامنهم مع المسيحيين في مظاهرات شبرا تنديدا بحادث الاسكندرية قال حبيب ان النظام له حساباته التي يضرب من خلالها كل ما هو سياسي من وجهة نظره وبالتالي تعامل مع المتظاهرين من الاقباط على انهم حلفاؤه وغضب الحلفاء يمكن تحمله لكن المتضامنين المسلمين من وجهة نظره خصوم وغضب الخصوم يجب قمعه حتى لا يتطور فيجب معمالته بعصا الأمن. وقال مايكل منير أحد قيادات الأقباط في المهجر 'رجال الدين وعلى رأسهم البابا في موقف صعب وفي وضع يمثل الأقباط سياسيا وفي نفس الوقت هم لا يجيدون التعامل مع السياسيين، فالسياسة فيها نفاق ودهاء، وهم لا يستطيعون القيام بتلك المهمة لتعارضها مع طبيعة كونهم رجال دين'. ولفت مايكل إلى أن البابا لا يستطيع أن يقول غير هذا كي لا يتهم بإثارة مشاعر الشارع المسيحي.