أقول لأولئك المغامرين والمتطرفين في المؤتمر علي عبد الله السلال والمشترك على السواء والذين يعرضون أمن واستقرار الوطن اليمني ومستقبل شبابه وأبنائه لا تلعبوا بالنار وتراهنوا على دماء أبنائه وشعبه باسم الحفاظ على مصالح الوطن والمواطنين وبحجة أنكم أصحاب الحق الوحيدون في التحدث باسمه وأنكم أدرى من أبنائه بمصلحتهم ومصلحة وطنهم وأنكم الوحيدون الذين تزعمون الانتماء إليه والولاء لترابه الطاهر دون غيركم مع أن ما تقومون به كل يوم يشهد على أنكم بتعبئتكم للشارع وإخراجكم للمظاهرات والمظاهرات المضادة وتعريضكم لحياة أولئك الأبرياء من الشباب لفقدان حياتهم أو تعريضهم للإصابات نتيجة احتدام المعارك بين بعضهم سواء أولئك الذين يدفع بهم المؤتمر الشعبي أو أولئك الذين يدفع بهم المشترك مسلحين بالعصي والهراوات والذين بدأ بعضهم بتحطيم سيارات المواطنين الذين يحاولون عبور الشوارع إلى منازلهم والاعتداء على كل المارين في الطرقات التي تمضي منها المظاهرات بحجة أنهم ليسوا معهم مع أن معظمهم لا يعرف من يتظاهر مع من ومن يتظاهر ضد من وما أسباب خروج المظاهرات من الطرفين المؤتمر والمشترك. بعد أن سمع أخبار قبول المشترك لمبادرة رئيس الدولة واستعداده للعودة للحوار والتي ملأت هذه الأخبار قلبه بالفرج ونفسه بالطمأنينة وفي الوقت الذي كان يتطلع لسماع أخبار التئام طرفي الخلاف وجلوسهم على مائدة الحوار ممثلين بعناصر وطنية عاقلة وهادئة ومتزنة وإذا بالمغامرين والمخربين هنا وهناك يقفون ضد مبادرة الرئيس وضد أي حوار ويضعون العراقيل والشروط التعجيزية التي لا يقبلها أي عاقل أو رشيد. ولا أذيع سرا أن العقلاء في المؤتمر والمشترك هم الذين دفعوا للعودة لالتئام الصف الوطني ورحبوا بعودة الحوار بعد أن أكد الرئيس في مبادرته على أمور هامة كانت تشغل المشترك والكثير من القوى الوطنية الفاعلة والتي أسموها باللاءات الثلاثة (لا تمديد، لا توريث، لا تصفير للعداد) والتزام الرئيس علي عبد الله صالح بتنفيذ كل ما تتوصل إليه القوى الوطنية خلال جلسات الحوار وأهم من كل ذلك تجميد الانتخابات حتى يتوصل المتحاورون إلى اتفاق حول التعديلات الدستورية التي طلب المشترك بتعديلها. ولا أخفي سرا أيضا أن الكثير من قوى المؤتمر كانت غاضبة من الرئيس لأنه قدم تنازلات جدية رغم أن المشترك لم يقدم أي تنازلات، كذلك فإن قوى في المشترك كانت غاضبة من قادة المشترك لأنهم قبلوا مبادرة الرئيس والعودة لمواصلة الحوار من حيث انتهى وهؤلاء وأولئك لعبوا أدوارا مشبوهة أدت إلى انتصار قوى التطرف والتخريب على حكمة العقلاء والمخلصين لهذا الوطن وكلاهما يردد عندما نسأله ماذا بعد؟ إنكم تجرون الوطن إلى هاوية حرب أهلية قد تقضي لا سمح الله على الأخضر واليابس وتعرضون أمن الوطن واستقراره لخطر حدوث فوضى يعلم الله نهايتها وعواقبها الوخيمة خصوصا أن شعبنا الذي يقارب عده الثلاثة والعشرين مليون مواطن يملك ستين مليون قطعة سلاح وتبلغ نسبة الأمية في صفوفه 80 بالمائة أو أكثر بقليل فيردون عليك بكل سخرية وبجاحة وعنجهية؛ علينا وعلى أعدائنا والبادئ أظلم، وهم لا يعرفون أن ما يرتكبونه من أخطاء خطيرة وجسيمة بالدفع للمظاهرات والخروج بالعصي الغليظة والهراوات وغدا بسلاح الجنبية، ولا سمح الله بالبندقية والآلي، لا يعرف هؤلاء وأولئك أن حقيقة من بدأ والبادئ أظلم ستختفي مع وجود من يسلح الشباب والجماهير بالعصي والهراوات والأحجار صغيرة وكبيرة الحجم، وغدا يقدم لهم السلاح القاتل فلا يبقى هناك من المسؤول عن إشعال فتيل الفتنة سوى قيادات المؤتمر والمشترك لأنهم استمرءوا سماع الهتافات المؤيدة والمضادة ظنا منهم أنهم يسمعون أصواتهم عبر وسائل الإعلام التي أشعلت نيران الفتنة في صفوف شباب الثورة في مصر وفي تونس وحاولت أن تمد نيران تلك الفتنة إلى كل شبر في الأرض العربية إلا أن حكمة وثقافة الشباب في كلا القطرين أفشلت مخططات وسائل الإعلام خصوصا أنها غير مسلحة وواعية ومتعلمة وعزلاء من أي سلاح قاتل، فهل ندعي بعد ذلك أننا ننتمي إلى هذا الوطن الذي نعرضه وشعبه للدمار والخراب بنيران الحرب الأهلية القادمة. اللهم احفظ يمننا من كل سوء ومكروه يا رب العالمين.