جميعنا يتابع ما تشهده بعض المحافظات من أعمال فوضى وتخريب وإقلاق للأمن والسكينة العامة والإضرار بالمصالح العليا للوطن والشعب من قبل أولئك المغرر بهم الذين انجرّوا بغير وعي وراء الدعوات المشبهوة التي تستهدف إشعال نار الفتنة والفوضى والخراب في وطن الإيمان والحكمة دون إدراك العواقب الوخيمة التي ستنتج عنها, فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها. ما يحدث من أعمال تخريبية وإضرار بالسلم الاجتماعي بذريعة إصلاح الأوضاع والتغيير لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقبلها أي عاقل، لأن إصلاح الأوضاع والتغيير مطالب مشروعة لكافة أبناء الشعب اليمني, ولكن ذلك لا يمكن أبداً أن يكون عن طريق إشعال نار الفتنة والقيام بأعمال الفوضى والتخريب وجر الوطن إلى هاوية سحيقة وإنما عن طريق الحوار الوطني المسؤول باعتباره الوسيلة المثلى لمناقشة كافة القضايا التي تهم الوطن والمواطن وصولاً إلى انتخابات نيابية ديمقراطية حرة ونزيهة يتحقق فيها التغيير المنشود عبر صناديق الاقتراع. الحوار هو الحل الأمثل لتجاوز التحديات المفروضة على وطننا والخروج من دوامة الأزمات إلى رحاب المستقبل المشرق والمزدهر, فالحوار وحده الكفيل بتحقيق الوفاق والاتفاق وإنجاز الإصلاحات المنشودة وتجاوز المشاريع الصغيرة الهادفة إلى جر الشعب اليمني إلى أتون الصراعات والانقسامات والمواجهات والصدامات والعودة بالوطن إلى مربع المؤامرات والانقلابات الدموية والتصفيات الجسدية التي كانت سائدة قبل إعادة وحدة الوطن اليمني في ال22 من مايو 1990م. جميعاً يجب أن ندرك جيداً أن ثمة مؤامرات وتحديات كبيرة تواجه بلادنا وأمتنا العربية والإسلامية وكان لها أن تتمكن من إيقاظ الفتن والنعرات الطائفية والمذهبية والمناطقية بين أبناء الشعب الواحد والشعوب العربية والاسلامية, وهو ما يستدعي من كافة الوطنيين الشرفاء من أبناء شعبنا اليمني اليقظة والحذر والوقوف صفاً واحداً في وجه تلك التحديات. وعلى العقلاء في السلطة والمعارضة وأحزاب اللقاء المشترك وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية, والعمل على وأد الفتنة قبل استفحالها, والحفاظ على الوطن ووحدته وأمنه واستقراره. على الجميع سلطة ومعارضة وقوى وطنية ومنظمات جماهيرية ومثقفين وصحافيين وعلماء وخطباء تبصير شباب الوطن بالطريق الصحيح لبلوغ أهدافهم وآمالهم بمستقبل واعد ومشرق ومزدهر, وعدم دفعهم ليكونوا وقوداً لإشعال نار الحرائق التي لو اشتعلت فإنها ستلتهم الجميع. على جميع القوى الوطنية الحزبية والمستقلة تمثّل الحكمة اليمانية وتحمل مسؤوليتها الوطنية والتاريخية تجاه الوطن ومصالحه العليا, والوقوف صفاً واحداً في وجه أولئك النفر الذين يريدون إدخال البلاد في نفق مظلم, والضغط باتجاه عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل, والاستجابة لمبادرة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية التي أعلنها في الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى مطلع فبراير الجاري انطلاقاً من الحرص على مصلحة الوطن والشعب. [email protected]