يحاول البعض إثارة الفوضى وإشعال نار الفتنة في يمن الإيمان والحكمة دون حساب للعواقب الوخيمة التي ستلحق بالوطن والشعب جراءها.. والمؤسف أن بعض القوى السياسية تصر على تأجيج الشارع حتى بعد مبادرة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية التي أطلقها في الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى يوم الأربعاء الماضي والتي عبرت بجلاء عن حرص القيادة السياسية في تحقيق الوفاق والاتفاق بين كافة القوى الوطنية السياسية والاجتماعية في الساحة ومن أجل وحدة الصف والتلاحم الوطني وتجنيب البلاد مخاطر المخطط التآمري الصهيوني «مشروع الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة». فخامة الأخ رئيس الجمهورية ومن منطلق مسئولياته الوطنية وحرصه على المصلحة الوطنية العليا للوطن والشعب أعلن مبادرته التاريخية، وقد استقبل أبناء الشعب اليمني هذه المبادرة والإجراءات الإصلاحية بالارتياح الكبير واعتبرها العقلاء في الأحزاب والتنظيمات السياسية بما فيها أحزاب اللقاء المشترك بأنها مبادرة وطنية وتاريخية تجلت فيها الحكمة اليمانية في أبهى صورها .. كما لقيت ترحيباً كبيراً من قبل الأشقاء والأصدقاء الذين اعتبروها خطوة هامة سيكون لها الأثر العميق على مستقبل اليمن ووحدته وأمنه واستقراره .. ولكن المؤسف أن البعض ممن لهم أجندة خاصة ذهبوا في اتجاه آخر لتفسير المبادرة والإجراءات الإصلاحية وما تضمنته كلمة فخامة الأخ الرئيس وتأكيده بأنه ملتزم بما ورد في برنامجه الانتخابي بخصوص فترة رئيس الجمهورية أن الفترة خمس سنوات ولدورتين انتخابيتين غير قابلة للتجديد وأنه لا توريث للحكم كما يردد البعض واصفاً ذلك بالإسطوانة المشروخة.. وتفسير قوله بأنه لن يعاند أو يكابر وسيقدم التنازلات تلو التنازلات من أجل الوطن.. هؤلاء عليهم العودة لتاريخ الرئيس علي عبدالله صالح فقد تولى قيادة مسيرة الثورة في شمال الوطن عام 1978م في ظل أوضاع خطيرة للغاية جعلت كل الطامحين في كرسي الرئاسة آنذاك يرفضون الصعود إليه خوفاً من المصير المحتوم الذي كان ينتظرهم خصوصاً بعد مقتل رئيسين في غضون ثمانية أشهر، ولكن الشاب علي عبدالله صالح قبل التحدي والتضحية بنفسه من أجل إنقاذ الوطن من الكارثة التي كانت ستعصف به إلى هاوية سحيقة وبفضل من الله أولاً ثم بفضل شجاعته وحكمته وحنكته السياسية تمكن من إنقاذ سفينة الوطن والنجاة بها من الأمواج والرياح العاتية التي كانت تتقاذفها وأوصلها إلى شاطئ الأمان وجنب الشعب اليمني الكثير من المشاكل والمحن، واستطاع بحكمته وحنكته السياسية من إقناع الجميع باستبدال لغة القوة والعنف وحوار الرشاشات والمدافع والدبابات بلغة العقل والحكمة والمنطق وحوار الأفكار والآراء النيرة، وتمكن من خلال ذلك إيصال الشعب اليمني إلى تحقيق أعظم أهدافه وأغلى أحلامه ألا وهو إعادة وحدة اليمن أرضاً وإنساناً في ال22 من مايو 90م ودافع عنها وحماها عندما تعرضت للمؤامرة الخيانية عام 94م وجنب الوطن الكثير من الكوارث بفضل حكمته في التعامل مع كل الظروف والأزمات بحكمة وعقلانية واضعاً مصلحة الوطن فوق كل المصالح ،كما أنه رعى النهج الديمقراطي وعمل على تعزيزه وترسيخ مبدأ المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار والتبادل السلمي للسلطة من خلال اختيار الشعب لممثليه في مجلس النواب والمجالس المحلية وكذا رئيس الجمهورية عبر الانتخابات الديمقراطية الحرة والمباشرة وتحقيق العديد من الإنجازات العظيمة والتحولات التاريخية للشعب اليمني. على أولئك الذين يذهبون بعيداً في تفسيراتهم لما ورد في كلمة فخامة الأخ الرئيس أمام مجلسي النواب الشورى أن يدركوا جيداً أن رجلاً صنع كل تلك الإنجازات ولملم شتات الوطن اليمني أرضاً وإنساناً ليس غريباً عليه أن يقدم التنازلات تلو التنازلات من أجل الوطن والشعب ومن أجل حياة أفضل لأجيال الحاضر والمستقبل..على أولئك المشككين والمكابرين أن يتخلوا عن شكوكهم وعن المكابرة والعناد ويقدموا التنازلات من أجل الوطن ويعلنوا عن قبولهم بمبادرة العقل والحكمة والعودة إلى طاولة الحوار ووقف كافة الأعمال والممارسات التي تؤدي إلى إثارة الفتن والفوضى والتخريب وكل ما يلحق الضرر بالوطن ومصالحه العليا .. فاليمن ملك كل أبنائه. للتأمل: واحفظوا للعز فيكم ضوءه واجعلوا وحدتكم عرشاً له واحذروا أن تشهد الأيام في صفكم تحت السماوات انقساما وارفعوا أنفسكم فوق الضحى أبداً عن كل سوء تتسامى عبدالله عبدالوهاب نعمان [email protected]