ما يجرى في الجماهيرية العربية الليبية قطعا ليس (ثورة ) ولا ( انتفاضة) بل ( مؤامرة ) لا تختلف عما يجرى في بلادنا وربما الفارق بين ما يجرى في اليمن وما يجرى في الجماهيرية هو أن (المؤامرة ) ضد اليمن لم تكشر أنيابها بعد كما هو الحال في الجماهيرية حيث كشر المتآمرون عن أنيابهم بكثير من الشفافية وتحت مزاعم ودوافع مختلفة والمثير في الأمر المتصل بالجماهيرية أن ذات المحاور التي حاصرت الشعب العربي الليبي لقرابة عقد ونيف برا وجوا وبحرا وفرضت عليه سياسة التجويع والتركيع وتأمرت عليه من خلال فرض ما يمكن وصفه بالعقاب الجماعي بحق هذا الشعب وبكل الطرق والوسائل والأدوات بذريعة مسئوليته عن حادثة (لوكيربي) التي تحملت الشعب العربي تبعاتها كجزء من تسوية شوائب (الحرب الباردة) ولم يقف الأمر هنا بل بلغت همجية محاور النفوذ وعواصم الحصار أن ( حقنت ) مئات الأطفال العرب الليبيين بفيروس ( الإيدز) في واحدة من أحقر المؤامرات والدسائس الخبيثة التي تنم أن من قام بها قد تجرد من أبسط القيم والأخلاقيات الإنسانية , اليوم وربما في حالة فريدة من نوعها في السخرية الدرامية الهمجية تقف ذات (المحاور) رافعة لواء الدفاع عن (حقوق الشعب الليبي) ..؟!! أنها حقا (مؤامرة ) ومؤامرة قذرة هذه التي تعيشها وتواجهها الجماهيرية الليبية , لأن ما يحدث وحدث فيها ليس انتفاضة شعب بل تم استغلال بعض من أفراد الشعب والتغرير بهم في ظل حملة إعلامية شرسة ومركزة ومخطط لها مسبقا ولها هدف واضح وهو الثأر من الشعب العربي الليبي ومن قيادته , تماما كما هو حاصل في اليمن _اليوم_ حيث أن ما يجري في اليمن يكاد أن يتماهى مع ما يحدث في الجماهيرية مع الفارق أن هنا لا تزل (المؤامرة) تمضى على استحياء وقد تكشر عن أنيابها ربما مع نهاية الأزمة في ليبيا حيث نحن أمام مخطط (صهيوني / أمريكي) قذر لم يتردد في استغلال معاناة الناس والمتاجرة بها .. بيد أن ظواهر الفقر والبطالة والظروف الاجتماعية القاسية غدت سلاحا فعالا لدى أطراف محورية وجدت كيف تستغلها وتدفع الغلابة إلى الشوارع ومن ثم تسلط عليهم أجهزة إعلامية ( محددة) سلفا وتعرف دورها ومهمتها وهكذا نصبح أمام فوضى عبثية لا تمت بصلة لمعاناة الناس ولا تشبع جوع الجائعين أو تقدم عملا للعاطلين ولكنها فقط تنسف مقومات واستقرار وسكينة دول وشعوب ومجتمعات ومن ثم تتركها في حالة تأكل مجتمعي وانقسامات تبرز خلالها كل نعرات الجاهلية الأولى وثقافتها .. ويؤسفنا أن ثمة أطراف إقليمية عربية تشارك في هذا السيناريو الخطير والمدمر الذي تشهده المنطقة , كما يؤسفنا أن نجد من يتحدث بالقانون الدولي والحريات وحقوق الإنسان فيما هو يعيش على انتهاك هذا القانون الدولي الذي داست عليه أمريكا في العراق وأفغانستان وفي جوانتاناموا وعلى امتداد خارطة العالم من خلال حربها ضد الإرهاب , لقد استباحت أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكل دول أوروبا السيادة الكونية والقانون الدولي وامتهنوا قيم وقوانين حقوق الإنسان في تعاملاتهم وفي سجونهم وفي بلدانهم وفي قوانينهم وتشريعاتهم وبطريقة يندي لها جبين الإنسانية بدعوى حماية أمنهم وسيادتهم واستقرار مواطنيهم وسلامة أمنهم القومي ثم يحرموا على أي حاكم عربي الدفاع عن سلامة وطنه وأمن مواطنيه من عبث العابثين ومن طوابير الخونة والعملاء الذين جندتهم أجهزة الغرب وأوروبا لنسف الاستقرار المجتمعي وزعزعة السكينة في أوطانهم ..؟ لماذا هذه الازدواجية المقززة في التعامل مع القوانين والتشريعات والنظم والظواهر..؟ لقد استفزتني الحملة على الجماهيرية الليبية وعلى قيادتها وقائدها وشعبها وهي حملة تآمريةتورط فيها عرب وعلماء وفقهاء سلطان يصدرون الفتاوى بطريقة مقززة لا علاقة لها بالدين ولا بالإسلام والشريعة ولكنها فتاوى سياسية رخيصة وهمجية , كل هذا من أجل حفنة من المارقين والمرتدين والمتطرفين الذين يتم الانتصار لهم على حساب شعب ووطن ونظام ..؟ ألم يقال أننا في عالم من الديمقراطية ..؟ فليكن ولندع الشعوب هي من تقرر مصيرها وليس محاور النفوذ ولا مجلس الأمن الذي عليه أن كان حقا مجلس أمن أن يحل قضية الشعب العربي في فلسطين , وأن كانت أوروبا تغير حقا على الإنسان فلتساعد الشعب الصومالي وتدع الشعب الأفغاني يقرر مصيره بعيدا عن الوصاية والقهر أن ما الشعب الأفغاني كما هو الشعب الفلسطيني يعيشان في حالة قهر واحتلال فلماذا لا ترد الحقوق لهذه الشعوب ..؟ ولماذا الغيرة على الشعب العربي في ليبيا وهذا التهديد والوعيد له ولقيادته بالحصار والعقاب والمحاكمة وهو ذاته الشعب الذي خرج لتوه من حصار أصحاب الغيرة ..؟ بل أنه وحين حقن أطفال هذا الشعب بفيروس ( الإيدز) على يد اتباع لأجهزة استخبارات أوروبية وأمريكية بل تعبر أوروبا وأمريكا عن غيرتهما على الأطفال الأبرياء الذين ذهبوا نتاج سياسة حاقدة وغير أخلاقية بل راحت كل أوروبا وأمريكا تضغط بكل الوسائل للأفراج عن القتلة والمجرمين من الأطباء والممرضين الذين نفذوا المهمة القذرة لصالح تلك الأجهزة .. !!
أن المطلوب من العالم أن يحترم نفسه أولا وأن لا يتناقض بمواقفه وأن يدع الشعوب تقرر مصيرها فليست أوروبا ولا أمريكا أوصيا عن حقوق العرب ومن يطلب مناصرتهم من العرب والمسلمين فليس هو بعربي ولا بمسلم .. ليحفظ الله الشعبين اليمني والليبي وقيادتهما من بقايا ( اليسار المرتهن واليمين المتأسلم) وطابور المتآمرين والمنتفعين أنه على كل شيء قدير ..