غادر "الفريق الدبلوماسي الصغير" الذي أرسلته بريطانيا إلى ليبيا مدينة بنغازي معقل الثورة مساء الأحد بعدما حاول الاتصال بالمعارضة التي رفضت التحدث اليها. وقالت وزارة الخارجية البريطانية الأحد إن "فريقا صغيرا من الدبلوماسيين البريطانيين" كان وصل إلى بنغازي "لإجراء اتصالات مع المعارضة" غادر البلاد بعد "أن واجهته مشاكل". وأكد وزير الخارجية وليام هيغ في بيان أن "فريقا صغيرا يضم دبلوماسيين بريطانيين كان في بنغازي" معقل المعارضة المناهضة للزعيم الليبي معمر القذافي في شرق ليبيا. وتابع إن "الفريق توجه إلى ليبيا لاقامة اتصالات مع المعارضة. وقد واجهته بعض المشاكل التي حلت الان بشكل مرض" من دون أن يوضح طبيعة هذه المشاكل. واضاف هيغ "لقد غادروا الان ليبيا". وعلى الرغم من فشل المهمة، وعد هيغ باقامة علاقات مع الثوار وكرر مطلب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون برحيل الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال هيغ "ننوي وبالتشاور مع المعارضة ان نرسل فريقا في المستقبل لتعزيز حوارنا". واضاف "نواصل حث القذافي على التنحي وسنعمل مع الاسرة الدولية لدعم الطموحات المشروعة للشعب الليبي". وأشار ناطق باسم وزارة الدفاع إلى سياسة الامتناع بالادلاء عن أي تعليق على القضايا العملانية المتعلقة بالقوات الخاصة. وفي بنغازي، أعلنت المعارضة الليبية الأحد انها "رفضت" التحادث مع الفريق البريطاني. وقال المتحدث باسم المجلس الوطني الليبي عبد الحفيظ غوقة "رفضنا التحدث معهم بسبب طريقة دخولهم الى البلاد". واضاف "لا نعرف طبيعة مهمتهم"، مؤكدا "نرحب بأي وفد من بريطانيا يأتي بطريقة رسمية قانونية وسنتحدث اليه ونرحب به والموضوع انتهى وأرسلنا أعضاء الوفد إلى بلادهم".
وغادر الفريق البريطاني بنغازي متوجها إلى مالطا على متن الفرقاطة الملكية (اتش ام اس كمبرلاند)، كما ذكرت شبكتا سكاي والبي بي سي.
وقال هيغ إن الأمر يتعلق "بفريق دبلوماسي صغير"، لكن غوقة قال إن "شخصا واحدا فقط قال انه دبلوماسي ومعه حراس يرافقونه".
وحول ملابسات اعتقالهم، أوضح غوقة انه "تم القاء القبض على ثمانية أشخاص من جنسية انكليزية حسب جوازات سفرهم لانهم دخلوا البلاد بطريقة غير شرعية وبدون اذن".
وأوضح انهم دخلوا ليبيا على متن مروحية هبطت في السلوق البلدة الصغيرة الواقعة جنوب غرب بنغازي.
واضاف "نحن دولة لها سيادة ومجال جوي ومياه اقليمية يجب احترامها، وقبض عليهم لاننا لم نكن نعلم اذا كانوا اعداء ام لا لكننا عاملناهم بطريقة انسانية وحافظنا على سلامتهم".
وقالت صحيفة الغارديان الاثنين إن الفريق يضم ستة من أفراد القوات الخاصة البريطانية ومسؤولين من جهاز الاستخبارات (ام آي 6). واضافت انه أسر قرب شركة الخضرا الزراعية على بعد 30 كلم جنوب غرب بنغازي.
وأكد سفير بريطانيا في ليبيا ريتشارد نورذرن لأحد قادة الثورة في تسجيل بثته الحكومة الليبية لما قالت انه اتصال هاتفي أن الحادث نجم عن "سوء تفاهم".
وقال المسؤول في قيادة الثورة حسب التسجيل انهم "ارتكبوا خطأ فادحا بقدومهم بمروحية الى منطقة مكشوفة"، فرد عليه السفير البريطاني انه "لم يكن يعرف كيف سيأتون".
وقالت صحيفة صنداي تايمز إن ظهور افراد القوات الخاصة مع الدبلوماسي "اثار غضب المعارضة الليبية التي امرت باحتجاز الجنود في قاعدة عسكرية".
واضاف الصحيفة الاسبوعية إن معارضي القذافي "يخشون ان يتمكن من استخدام أي دليل على تدخل غربي للحصول على دعم وطني لنظامه".
وصرح مصدر بريطاني للصحيفة ان الدبلوماسي الذي كانوا يحمونه كان يريد إجراء اتصال مع المتمردين تمهيدا لزيارة لزميل أعلى منه رتبة.
وقد شارك بريطانيون من قبل في إجلاء مواطنين لهم يعملون في منشآت نفطية في مناطق نائية في الصحراء.
وقد انتقد الصحف البريطانية الاثنين فشل "الفريق الدبلوماسي" الذي أرسلته لندن إلى ليبيا واعتبرته "اهانة" حقيقية.
وعنونت صحيفة التايمز المحافظة بعد "هذه المهمة الفاشلة" بريطانيا تشعر بالخجل. وكتبت ان "بريطانيا اهينت الليلة الماضية باعلان التلفزيون الليبي" عن الاتصال الهاتفي بين السفير البريطاني واحد قادة الثورة.
واضافت إن "هناك وقتا للجرأة ووقتا للدبلوماسية"، معتبرة أن هذه الحادثة "كشفت أن الخلط بين الاثنين يمكن أن يكون خطئا مهينا".
أما صحيفة (ديلي تلغراف) فعنونت "الاذلال". وعبرت عن الاسف لان هذا "الخطأ اتاح للقذافي توجيه ضربة دعائية" باظهار تحالف الثوار مع حكومة غربية.
واعتبرت الغارديان (يسارية) أن رحلة هؤلاء (الدبلوماسيين) البريطانيين تحولت سريعا إلى مهزلة جعلت كاميرون "في حالة من الخجل والفزع".
أما صحيفة فايننشال تايمز فقالت إن "المغامرة السيئة للقوات الخاصة البريطانية تهز المحافظين" مشيرة إلى أن المهمة انتهت ب"مهزلة".