رغم تعرضهم للاعتداء من قبل من وصفوهم ب(البلطجية) منتصف ليل الخميس الجمعة ووقوع عدد من الجرحى يصر المعتصمون في ميدان جمال عبد الناصر في عمان على الاستمرار في اعتصامهم المفتوح مستلهمين التحركات الشبابية في مصر وتونس والبحرين. واصيب 30 من المعتصمين بجروح نتيجة الاعتداء ما استدعى نقل ثلاثة منهم إلى المستشفى، على ما أفاد شهود عيان، فيما تلقى البقية العلاج في خيمة (عيادة شباب 24 آذار) التي اعدها المعتصمون. وكان مئات الشباب من تيارات مختلفة بينهم اسلاميون بدأوا الخميس اعتصاما مفتوحا في الميدان تحت المطر تلبية لدعوة حركة (24 آذار) التي اعلنت نفسها عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، للمطالبة ب"تعديلات دستورية" و"محاكمة رموز الفساد" ونصبوا خيما للمبيت هناك. وحاولت الشرطة منع المعتصمين من البقاء في المكان وتمضية الليل وقطعت الكهرباء عن الميدان قرابة الساعة 11,00 بالتوقيت المحلي (21,00 ت غ)، ما دفع نحو 50 من الموالين للحكومة أو من وصفهم المعتصمون ب(البلطجية) إلى استغلال الظلام للاعتداء عليهم وقذفهم بالحجارة من دون تدخل الشرطة. وصباح الجمعة كان الموالون على بعد نحو أمتار من 19 خيمة للمعتصمين يرقصون وسط الشارع على وقع اغان وطنية تعبيرا عن الولاء للعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، من دون وجود أمني يذكر. وقال صدام بصراوي (21 عاما) ، طالب في الجامعة الأردنية، لوكالة فرانس برس "جئنا الى هنا وبتنا في الخيام رغم البرد القارس والمطر والاعتداءات التي تعرضنا لها لأجل الإصلاح ولأجل أن تتحقق العدالة الاجتماعية في الاردن الذي هو ليس للأغنياء فقط". واضاف "تعرضنا للاعتداء والرشق بالحجارة وسنتحمل أي شيء ومهما طالت المدة لأجل الإصلاح الذي نطالب به، سنبقى هنا مهما حصل حتى تتحقق مطالبنا بحل مجلس النواب وحكومة منتخبة واصلاحات شاملة".
من جانبه قال رضا درويش (21 عاما)، طالب جامعي، لفرانس برس "تعرضنا للاعتداء رغم اعتصامنا هنا سلميا، هل يرضي هذا الملك؟ او كل من يتكلمون بالحريات في هذا البلد؟".
واضاف "انا مواطن ولدي الحق في التعبير سلميا عن مطالبي ولا حق لأحد بمصادرة حريتي، الاعتداء علينا لن يوقفنا ولن يثنينا عن مطالبنا".
وشكل المعتصمون لجانا لتنظيم الموقع فهناك لجنة للعناية بنظافة المكان واخرى لتأمين الشراب والطعام للمعتصمين، مستلهمين تجارب ثورة مصر وتونس والبحرين.
وفي الصباح الباكر بينما كان شاب ينظف المكان ويجمع القمامة من أمام الخيام كان آخر يسكب الشاي لمن أفاق من المعتصمين.
واصرت ليشيا اوليفارس (25 عاما)، سائحة من الدنمارك على قضاء الليل مع المعتصمين، للتعبير عن تضامنها معهم قائلة "انا هنا لأعبر عن تضامني مع الشعب الأردني ودعمي للديمقراطية والعدالة".
وكان المعتصمون حملوا الخميس لافتات كتب عليها "الشعب يريد اصلاح النظام" و"الشعب يريد تعديل الدستور" و"نريد محاكمة رموز الفساد" و"نعم لاجتثاث الفساد"، الى جانب اعلام اردنية.
وهتفوا "الشعب يريد حل البرلمان" و"الشعب يريد اصلاح الدستور" اضافة الى "الثورة بتلف وبتدور يا اردن جاييك الدور".
وتنظم الحركة الاسلامية واحزاب المعارضة الاردنية اليوم الجمعة تظاهرة جديدة للمطالبة بالاصلاح الشامل.
ويشهد الأردن منذ نحو ثلاثة اشهر احتجاجات مستمرة تطالب باصلاحات اقتصادية وسياسية ومكافحة الفساد شاركت فيها الحركة الاسلامية واحزاب معارضة يسارية اضافة الى النقابات المهنية وحركات طالبية وشبابية.
وتشمل مطالب هؤلاء وضع قانون انتخاب جديد واجراء انتخابات مبكرة وتعديلات دستورية تسمح للغالبية النيابية بتشكيل الحكومة بدلا من ان يعين الملك رئيس الوزراء.