ذكرت صحيفة (الغارديان) البريطانية الجمعة أن نظام العقيد الليبي معمر القذافي أرسل مبعوثاً مقرباً منه إلى لندن لإجراء محادثات سرية مع المسؤولين البريطانيين. وقال الصحيفة إن محمد اسماعيل، وهو أحد كبار مساعدي سيف الإسلام القذافي، زار لندن خلال الأيام القليلة الماضية، وقد أكدت ذلك مصادر حكومية مطلعة على الاجتماع. ويعتقد أن الاتصالات مع اسماعيل هي واحدة من عدة اتصالات بين مسؤولين ليبين والغرب خلال الأيام الأخيرة، في ظلّ إشارات إلى أن النظام الليبي يبحث عن سبيل للخروج من الأزمة. ويأتي الكشف عن زيارة اسماعيل، بعد انشقاق وزير الخارجية الليبي موسى كوسا، وقدومه إلى بريطانيا مساء الأربعاء، حيث قالت الحكومة البريطانية إنه أبلغها أنه لم يعد يمثل نظام القذافي. وقالت (الغارديان) إن فريقاً يترأسه السفير البريطاني إلى ليبيا ريتشارد نورثرن ومسؤولون من الاستخبارات يتولون استجواب كوسا في مكان آمن، ونقلت عن مصادر حكومية أن التحقيق معه سيستغرق وقتاً لأن حالته النفسية "دقيقة" بما أن ترك عائلته في ليبيا. وكانت التقارير قد اشارت إلى أن أولاد القذافي لا سيما سيف الإسلام والساعدي والمعتصم، يريدون الحوار ويبحثون عن مخرج. وكانت وثائق (ويكيليكس) قد أشارت إلى اسماعيل على أنه مثل الحكومة الليبية في عدة مفاوضات لشراء أسلحة، كما فاوض في عدة مسائل عسكرية وسياسية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله "الرسالة التي وجهت له هي أنه على القذافي أن يرحل وسيكون ثمة محاسبة للجرائم المرتكبة أمام المحكمة الجنائية الدولية". وكانت تقارير قد أشارت إلى عدة اقتراحات يقدمها أولاد القذافي، تتعلق بتحييد والدههم، ومن بينها أن يتولى المعتصم، وهو مستشار الأمن القومي في البلاد رئاسة حكومة مؤقتة تشمل المعارضة، ولكن ذلك الاقتراح لن يرضي على الأغلب الثوار.