أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر في ساعة مبكرة من صباح السبت بيانا حمل الرقم (34) تعليقا على الأحداث التي شهدها ميدان التحرير بالقاهرة في الساعات الأولى من صباح السبت لتفريق عدد من المعتصمين بينهم عدد من ضباط الجيش. وقال البيان الذي نشر على صفحة المجلس على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إنه "أمر بضبط وإحضار المدعو إبراهيم كامل أحد فلول الحزب الوطني والذي وردت معلومات تؤكد تورطه مع بعض من أتباعه في أعمال تحريض وبلطجة وإثارة للجماهير في ميدان التحرير الجمعة". وأوضح البيان أن قرار الضبط والإحضار شمل ثلاثة من مساعدي كامل الذي يعد أحد كبار رجال الأعمال المنتمين للحزب الوطني الحاكم سابقا والمتهم الرئيسي بحسب بلاغات متعددة بالمسئولية عن أحداث سابقة عرفت باسم (موقعة الجمل) قبل تنحي الرئيس المصري السابق عن منصبه. وأكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة في بيانه أنه "سوف يستمر بكل حسم وقوة وراء فلول النظام السابق والحزب الوطني ويؤكد أيضا أن القوات المسلحة سوف تظل دوما ودائما درعا قويا متماسكا يحمي ويزود عن البلاد وضامنا لأمن واستقرار وسلام وطموحات شعب مصر العظيم". وتعجب كثيرون في تعليقات على البيان على صفحة المجلس من الصيغة التي كتب بها حيث وردت فيه لأول مرة جملة "فلول النظام السابق والحزب الوطني" في وصف رجل الأعمال البارز كما أن موعد ظهوره غير معتاد حيث صدر في الخامسة فجرا. وبلغ عدد التعليقات على البيان بعد أقل من ساعة من نشره 1500 تعليق كانت في معظمهما رافضة لما ورد فيه نظرا لأن قوات من الجيش فضت اعتصاما في الميدان قبل صدوره بساعة واحدة بالقوة وفقا لشهود عيان ولقطات فيديو وثقت العملية التي شارك فيها عدد كبير من جنود الأمن المركزي في أول ظهور مباشر لهم في ميدان التحرير منذ يوم 28 كانون ثان/ يناير الماضي. واعتصم بميدان التحرير ما يقرب من 3 ألاف شخص بعد تظاهرة مليونية الجمعة تحت شعار (المحاكمة والتطهير) شهدت هجوما واسعا على المجلس العسكري بسبب التباطؤ في محاكمة الرئيس السابق وعائلته والقيادات المقربة منه كما شهدت مشاركة مجموعة من ضباط الجيش الذين أعلنوا تمردهم على قياداتهم مطالبين تلك القيادات بالرحيل. وحاول الجيش دخول الميدان مرتين مساء الجمعة للقبض على الضباط لكن الحشود الموجودة في الميدان رفضت تسليمهم وأجبرت القوات على العودة من حيث أتت. وبعد بدء حظر التجوال هجمت حشود عسكرية مدعمة بحشود من الأمن المركزي في الثالثة صباحا على المعتصمين وفرقتهم وألقت القبض على عدد من ضباط الجيش وعدد من المعتصمين وسط إطلاق كثيف للرصاص سمعه كل سكان المناطق القريبة من الميدان.
ودعا المعتصمون بعد تجمعهم المصريين للعودة للميدان اليوم السبت لإعلان رفضهم تفريق الجيش للاعتصام السلمي بالقوة واعتقال عدد من المعتصمين واستخدام الرصاص الحي في إرهاب المعتصمين العزل.