في مسعى جديد لإقناع الحكومة السورية بوقف قمع الحركة الاحتجاجية الداعية لسقوط النظام، يصل وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو إلى دمشق اليوم حاملاً رسالة "حازمة" إلى السلطات بعد أن أعلن رجب طيب إردوغان أن صبر تركيا قد "نفذ". وينتظر وصول وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اليوم الثلاثاء إلى دمشق حاملاً رسالة "حازمة" الى السلطات، بعد أن أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان صبر تركيا قد "نفد". وكان إردوغان أعلن ان صبر تركيا "نفد" ازاء استمرار نظام الرئيس السوري بشار الاسد في قمعه الدموي للمتظاهرين ولذلك سيزور وزير خارجيته احمد داود اوغلو دمشق الثلاثاء لينقل اليها "بحزم رسائل" بهذا المعنى. وانتقدت مستشارة الرئيس السوري للشؤون السياسية والاعلامية بثينة شعبان الاحد بقوة الموقف التركي تجاه ما يجري في سوريا والذي "لم يدن حتى الان جرائم القتل الوحشية بحق المدنيين والامن والجيش"، مشيرة الى ان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو سيسمع لدى زيارته سوريا "كلاما اكثر حزما"، بحسب ما ورد في الشريط الاخباري. وزاد استدعاء الرياضوالكويتوالبحرين سفراءها في دمشق احتجاجا على قمع التظاهرات، من عزلة الرئيس السوري بشار الاسد ولكن آلة حرب النظام لم تتوقف مع سقوط ثمانية قتلى الاثنين. وفي اول رد فعل علني منذ بدء الحركة الاحتجاجية الشعبية قبل نحو خمسة اشهر، اعلن العاهل السعودي الملك عبدالله الاحد استدعاء سفيره في دمشق للتشاور، داعيا النظام السوري الى "وقف آلة القتل واراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الآوان". وتبعته الكويت ثم البحرين في اتخاذ تدبير مماثل لتنضم هذه الدول الثلاث الخليجية الى الاحتجاجات الدولية على قمع الحراك المناهض للنظام في سوريا الذي ادى الى سقوط اكثر من الفي قتيل غالبيتهم من المدنيين منذ 15 اذار/مارس بحسب منظمات غير حكومية سورية. من جانبها طلبت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون من نظيرها التركي أحمد داود أوغلو أن ينقل الى دمشق رسالة واضحة مفادها ان على السلطات السورية "اعادة جنودها فورا الى ثكناتهم"، كما اعلنت وزارة الخارجية الاميركية. وقال المتحدث باسم الوزارة مارك تونر ان كلينتون وخلال مكالمة هاتفية مع نظيرها التركي تطرقت الى الوضع في سوريا والى نداءات المجتمع الدولي المطالبة بوقف القمع العسكري ضد المتظاهرين المناهضين للرئيس بشار الاسد. واضاف ان "الوزيرة كلينتون ناقشت الموقف الاميركي القائل بان على سوريا ان تعيد فورا جنودها الى ثكناتهم وان تطلق سراح جميع المعتقلين". وتابع "لقد طلبت من وزير الخارجية ايصال هذه الرسائل الى الحكومة السورية. لقد كررت ايضا الدعم الاميركي لعملية تحول ديموقراطي في سوريا". لكن مهمة الوزير التركي تبدو عسيرة اذ ان النظام السوري يرفض الاقرار بحجم التحركات الاحتجاجية وما زال يتهم "جماعات ارهابية مسلحة" بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية واعمال عنف اخرى. الى ذلك عين الرئيس السوري الاثنين العماد داوود راجحة وزيرا جديدا للدفاع ليحل مكان العماد علي حبيب الذي كان وزيرا للدفاع منذ العام 2009. واكد الاسد يوم الاحد ان "التعامل مع الخارجين عن القانون من اصحاب السوابق الذين يقطعون الطرقات ويغلقون المدن ويروعون الاهالي واجب على الدولة لحماية امن وحياة مواطنيها". وفي موازاة القمع اعلن الاسد عن اصلاحات تتضمن خصوصا اجراء انتخابات حرة واعتماد التعددية الحزبية ورفع حالة الطوارىء، لكن مصداقيته تضررت كثيرا لا سيما على المستوى الدولي كما ادت قوة القمع الى تشدد المتظاهرين الذين يطالبون برحيله. الى ذلك اعلنت مصادر دبلوماسية الاثنين ان الاتحاد الاوروبي يدرس فرض عقوبات جديدة على سوريا بعد منع منح تأشيرات وتجميد ودائع حوالى اربعين شخصية وشركة قريبة من النظام. لكن الرئيس بشار الاسد الذي خلف والده حافظ الاسد الذي توفي في العام 2000، لم يصغ ورفض نظامه التدخل الخارجي واتهم وسائل الاعلام الدولية التي لا تتمتع بحرية التنقل في سوريا، ببث "الاكاذيب". من جهة اخرى اعلن النظام ان الجيش بدأ الانسحاب من مدينة حماة بحسب سانا. وقالت الوكالة "ان وحدات الجيش التي كلفت اعادة الامن والاستقرار الى مدينة حماة بدأت بالخروج منها بعد انجاز مهمة نوعية تجسدت في حماية حياة المواطنين المدنيين وملاحقة فلول عناصر التنظيمات الارهابية المسلحة التي عاثت فسادا وتخريبا وقطعت اوصال المدينة وعطلت دورة الحياة فيها الى ان تدخلت وحدات الجيش وتصدت بدقة ومهنية عالية لاولئك الارهابيين والقت القبض على عدد منهم لتقديمهم الى العدالة". وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس موجة احتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد اسفرت عن مقتل حوالى 2000 مدني واعتقال اكثر من 12 الفا ونزوح الالاف، وفق منظمات لحقوق الانسان. وتتهم السلطات "جماعات ارهابية مسلحة" بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية واعمال عنف اخرى.