كان الثوار يطلقون النار في الهواء ابتهاجا او يقفون لالتقاط الصور في المجمع الذي كان مقرا لاقامة معمر القذافي وسط الخراب الذي لحق به في باب العزيزية في طرابلس، عندما انفجرت قذائف حولهم لان الجنود الموالين للزعيم الليبي يواصلون القتال. وكان مئات الاشخاص يقفون وسط الانقاض التي ينبعث منها الدخان في مجمع باب العزيزية الواقع في جنوب العاصمة الليبية والذي يرمز الى 42 عاما من حكم مستبد بلا منازع. وصاح احد المتمردين هازئا ومشمئزا في آن "القذافي خنزير، قرد" وهو يرفع اربعة البومات صور وجدها في غرفة نوم قائد الثورة السابق الذي كان على ما يبدو يكن اعجابا لوزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندوليزا رايس الحاضرة في صور كثيرة. وقام بعضهم باضرام النار في ملصقات للزعيم الليبي وفي اوراق عثروا عليها في المباني التي تحمل اثار الرصاص والقصف، فيما كان اخرون يطلقون النار في الهواء على وقع هتافات التكبير. وتتركز المعارك في حي ابو سليم المجاور حيث "يختبىء قناصة تابعين للقذافي" كما قال نوري محمد وهو يخفي عينيه وراء نظارات شمسية. ويقود محمد كتيبة مصراتة وهو جالس في الظل قرب سيارة بيك آب جهزت بقاذفة صواريخ متعددة الرؤوس. وتضم هذه الكتيبة اكثر من 3500 مقاتل مدرب قدموا من المدينة التي يسيطر عليها الثوار والتي قصفتها القوات الحكومية خلال اشهر قبل ان تتقهقر. واضاف محمد "ان القناصة بالعشرات لم نتمكن من معرفة اين هم" مؤكدا انه لم يبق هناك مصفحات حكومية عاملة في طرابلس. وهؤلاء الجنود القناصة يربكون اولئك الذين يريدون ان يكونوا الاسياد الجدد لطرابلس. ففي الصباح خطف طبيب جاء ليعالج جرحى من المتمردين وهو في الطريق. ولا اخبار عنه منذ ذلك الحين. وقال صهيب سوقان (29 عاما) وهو يحمل كلاشنيكوف بيده "انا متأكد ان القذافي تحت الارض مثل الجرذان". ففي سراديب باب العزيزية انفاق وتحصينات تضم غرف نوم ومخابىء اسلحة وقاعات مليئة بالحواسيب، بعضها انهار والمتمردون الذين يفتشونها يفجرون ابوابها المصفحة. لكن لا اثر لمعمر القذافي المطلوب الاول في البلاد تحت الارض. ويعتقد محمد قروه وهو شاب ملتح يناهز العشرين من العمر يرتدي سروالا قصيرا وسترة واقية من الرصاص، ان القذافي "يختبىء في ابو سليم". وقال متباهيا "كنت في منزل القذافي وقد اخذت نظاراته الشمسية وقلنسوته". وتحدث اخرون عن امكان فراره الى سرت مسقط راسه او الى الخارج... لكن بعد الظهر وبصورة مفاجئة تكثف اطلاق النار ودوي الانفجارات حتى اصبح قريبا جدا، وسقط عدد من القذائف في باب العزيزية فاسرع المتمردون المبتهجون الخطى باتجاه ملجأ. وكان فيصل الهادي في قلب المعارك في ابو سليم. وقال هذا الشاب الملتحي "ان القناصة على الاسطح بدأوا يطلقون النار من اسلحة ثقيلة ومدافع الهاون وار بي جي. سنعود الى هناك لنحاول تطهير القطاع". في هذه الاثناء كانت نحو عشرين سيارة بيك اب تعلوها قاذفات الصواريخ والرشاشات المضادة للطائرات او المدافع المضادة للدبابات تتجه نحو المنطقة حيث تجددت الانفجارات بشكل مدو. واشنطن تعلن ان اسلحة الدمار الشامل الليبية في مكان آمن واعلنت وزارة الدفاع الاميركية الاربعاء ان مخازن اسلحة الدمار الشامل في ليبيا وخصوصا كميات غاز الخردل "مؤمنة". وردا على سؤال عما اذا كانت اسلحة الدمار الشامل الليبية وخصوصا اكثر من عشرة اطنان من غاز الخردل في مكان آمن، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع ديف لابان "نعم". ورفض المتحدث اعطاء تفاصيل حول هذه الاسلحة الكيميائية، مكتفيا بالقول انها "اسلحة ومواد خطرة (...) ونحن نبقي مراقبتنا قائمة". واكد المتحدث الاميركي ان لا خطط على الاطلاق للولايات المتحدة لارسال قوات اميركية الى ليبيا لحماية الاسلحة الكيميائية. وكان نظام العقيد معمر القذافي انضم العام 2004 الى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية، الا انه كان لا يزال عليه ان يدمر 11,25 طنا من غاز الخردل عندما اندلعت الاحداث في ليبيا في شباط/فبراير الماضي. وتفيد منظمة حظر الاسلحة الكيميائية انها سبق ودمرت 3563 قنبلة او صاروخا او قذيفة قادرة على حمل مادة غاز الخردل. ومخازن غاز الخردل موجودة في الرابطة على بعد نحو مئة كيلومتر جنوبطرابلس كما انها موجودة في الجفرة جنوب سرت. من جهة ثانية، اعلن المتحدث الاميركي ان هناك قلقا من وجود كمية كبيرة من الاسلحة التقليدية خصوصا تلك التي تحمل على الكتف. وقال ان "قاذفات القنابل التي تحمل على الكتف تبقى مصدر قلق بالنسبة الينا لانها محمولة". اصابة اثنين من الصحافيين الفرنسيين في طرابلس واصيب صحافيان فرنسيان، مصور لقناة فرانس 2 واخر لمجلة باري ماتش، بالرصاص في طرابلس خلال اشتبكات حول مقر العقيد معمر القذافي، الا ان حياتهما ليست على ما يبدو في خطر كما اعلنت فرانس 2 وباري ماتش. ويعالج المصوران الصحافيان في العاصمة الليبية قبل عودتهما الى ارض الوطن. واصيب برونو جيرودون الذي يعمل لقناة فرانس 2 العامة بالرصاص الاربعاء بالقرب من حي باب العزيزية كما قال احد محرري القناة. كما اصيب الفارو كانوفا مصور مجلة باري ماتش بالرصاص في الفخذ الثلاثاء اثناء هجوم للثوار على مقر القذافي. واوضحت المجلة ان حالته مستقرة وان حياته ليست في خطر. وبعد ان تلقى العلاج في المكان نقل المصور الى مستشفى خارج طرابلس حيث اعتبر الاطباء ان اصابته ليست خطرة. وقد غادر كانوفا ليبيا الاربعاء متجها الى تونس التي سيعود منها الى فرنسا مساء اليوم. وبعد ظهر اليوم تمكن نحو 30 صحافيا اجنبيا كانوا محتجزين منذ الاحد في فندق ريكسوس بوسط طرابلس من مغادرته. وغادر الصحافيون الفندق في حوالى الساعة 15,00 ت غ، بعد ان كان حراس موالون للقذافي يمنعونهم من ذلك منذ الاحد الماضي. وقد توجهوا الى فندق كورينثيا في العاصمة الليبية.