يعتقد الأطباء السويسريون أن حوالي 40 في المئة من مرضى السرطان لا يتلقون العلاج الكيميائي المناسب. كما أن اختيار الأدوية العلاجية لا يأخذ بالاعتبار حالة كل مريض، على حدا. ما يعني أن قسم من هؤلاء المرضى يستفيد منها. في مطلق الأحوال، نجد تقنيات تشخيصية، في مجال الطب النووي، كما تقنية (Fdg Pet-Ct)، تخول الطبيب وصف علاج فردي اعتماداً على نوع السرطان. وتعتمد تقنية التشخيص (Fdg Pet-Ct) على جزيئات الجلوكوز المشع (FDG) التي يتلقى المريض جرعة خفيفة منها قبل خضوعه للمسح الضوئي. يذكر أن كل خلايا الجسم تقريبا تحتاج الى الجلوكوز من أجل الغذاء. وتتراكم هذه الجزئيات المشعة في الخلايا، السليمة والسرطانية معاً، تماماً كما الجلوكوز. علماً أن خلايا الأورام السرطانية تنقسم بمعدل أسرع من تلك السليمة. لذلك، فهي تتطلب قدرا أكبر من الطاقة. وتؤدي عملية تمثيلها الخلوي المتسارعة الى ارتفاع في تراكم جزيئات الجلوكوز المشع. علاوة على ذلك، تساعد تقنية التشخيص (Fdg Pet-Ct) في إظهار مدى تجاوب الخلايا السرطانية مع العلاج. بمعنى آخر، كلما كان امتصاص الخلايا السرطانية لجزئيات الجلوكوز المشع ضعيفاً كلما تراجع نجاح العلاج الكيميائي مع المريض. هنا، يلجأ الطبيب الى امكانات علاجية بديلة لتفادي معاناة المريض من المفعول الجانبي الثقيل الناجم عن علاج كيميائي غير نافع! بالطبع، فان تقنية التشخيص هذه يمكن تطبيقها أولاً لصالح المصابات بسرطان الثدي. اذ ان حوالي 50 في المئة منهن لا يستفدن من العلاج الكيميائي الذي يصر بعض الأطباء "الأذكياء" على اتمامه لهن من دون نتائج طبية تذكر. هنا، فان الانفاق المالي العلاجي يكون "سيد الموقف"!